• 28 مارس 2024

حرص الدولة العثمانية على اختيار المعلمين المتدينين في مدارسها

اشترطت الدولة العثمانية على المعلمين في المكاتب (المدارس) أن يكونوا عاملين كأئمة ومؤذنين داخل المساجد. وكان جميعهم أناس مثقفون على درجة من العلم والمعرفة. حيث كان يتم اختيارهم بحرص شديد، فكان يُشروط عليهم أن يكونوا على درجة من العلم والإيمان، وأن يكونوا حافظين للقرآن الكريم، وعلى دراية بالشريعة الإسلامية، وذوي درجة من الخبرة التي تمكنهم من تعليم الأطفال.

كما كانت المعلمات داخل مدارس الفتيات سيدات كبيرات في السن على درجة من العلم والإيمان، قارئات لكتب علمية مثل “القرآن، سبحاي صبيان، تحفي وهبي”.

ومن الجدير بالذكر أنه كان يطلب من المعلمين ما يسمي بـ “براءتي شريف” -أي شهادة خبرة وثقة- من أجل العمل في المدارس، كما كانت تُمنح تلك الشهادة من قبل السلطان.

كان المعلمون يعملون داخل نفس المكان طوال حياتهم العملية، وكان يحل معلم آخر محل المعلم في حال وفاته أو ابتعاده عن العمل، حيث كان بإمكان المعلم ترجيح شخص آخر ليحل محله داخل المدرسة، بشرط أن يحمل ذلك الشخص وثيقة “حكمي همايون”، أي وثيقة رسمية تمكن ذلك الشخص من ممارسة العمل بشكل رسمي. كما كان يتم تعيين المعلمين على الفور محل أي معلم يقوم بالابتعاد عن عمله، أو يقوم بالذهاب إلى مدينة أخرى. أما في حين عزل المعلمين عن مناصبهم، يتم تعيين معلمين آخرين عقب اجتياز الاختبارات.

كانت تتراوح رواتب معلمي المكاتب إلى نحو (1-6 اقتشا) يومياً، وكانوا يتقاضونها نقداً. وبجانب رواتب المعلمين، كانت الدولة تخصص رواتب من أجل الأعمال التالية (قراءة أجزاء من القرآن، الإدارة، الخلافة، النظارة) وغيرها من الأعمال

أشهر معلمي المدارس العثمانية

يعد أبو السعود أفندي واحداً من أشهر المعلمين وشيوخ الدولة العثمانية على الإطلاق، وقد أسس لنفسه مكتب “أبو السعود أفندي” في منطقة جامع أيوب بإسطنبول.

ولد أبو السعود أفندي عام 1490 في إسكيليب، ويعرف باسم خوجا شلبي. وهو ابن الشيخ العثماني محيي الدين أفندي وحفيد الشيخ مصطفى عمادي وأخو العالم العثماني الشهير علي قوشجو.

عمل في العديد من المدارس حتى أصبح “شيخ الإسلام” عام 1545 وبقي في هذه المهنة 29 سنة.

ألف 22 كتاباً، وأنشأ وعلم العديد من الطلاب الذي كان لهم أثراً كبيراً على العلم والمعرفة في الدولة العثمانية فيما بعد، كخوجا سعد الدين أفندي، بوستانزادة محمد أفندي، عاشق شلبي وغيرهم.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *