• 28 مارس 2024
 نامق كمال.. أحد رواد الأدب التركي الحديث

نامق كمال.. أحد رواد الأدب التركي الحديث

نامق كمال.. أحد رواد الأدب التركي الحديث

أديب تركي، أول من أدخل الأجناس الأدبية الأوربية من رواية ومسرح ونقد أدبي إلى تركيا وكتب أولى نماذجها، مع إخلاصه لبيئته ولغته، لذا يعدّ أبا الأدب التركي الحديث. أسهم في معظم صحف عصره المنحازة للتقدم والتغيير بمقالات زادت على الخمسمئة مقالة في مجالات السياسة والمجتمع والأدب واللغة والفن.

المولد والنشأة

وُلِد نامق كمال عام 1840 بمدينة تكير داغ في فترة مضطربة كانت الدولة العثمانية تمر بها، اسمه الحقيقي محمد كمال، أما اسم نامق فقد أطلقه عليه الشاعر أشرف. ماتت أمـه في سن مبكر، فنشأ في رعاية جده لأمه “عبد اللطيف باشـا “متنقلاً معه بين مختلف مدن الأناضول.

الدراسة والتكوين

 تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة تكير داغ مسقط رأسه، ودرس على يد شيخ الزاوية على رضاء أفندي الذي أطلق عليه اسم “محمد كمال”. لم يستطع إكمال تعليمه بشكل منظم بسبب ظروف عمل جده الذي كان يعمل في أماكن مختلفة، وعمل على تحصيل العلم من خلال الدروس الخاص في منزله. وتعلم اللغتين العربية والفارسية والفرنسية.

تعلم الأدب الديواني على يد “واعظ زادة سيد محمد آفندي”، وهو شاعر ومدرس في قارص. وفي عام 1854 بعد انتهاء عمل جده عاد معه إلى إسطنبول، وتمكن هناك من استكمال دراسته في مدرسة “بايزيد رشدية” في ثلاث شهور ثم في مدرسة “والدة ” تسعة شهور.

الوظائف والمسئوليات

عاد إلى اسطنبول وهو في الثامنة عشرة من عمره، وعمل كاتباً في “غرفة الترجمة” التابعة للباب العالي، حيث تعرف على أهمَّ مفكري وأدباء زمانه. انضم إلى جمعية سرية مناهضة للحكم المطلق تدعى “جمعية العثمانيين الجدد” وأخذ ينشر في جريدة مقرّبة منها مقالات انتقد فيها الحكومة التي ما لبثت أن أوقفتها عن الصدور، وعيّنت كمال معاوناً لوالي أرضروم بغية إبعاده عن اسطنبول، لكنه تذّرع بمختلف الحجج لتأخير التحاقه بهذه الوظيفة، وهرب مع صديقه “ضياء باشا” إلى باريس عام 1867 ومنها إلى لندن. وبعد عودته إلى إسطنبول أصدر جريدة “عبرت” عام 1872، وعارض الحكومة العثمانية، وبسبب مقالته التي هجا فيها الصدر الأعظم “محمد نديم باشا” ابتعد من إسطنبول وتم تعيينه متصرفًا في “غالي بولو” بجناق قلعة على بحر إيجة.

 

نامق والأدب التركي

كتب كمال بواكير أشعاره في صباه على نمط شعر الديوان التقليدي، وظهرت فيها ميوله للطريقة الصوفية “البكتاشية”. دخل كمال مرحلة إبداعية جديدة بعد تعرفه على شاعر العامية شناصي، فاقترب في لغته الشعرية من التركية المحكية، وابتكر نوعاً من “النثر المنظوم” حررَ به الشعر التركي من النبرة المنفعلة لشعر الديوان، وأراد به نقل أفكاره مباشرة إلى المتلقي، وظهرت تعابير لم يستخدمها أحد قبله في الشعر التركي مثل: “معركة الحرية” و”قيود العبودية” و”الوطن” و”قلب الأمة”.

أهم أعماله

اهتم نامق كمال بالأدب المسرحي والروائي، ومن أهم أعماله المسرحيتان “عاكف بيك” (1874)، و”جلال الدين خوارزم شاه” (1885)، والروايتان “الانتباه” (1876) و”جزمي” (1880). وله مؤلفات في النقد الأدبي، منها “تخريب الخـراب” (1885) و”التعقيب” (1885) و “رسـالة إلى عرفان باشا” (1887).

الجوائز الحاصل عليها

بفضل أعماله أهداه السلطان عبد الحميد الثاني وسام “النيشان العثماني” عام 1882.  كما كتب مسرحية تاريخية، تكلم فيها عن جلال الدين خوارزم شاه آخر حكام الدولة الإسلامية، وتناول خلالها فكرة الاتحاد الإسلامي، وكافأه السلطان عبد الحميد بمرتبة “بالا”. كما كافأه بأعماله في جزيرة رودوس بنيشان الامتياز.

وفاته

توفى نامق كمال عام 1888 وبعدها قام السلطان عبد الحميد بتعيين ابنه “علي كرم” ووالده “مصطفى عاصم بك” في قصره.

أقرأ أيضاً

ناظم حكمت.. شاعر تركي أثر في الأدب العربي

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *