• 29 مارس 2024

لماذا باتت وساداتنا صغيرة؟

في عمق الأناضول التركي، حيث العادات والتقاليد المتأصلة في أعماق المجتمع، يُقال للزوجين، يوم  زفافهما، “جمعكما الله على وسادة واحدة طيلة العمر”.

قد يكون هذا الدعاء أو التمني غير متناسب مع حياة المدينة الحديثة، حيث يستخدم الزوجان وسادات منفردة، لكن تمسكاً بالعادات، وتأكيداً على شراكة الحياة الزوجية المتينة، لا زال الزوجين المقيمين في الريف يفضلان استخدام الوسادة الواحدة.

وعلى الرغم من عدم استخدام الوسادة الواحدة في المدينة، إلا أن الدعاء لم يفقد وجوده في نفوس المواطنين الأتراك الذين لا زالوا يستخدمونه، للتعبير عن تمنيهم للزوجين بحياة مشتركة يتشارك فيها الطرفان الحلو والمر. ويُلاحظ أنه ليس المجتمع التركي فقط، بل المجتمعات الشرقية، ككل، تشترك في هذه العادة، حيث غلب استخدام هذا النوع من الوسادات في الماضي.

وفي الريف، إلى الآن يحرص الزوجان على استكمال جهازهما بوسادة طويلة تدلل على أن الشخصين اللذين يشتركان بذات الوسادة لـ 8 ساعات أو أكثر في اليوم، لا يمكن لأحدهما أن يأخذ الوسادة ويمضي لوحده، بل هو بحاجة إلى أن يتشارك الحياة والقدر مع شريكه في الوسادة.

وفي ذات الوقت، تحرص الأمهات اللاتي يرغبن في تزويج أبنائهن، على منحهم وسادة طويلة، للتلميح إلى أنه وصل إلى سن الزواج، ولتأصيله نفسياً على روح تحمل مسؤولية الحياة المشتركة مع زوجته في المستقبل.

اقرأ أيضاً

حفراً على الخشب.. فنان تركي يكتب نسخة كاملة من القرآن الكريم

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *