• 28 مارس 2024

كيف يعيش السوريون في تركيا؟

تتراوح أعداد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ما بين 3.5 إلى 4 مليون شخصاً، وفقاً لمؤسسات الإحصاء التركية الرسمية. ويتوزعون على عدة مدن تركية أبرزها؛ غازي عنتاب وكيليس وهاتاي وإسطنبول وإزمير. ولتسليط الضوء على شكل حياتهم وتحركهم في مدينة إزمير، كنموذج مقرب لحياتهم في جميع أنحاء تركيا، أعد الصحفي في موقع اقتصاد، قصي عبد الباري، تقريراً مسهباً، تناول فيه عدة جوانب لحياة السوريين هناك.

وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين في إزمير حوالي 87 ألف لاجئ سوري، بحسب ما يورده التقرير الذي يستند إلى مصادر إحصائية تركية. وركز التقرير على تناول الجوانب المعيشية والتعليمية والاستثمارية في المدينة، مبيّناً تفاصيل حياة اللاجئين السوريين هناك.

الأوضاع المعيشية في المدينة
تعتبر إزمير من المدن الأقل ازدحاماً بالسكان، سواء من الأتراك أو السوريين، على عكس إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي.

“أبو محمد”، أحد اللاجئين هناك، قال لـ “اقتصاد” : “فرص العمل متوافرة في المدينة بشكل كبير للسوريين والأتراك على حد سواء.
معاش العامل الشهري هنا يبدأ من 1100 ليرة تركية شهرياً، ويزداد الرقم لأصحاب المهن بشكل جيد ليصل إلى 3500 ليرة
في حين يتراوح إيجار المنزل بين 350 و 700 ليرة تركية، حسب موقعه، وقد يصل إلى 1000 ليرة في حال كان يقع ضمن أبراج أو مناطق مطلة على البحر، وهو ما يميزها عن اسطنبول التي يبدأ إيجار المنزل فيها من 500 ليرة تركية على أقل تقدير.
يضاف إلى ذلك مساحة المدينة الصغير مقارنة بإسطنبول، ما يخفف من أعباء التكاليف التي تفرضها المواصلات”.

السوريون الذي يعيشون في إزمير اختاروها للابتعاد عن ازدحام المدن الكبرى إضافة إلى تكاليف معيشتها التي تعد مقبولة مقارنة بالولايات الأخرى.

يضاف إلى ذلك أبواب إزمير التي لا تزال مفتوحة حتى اليوم للواصلين الجدد والمتقدمين للحصول على بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك).

التعليم في إزمير

سمحت تركيا للاجئين السوريين على أراضيها بالدخول إلى مدارسها وإكمال تعليمهم، وتقتصر الأوراق المطلوبة على آخر جلاء مدرسي حصل عليه الطالب إضافة إلى بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) أو جواز السفر، هذا في حال الحديث عن الدراسة ضمن المدارس بشكل نظامي.

أما بالنسبة للتعليم الحر، فقد قال “أبو محمد” أحد اللاجئين السوريين هناك، لـ “اقتصاد” : “كثير من السوريين عانوا من الانقطاع عن الدراسة، والحصول على شهادة التعليم الثانوي يعتبر مفتاح الدخول إلى الجامعة وللحصول عليها على الطالب أن يأتي بشهادة التعليم الإعدادي وجلائي صفي العاشر والحادي عشر (في حال عدم وجود الجلاءات فلا مشكلة) إلى مركز milli eğitem أو ما يعرف بوازة التربية لدى السوريين من أجل تصديقهم ومن ثم التوجه بها إلى مركز halk eğitem لتقديمها، وعلى أساس ما يحمل يعطى مواداً عليه تقديم فحوصات فيها وعند تجاوز تلك الفحوصات يحصل على شهادة التعليم الثانوي”.

دراسة المواد التي تُطلب، تكون بشكل حر دون وجود مدرسة أو دوام رسمي. طبعاً تلك الوقائع في إزمير، لا تختلف عن غيرها في الولايات التركية، إلا أن الأمر يختلف عند دخول الجامعات. فالجامعات في إزمير يسهل دخولها على عكس نظيرتها في اسطنبول التي تطلب معدلات عالية جداً، إلا أن هذا لا يعني أن جامعات إزمير سيئة، فالأمر يختلف في تركيا عن سوريا. فهنا لكل جامعة اسمها ولا دخل للولاية فيها.

أفضل الجامعات في ولاية ازمير هي جامعة Ege üniversitesi حسب ما أفاد “أبو محمد”.

إضافة إلى وجود جامعات حكومية أخرى كـ Dokuz eylül üniversitesi و İzmir kâtip Çelebi üniversitesi

دخول الجامعات الحكومية مجاني، وليس على الطالب دفع ليرة واحدة للدراسة فيها.

نظرة على المشاريع الاستثمارية

كغيرها من المناطق التي انتقل السوريون إليها، نشطت المشاريع الاستثمارية في إزمير.

“هاني المصطفى”، صاحب محل “حلويات حماة”، تحدث لـ “اقتصاد” عن مشروعه الاستثماري قائلاً: “وصلت تركيا قبل حوالي سنة و 7 أشهر. اختياري لأزمير كان ابتعاداً عن الازدحام وتجنباً لمنافسة رجال الأعمال الكبار الموجودين في اسطنبول. تكلفة المشروع بلغت حوالي 60 ألف تركية في منطقة تعد شعبية. التكلفة طبعاً استهدفت تجهيز المحل وصنع الديكورات الذي يعتبر العامل الأكبر الذي يجلب الزبائن، في حين يبلغ إيجار المحل شهرياً 900 ليرة تركية”.

“أبو ياسر”، صاحب إحدى المقاهي، قال أيضاً: “يمكن البدء بمشروع بـ 5 آلاف تركية، كبقالية أو قهوة صغيرة، إضافة إلى فرصة نجاح المشروع خصوصاً في حال كان قريباً من مدينة (بسماني)، التي تعد أكبر تجمع للسوريين هناك. وما يعزز فرص النجاح هنا، قلة المستثمرين أو المنافسين في المنطقة”.

يوجد أيضاً في ازمير أفرع لمطاعم ومحال سورية مشهورة كـ “سلورة” للحلويات، ومطعم “النكمة”، وغيرها.

يُذكر أن أمنيات أزمير باتت تطلب من المتقدمين للحصول على بطاقة الحماية المؤقتة وجود عقد إيجار منزل وترجمة الهوية السورية على غرار ما كانت تطلبه أمنيات اسطنبول.

تضاعف إقبال الأجانب على شراء العقارات في تركيا العام الماضي.. العراقيون في المرتبة الثالثة

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *