• 29 مارس 2024

منذ الفتح وحتى السقوط.. القدس في أعين الأتراك

استهدف السلطان ياووز سليم خلال حملته على مصر عام 1516 فتح القدس والقاهرة وضمهم لأراضي الدولة العثمانية. كانت تلك اللحظة التي حُسمَتْ فيها المعركة لصالح السلطان في شمالي حلب.. تلك اللحظة من سنة 922 هـ / 1516م، والتي عُرفت بعد ذلك بمعركة مرج دابق.

ثم أخذَ السلطان سليمان القانوني (927 هـ / 1520م) يوجه اهتماماً مميزاً للمدينة.. فقد عَمَّقَتْ الإدارةُ العثمانية حضورَها وبصماتِها الثقافية بتركيز واضح على العمارة وإنشاء المجمعات الواسعة ورصد الأوقاف لها.

تَشَكَّلَ في ملامحِ القدس طابعٌ عثماني جَلِي.. لم يتشكلْ في البنية المعمارية فقط، بل كان في التراث الثقافي العريض ومنه التراث المخطوط، وامتد كذلك إلى التركيبة المجتمعية والإدارية.. مما أكد أداءً عثمانياً استغرقَ قروناً طِوالاً أضافَ إلى كتابِ التاريخ المقدسي تاريخاً نوعياً.

محاولة فاشلة لانتزاع القدس

وجّه محمد علي أنظاره إلى بلاد الشام، وأرسل ابنه “إبراهيم باشا” في جيش قوي تمكن من السيطرة عليها ودخول القدس في عام 1831 لتصبح جزءًا من دولته.

لم يكتفِ محمد علي بالجنود المصريين، ففرض “إبراهيم باشا” التجنيد الإجباري في الشام، وحاول تجريد الناس من أسلحتهم. فهبّت ثورة في القدس والخليل وغزة ويافا، ووقفت الدولة العثمانية في وجه أحلامه فانسحب بجيشه بعد عشر سنوات من دخولها.

عشق لا يعرف حدود 

اشتهر السلطان عبد الحميد الثاني بعشقه للقدس وتصديه لمحاولات اليهود في الاستيطان، فرفض مطالب الزعيم الصهيوني “ثيودور هرتزل” بفتح باب الهجرة إلى فلسطين.

“لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدة من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا، لم يرضَ جيشنا بالتسليم وفضّل الموت في ساحة المعركة، ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية سيحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا على جثثنا، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان” كانت الكلمات السابقة للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني والتي رفض خلالها بشدة محاولة اليهود في الهجرة إلي القدس.

وشرع السلطان قانونًا لا يسمح بدخول اليهود إلى فلسطين إلا حاجا أو زائرا مقابل دفع 50 ليرة تركية والتعهد بمغادرتها خلال 31 يوما.

فتنة تسببت في سقوط القدس

استمر حكم الدولة العثمانية للقدس قرابة أربعة عصور منذ أن فتحها السلطان سليم الأول عام 1516 وحتى سقوطها في أيدي الإنكليز خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917.

خاضت الدولة العثمانية معارك دموية ضد الإنكليز للحفاظ على القدس، وشهدت غزة خلال تلك الفترة ثلاث معارك حددت مصيريها فيما بعد، الأولى كانت بتاريخ 26 مارس واستمرت لمدة يومين وانتهت بانتصار الأتراك على بريطانيا.

الثانية بتاريخ 17 نيسان أي بعد مرور 21 يوماً على معركة غزة الأولى واستمرت هذه المعركة لمدة ثلاث ايام، وبالرغم من استشهاد عدد كبير من الجنود الأتراك إلا أنها انتهت بهزيمة ساحقة للانجليز أجبرتهم للانسحاب للمرة الثانية على التوالي.

أما معركة غزة الثالثة فكانت بتاريخ 6 نوفمبر عام 1917 وهنا كانت الفتنة التي نشبت بين العرب والأتراك هي سبب في هزيمتهم وسقوط القدس خاصة بعد ما أعلن فيصل بن الشريف حسين تمرده على الدولة العثمانية وسعت الدولة العثمانية لمحاربة الجبهة البريطانية من جهة واخماد التمرد العربي من جهة أخرى، لكنها سرعان ما فقدت سيطرتها واضطرت للانسحاب من الأراضي المقدسة متجهة نحو سوريا.

أقرأ أيضاً

القدس بعيون الرحالة أوليا شلبي

هل تعلم أن اهتمام وعشق الأتراك للقدس يعود إلى العصر العثماني؟

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *