• 29 مارس 2024

ماذا تعرف عن “مروة قاوقجي” السيدة التركية التي اسقطت عنها الجنسية من أجل الحجاب؟!

“من الجميل جداً أن أستطيع بعد 26 سنة من الحياة خارج الوطن أن أعود وأن أدرّس بكامل حجابي في الجامعة، ولكن هذا الأمر يجب ألا يدفعنا للتكاسل أو الرخاوة والتميّع” كانت الكلمات السابقة لمروة قاوقجي التي طردت من البرلمان التركي وسحبت منها الجنسية نتيجة ارتدائها للحجاب

واجهت المرأة في تركيا تحديات كثيرة، حتى أصبح لها دور رئيسي في صناعة القرار السياسي في البلاد، وخاصة المرأة التركية المحجبة

ثمانية عشر عام تقريبا مرت  على أول مواجهة حقيقية للحجاب مع أعدائه في تركيا، إذ أتت الشرارة الأولى لهذه المعركة من النائبة التركية السابقة مروة قاوقجي، حين انتخبت عضوا في البرلمان عن مدينة إسطنبول عام 1999، ورفض الرئيس التركي آنذاك سليمان ديميريل دخولها البرلمان بحجابها مما أدى لأزمة سياسية كبرى في البلاد، كان من نتائجها أن سقطت الجنسية التركية عن مروة التي خالفت قوانين البلاد بارتدائها الحجاب، وتمت مطاردتها والتضييق عليها في البلاد خوفا من تأثيرها على فتيات تركيا، لاسيما وأنها امرأة مثقفة متدينة من المتوقع أن يقلدها الكثير من الفتيات، فهاجرت إلى أمريكا

قصة نضال

ولدت مروة قاوقجي عام 1968 في أنقرة. ونشأت في أسرة متدينة متعلمة، وكان والدها يعمل أستاذا لمادة الفقه الإسلامي بجامعة أنقرة، ووالدتها السيدة زينب أستاذة الأدب التركي في جامعة أنقرة أيضا

درست قاوقجي في مدرسة أنقرة، ثم التحقت بكلية الطب عام 1988، وبسبب سفر عائلتها إلى أمريكا اضطرت إلى ترك الكلية حيث تولى والدها منصب المستشار في منظمة الاتحاد الإسلامي لفلسطين، ثم إمامة وخطبة الجامع المركزي في ولاية دالاس. وأكملت دراستها في الجامعة خلال هذه الفترة وتخرجت مهندسة حاسوب.

 

وتعدّ قاوقجي من أبرز المتضررين ممّا يعرف بـ “انقلاب 28 شباط”، الذي أجبر به الجيش حزب الرفاه المحافظ على تقديم استقالته تحت التهديد، وشهدت به البلاد حينها علمنة للمؤسسات والأحزاب والإعلام، كان أبرز مظاهره منع الحجاب للموظفين

وبعد عودتها مع عائلتها إلى تركيا، عملت في صفوف حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان. وبعد إغلاق حزب الرفاه بسبب الانقلاب العسكري الذي قام به القوات المسلحة التركية عام 1998، انتخبت في الانتخابات البرلمانية عام 1999 نائبا عن مدينة إسطنبول من حزب الفضيلة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان

البرلمان طردها بسبب ارتدائها للحجاب

وحين دخلت مروة قاعة البرلمان الكبيرة لأداء قسم اليمين حدثت فوضى وصراخ جماعي من قبل نواب حزب اليسار الديمقراطي، ونواب الحركة القومية وتعالت الهتافات: “اخرجي، اخرجي، لتنزع حجابها، إنها مناهضة للعلمانية” وتم رفع الجلسة اضطرارياً، ثم ظهر بولنت أجاويد، وصعد على المنصة دون حق قانوني، وألقى كلمة ختمها بالطلب بإيقاف هذه المرأة عند حدها، وطالب بطردها على الرغم من أنها أتت وفق الإرادة الشعبية وتمثل شريحة مهمة من المجتمع التركي

وقال رئيس الوزراء بولنت أجاويد؛ إن البرلمان ليس المكان الذي يجرؤ فيه أحد على تحدي النظام والدولة. كما أعلن رئيس الجمهورية سليمان دميريل أن مروة قاوقجي هي السبب في توتر الأوضاع في تركيا“عدت إلى تركيا جديدة ليست كالتي تركتها. وسوف أقوم ببذل قصارى جهدي من أجل المساهمة في رفعتها” وهكذا وصفت مروة تركيا وقت عودتها إليها

روضة قاوقجي تداوي جراح أختها

“كانت حادثة مخجلة، إلّا أنّني أعتقد أنّني اليوم قمت بتضميد جراح أختي”. هكذا وصفت رضوى اللحظات القاسية التي عاشتها أختها

وبعد ستة عشر عامًا من تلك الحادثة، نجحت أخت مروة قاوقجي، روضة قاوقجي في الانتخابات البرلمانية، ودخلت البرلمان مرتديةً نفس الحجاب الذي كانت ترتديه أختها في مارس 2015، بعد أن تغير الوضع في البلاد وكسبت النساء المرتديات للحجاب حقوقهن التي كانت قد سُلِبت منهنّ

ومثلت هذه الخطوة من روضة قاوقجي انتصارا رمزيا لشقيقتها مروة، التي تعرضت قبل 18 عام لانتقاد واستهجان شديد من قبل رئيس الوزراء الراحل بولنت أجاويد وعدد من البرلمانيين، بسبب دخولها قاعة الاجتماعات العامة وهي ترتدي الحجاب، ، حيث تعمّدت روضة ارتداء الحجاب ذاته الذي كانت تلبسه شقيقتها، وذلك تخليدا للمعاناة التي عانتها أختها التي تعتبر أحد  أهم رموز النضال في قضية الحجاب في تركيا

ورفع منع ارتداء الحجاب للموظفين الحكوميين في أكتوبر 2013، باستثناء الجيش والشرطة والقضاء، في حين حضرت حينها أربع نائبات عن حزب العدالة والتنمية بحجابهن الجلسات البرلمانية، ليعلنوا رسميا عن رفع الحظر

(خاص – مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *