• 29 مارس 2024

تركيا.. “الأئمة والخطباء” وجهة العرب لحفظ لغة الضاد

تحتضن تركيا، ملايين العرب الذين فروا من بلادهم منذ 7 سنوات، إبان ثورات الربيع العربي، بحثاً عن الأمن.

 

غير أن الجيل الجديد من الأبناء، الذي نشأ في بيئة مختلفة، يبقى معضلة بالنسبة للآباء والأمهات، خشية فقدان اللغة الأم.

 

فتعلم اللغة العربية بالنسبة لهم يقتصر على داخل جدران البيت، ما يعني عدم اكتساب مهارة القراءة والكتابة بلغة الضاد.

 

العائلات العربية وجدت الحل لحفظ لسانهم الأُم، بالالتحاق بمدارس الأئمة والخطباء في تركيا، كونها تعمل على تدريس علوم اللغة العربية، في المحادثة والقواعد والنحو.

 

ويقبل عشرات الآلاف من طلبة المدارس العرب في تركيا على تلك المدارس حفظاً للغتهم العربية.

 

مرّ على تأسيس مدارس الأئمة والخطباء، التابع لوزارة التربية والتعليم التركية، نحو 68 سنة، وتعتبر مدارس دينية، لكلا الجنسين.

 

وتوفر تلك المدارس تعليم القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والسيرة النبوية والفقه والحديث والتفسير، بالإضافة إلى اللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب اللغة التركية.

 

واهتمت الحكومة التركية، خلال العقد الأخير، بافتتاح المئات من مدارس الأئمة والخطباء الجديدة، وركزت اهتمامها ودعمها المادي والمعنوي عليها بشكل ملحوظ.

 

وتقلد المئات من خريجي مدارس الأئمة والخطباء، مناصب رفيعة في الدولة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى العشرات من النواب في البرلمان.

 

وتنتشر مدارس الأئمة والخطباء في 81 ولاية، ويدرس فيها أكثر من 1.3 مليون طالب وطالبة، ووصل أعداد المدارس في نهاية العام الماضي إلى أكثر من 4000 مدرسة.

 

كما تسعى الحكومة إلى إتمام 128 مدرسة أخرى هذا العام، بحسب مؤسسة التربية التركية.

 

يقول محمد كسكن، مدير مدرسة “سراج أمين”، إن 25% من طلاب المدرسة، البالغ عددهم 1400 طالب، هم من الأجانب، وغالبيتهم من العرب، لاسيما من سوريا والعراق وفلسطين وقطر، وغيرها.

 

ويضيف كسكن، في حديث للأناضول، أن المدرسة التي تقع بمنطقة “باشاك شهير” في إسطنبول، حكومية تعمل على إعطاء دروس إضافية إلى جانب الدروس الروتينية.

 

ويوضح أن المدرسة نعمل على تدريس اللغتين العربية والإنجليزية كلغات إضافية إلى جانب اللغة التركية، بالإضافة إلى دروس في السيرة والقرآن الكريم والفقه والحديث.

 

ويتابع أن “هنالك طلبة من أمريكا والقوقاز وروسيا وكندا وبريطانيا”.

 

وينوه بأن الطلاب يدرسون كذلك السيرة النبوية والسنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم، ونعمل على فتح العديد من صفوف اللغة العربية.

 

ويشير كسكن إلى أن الطلاب بالمرحلة الثانوية يرسلون إلى الخارج لتعلم اللغتين العربية والإنجليزية، بمهارات أعلى، وبالنسبة لطلبة الإعدادي فمن المقرر أن نبدأ إرسالهم إلى الخارج خلال الفترة القادمة.

 

كما يلفت إلى أن المدرسة حرصت على خلط الطلاب الأجانب والأتراك وعدم فصلهم، فقمنا بوضع كل ثلاثة طلاب عرب، في صف يوجد بها طلبة أتراك، لكي لا يشعروا بالغربة.

 

ويقول إن التجربة حققت نجاحاً لافتاً، فقام الطلبة العرب بتعلم التركية بشكل سريع وقوي، كما أنهم يتعلمون عاداتنا وثقافتنا والتي هي بالأصل قريبة إلى حد كبير من المنطقة العربية.

 

بدوره، يقول الطالب السوري حذيفة محمد: “قدمت إلى تركيا قبل ثلاث سنوات، وأتعلم في مدرسة الإمام والخطيب، ونتعلم اللغة العربية والإنجليزية والتركية، وبعض الدروس الأخرى”.

 

ويضيف “المنهاج التعليمي يتضمن دروسا عربيا، كما بعض أصدقائي الأتراك يتكلمون العربية، ونتفاهم بيننا”.

 

ويشير إلى أن أصدقائه العرب يشاركونه تعلم لغة الضاد، وبجانبها بعض اللغات الأجنبية، وبفضل هذه الدروس لن ننسى العربية، وأصبحنا أكثر انفتاحاً في الدراسة من خلال اللغات التي نتعلمها.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *