• 29 مارس 2024

حين كانت نسبة المتعلمين في إسبانيا 39% فقط كم كانت هذه النسبة في الدولة العثمانية؟

بدأ المؤرخون الأتراك بإجراء دراساتهم وبحوثهم المكثفة للرد على اتهام رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو للدولة العثمانية بالجهل وانخفاض مستويات التعليم ومعرفة القراءة والكتابة؛ حيث قال أن نسبة الجهل في الدولة العثمانية كانت تصل إلى 95 بالمئة.

فأشار المؤرخون إلى أن الدولة العثمانية هي دولة حضارة وثقافة قبل كل شيء؛ بل إن الذين أسسوا الجمهورية التركية أنفسهم كانوا مجموعة من خريجي الجامعات والمؤسسات التعليمية العثمانية، حيث كانت نسبة المتعلمين آنذاك تصل إلى 65% في نفس الفترة التي كانت هذه النسبة فيها تصل إلى 17% في روسيا، 39% في إسبانيا و45% في إيطاليا.

وطالب المؤرخون الأتراك حزب الشعب الجمهوري بالكف عن التهجم على أجداده وأصوله وقبول الحقائق التي يثبتها التاريخ وعدم محاولة تزويرها.

وبحسب الخبر الذي نقلته صحيفة العهد الجديد فقد كان على رأس مجموعة المؤرخين الكاتب التركي شوكرو آلتن الذي طالب كيليتشدار اوغلو بالتحري والبحث حول مكاتب الدولة العثمانية ومؤسساتها التعليمية قائلاً:

“على كمال كيليتشدار اوغلو أن يجري بحوثاً حول المكاتب العثمانية، أنا لا أتحدث هنا عن كمية الكتب الهائلة التي بيعت في بلغاريا على شكل خردة أو التي أُحرق أو تلك التي هُرّبت إلى أمريكا.

لو قال كيليتشدار أوغلو أن مستوى الأمية أصبح 95% خلال ليلة واحدة بعد “ثورة الأحرف” التي قام بها أتاتورك لقلت أن هذا صحيح. فقد كان الانتقال إلى الأحرف اللاتينية انقلاباً ضرب مستويات الثقافة ومعرفة القراءة والكتابة”.

من الذي أسس الجمهورية؟

من جانب آخر اتهم المؤرخ التركي أوزان بودور كمال كيليتشدار اوغلو بجعل الهجوم على الدولة العثمانية سياسةً له قائلاً: “حين نأول أي قضية دون أن تكون لدينا معلومات كافية حولها نقع في هذه الأخطاء الغريبة، وأنا لا أعتقد أن كمال كيليتشدار اوغلو يملك كمية معلومات كافية حول هذا الموضوع، بل إنه يتطرق إلى هذه المواضيع ليكون له رأي فيها وحسب”

وأشار بودور إلى أن الذين أسسوا الجمهورية التركية التي يدافع عنها كمال كيليتشدار اوغلو كانوا طلاباً في المدارس والجامعات العثمانية؛ لذا فمن الغريب جداً أن نتهم الدولة العثمانية وسكانها بالجهل.

وقال أوزان بودور: “إن أعداد المدارس والجامعات المتخصصة في الصناعة، التجارة والتعليم معروفة، فلو تجول كمال كيليتشدار اوغلو في المكاتب العثمانية لأصبحت لديه معلومات تُعد كافية حول الثقافة والمستوى المعرفي للشعب العثماني”.

الكثير من الثانويات في تركيا أُسست في العهد العثماني

من جانبه أكد المؤرخ التركي سليمان كوجاباش على أهمية التوقف عن توجيه الاتهامات للدولة العثمانية قائلاً:

“إنهم يتهمون دولة عظيمة حكمت في 3 قارات و7 بحار بالجهل؛ فأن تقول أن الدولة التي حكمت البلقان، الوطن العربي، شمال أفريقيا والأناضول تصل نسبة المتعلمين فيها إلى 5% فقط فهذا افتراء وتزييف. بالإضافة إلى أن الحديث بدون أدلة وبراهين تصرف لا يليق بأي سياسي.

من المهم جداً لفت النظر إلى أن المدارس والمؤسسات التعليمية استمرت في الانتشار حتى بعد عام 1800 م. بل إن هناك عدد كبير من هذه المدارس لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

لقد أوصل العثمانيون المدارس إلى أعداد ضخمة من القرى والمدن ، لذا فإن مثل هذا النوع من التصريحات ليس سوى محاولات بائسة لإنشاء جيل حاقد على تاريخه”

(خاص – مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *