• 29 مارس 2024

أكبر أحفاد السلطان عبد الحميد يعود إلى اسطنبول قادماً من دمشق.. حكاية نفي آل عثمان!

عاد رئيس السلالة العثمانية وحفيد السلطان عبد الحميد الثالث دوندار عثمان اوغلو إلى مدينة اسطنبول، بعد أن غادر تركيا قبل 23 عام إلى سوريا، فنُقل منها إلى لبنان ثم إلى إسطنبول جواً بعد تردي وضعه الصحي.

وقال الأمير العثماني عبد الحميد كايهان أن رئيس السلالة العثمانية دوندار عثمان اوغلو سعيد جداً بعودته إلى بلده من جديد، وأن السلالة العثمانية وعلى رأسها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان سعيدون بعودته جداً.

نفي السلالة العثمانية من تركيا بعد سقوط الخلافة

في عام 1924 تحركت سفينة من ميناء سيركجي في إسطنبول كانت تقل ما يقارب 150 فرداً من السلالة العثمانية لتنهي بذلك وجود العائلة العثمانية بالكامل دون أي استثناء وتنفيهم إلى مدن متفرقة من العالم على رأسها سوريا.

جاء ذلك بأوامر من الدولة التركية الحديثة، التي أسسها كمال أتاتورك بعد سقوط الدولة العثمانية إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.

وقد برر مؤيدوا قيام الجمهورية التركية ذلك بأن وجودهم يشكل خطراً على كيان الدولة التركية ووحدتها؛ حيث من الممكن لهم في المستقبل أن يجمعوا مريديهم ويحاولوا الانفصال عن الجمهورية التركية.

في عام 1949 صدر قانون عن البرلمان التركي ليسمح لهم بالعودة إلى تركيا مقابل منعهم من حق المطالبة بأي ميراث لأجدادهم. وكان الرئيس التركي السابق عبد الله غول والحالي رجب طيب أردوغان هم أول من اقترح السماح لهم بالعودة إلى الوطن وإعادة الجنسية التركية إليهم.

خلافهم مع القضاء التركي

غير أن الأمور لم تَسِر كما خططت له الحكومة التركية؛ فقد اجتمع حوالي 250 قريب للسلاطين العثمانيين في عام 2010 ورفعوا قضية إثبات لنسبهم للدولة العثمانية للمطالبة بعشرات الأراضي في أهم وأجمل بقع إسطنبول، بعضها يطل على مضيق البوسفور، وبينها قصور وحدائق وأبنية حكومية في قباتاش وشيشلي وجزيرة غالاته أو للحصول على تعويض مادي كبير مقابل ورثهم عن أجدادهم.

ذكرياتهم حول التهجير والنفي

حكى الحفيد العثماني عمر فتحي سامي ذكرياته حول نفي عائلته من إسطنبول قائلاً:

“نها ذكرى محزنة، واستعادتها محزنة ايضاً، لقد غادرت جدتي وزوجها ووالدي اسطنبول من ميناء “سركجي” الى مدينة مانتو “MANTON” الفرنسية ثم التحقنا بالوالد. كان ذلك في 22 ايلول سبتمبر سنة 1922م من اسطنبول الى مالطا الى نابولي الى مانتون، وقضينا ثمانية اشهر، ثم رحلنا الى مدينة “قابداي” “CAP D”AIL”. وفي سنة 1923م توفي فريد باشا، فغادرنا فرنسا الى مدينة سان ريمو الايطالية، لنلتحق بالسلطان محمد وحيد الدين محمد السادس الذي هجّر من اسطنبول، واقمنا مع السلطان في “فيلا نوبل” “NOPEL”.

حينذاك سافر السلطان وحيدالدين الى مالطا، ومنها الى مكة المكرمة، التقى الشريف حسين الذي طلب من السلطان ان يبايعه بالخلافة باعتباره خليفة المسلمين، فرفض السلطان الخليفة محمد وحيد الدين ذلك، وقرر التوجه الى مصر ضمن اطار جهوده المبذولة بغية الحفاظ على الخلافة الاسلامية. موقف الملك فؤاد لم يكن افضل من موقف الشريف حسين، اذ منع الملك فؤاد الخليفة محمد وحيدالدين من دخول مصر، فتوجه الخليفة مضطراً الى ايطاليا، حيث ابدى الملك الايطالي: فيكتور عمانويل الثالث 1869 – 1947 استعداده لاستقبال الخليفة والسماح له بالاقامة في ايطاليا، وقد استقبله بالفعل استقبالاً رائعاً، وشاهدت بنفسي ملك ايطاليا اكثر من مرة، وأذكر قوله للخليفة: “انا عندي خمسة قصور، يمكنكم ان تقيموا في اي قصر تشاؤون من دون مقابل”. شكره الخليفة محمد وحيدالدين على حسن صنيعه، واستأجر فيلا نوبل في سان ريمو.

حينما كنا في فيلا نوبل نلعب البلياردو انا وأرطغرل ابن السلطان محمد وحيدالدين دوّى في الطابق العلوي صوت مسدس، صعدنا على السلالم، وفوجئنا: لقد انتحر الدكتور رشاد باشا – الطبيب الخاص للسلطان محمد وحيدالدين مدة عشرين سنة – انتحر الدكتور رشاد باشا، وترك رسالتين احداهما خاصة بأسرته، والثانية للسلطان، كتب فيها: “سلطاننا وخليفتنا العزيز، سامحني، لقد اخطأت حينما اقنعتك بالحضور الى هنا، لقد خدعوني، لذا قررت الانتحار، لأضع حداً لحياة احد المخدوعين. خادمكم رشاد”.

(خاص – مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *