• 29 مارس 2024

هل تقبل أنقرة فعلاً بانتشار الجيش السوري في عفرين؟

شكل التاسع عشر من شباط/فبراير الجاري، يوماً صادماً لأنقرة، على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث صُعقت بإعلان وحدات حماية الشعب الكردية التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري، يقضي بالسماح للميليشيات الموالية للحكومة بدخول مدينة عفرين. وهو ما نظر إليه المراقبون للشأن السوري على أنه محاولة من النظام لقلب المعادلة فيما يتعلق بعملية “غصن الزيتون”.

وقد أطلقت تركيا عملية “غصن الزيتون”، في 20 كانون الثاني/يناير الفائت، ترمي إلى تبديد سيطرة وحدات حماية الشعب على مدينة عفرين ومحيطها حسب ما هو مُعلن.

ولم يستمر تقدم القوات الموالية للنظام السوري سوى دقائق، حيث تم كبح جماحها بإطلاق الجيش التركي وابلاً من القذائف التحذيرية.

وفي سياق مقاله “استهداف تركيا لميليشيات تابعة للنظام السوري.. الرسائل والدلالات”، نون بوست، قال الباحث في العلاقات الدولية، جلال سلمي؛ “في الغالب المُحرك الأساسي للميليشيا هي إيران، بتغاضي روسي يصل حد التأييد الضمني لتحركها، وقد ظهر هذا التأييد عبر دعوة روسيا، مباشرةً عشية استهداف تركيا لميليشيات النظام، إلى مفاوضات مباشرة بين تركيا والنظام بشأن عفرين، ويُستنبط تحريك إيران للميليشيات من خلال التالي:

ـ طبيعة الميليشيات التي حاولت دخول عفرين، التي تصطبغ بصبغةٍ “شيعية” لا يتوقع تحركها من دون موافقة الداعم الأساسي “إيران”.

ـ استهداف الميليشيات المحسوبة على إيران رتلًا تركيًا في محيط منطقة العيس الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، حيث تُرجم ذلك على أنه رسالة إيرانية واضحة لتركيا، في سبيل إيقاف تمددها.

ـ تعبير مسؤولين إيرانيين ووسائل إعلامية تابعة لها عن تخوفات إيران الكبيرة من استمرار العملية التي قد تؤدي إلى اتساع النفوذ التركي في سوريا على حسابها، وقد تقوقع موقعها “كحليف أول وأساسي” لروسيا، فضلًا عن أنها قد تأخذ بلجوء “ي ب ج” بشكلٍ شبه كامل نحو أحضان الولايات المتحدة.”

وأضاف سلمي أن التحوّل الروسي الإيراني في موقفهما حيال العملية التركية، قد يدفع أنقرة لترتيب سيناريو يُجنّبها خسائر جمّة، في حال أصرت موسكو وطهران على دعم سيطرة قوات النظام على عفرين، مقابل إنهاء سيطرة وحدات الحماية.

وفي ذات السياق، بيّنت، الباحثة والصحفية التركية، بيرسي بورا، في مقالها لميدل ايست آي، الذي ترجمه وحرره موقع نون بوست الإخباري، أنه في حال تمكنت موسكو من ضمان التخلص من وحدات حماية الشعب بشكل دائم من عفرين، حتى لو كان ذلك يعني أن السيطرة على المنطقة ستكون من نصيب الحكومة السورية، قد توافق أنقرة على ذلك، لعدة عوامل، وفقاً لبورا، هي؛

ـ استمرار عدد الضحايا في الارتفاع.

ـ تحقيق السيناريو المذكور الهدف الأساسي لتركيا من العملية، وهو القضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب على عفرين التي تقع غرب الفرات. وهنا ستكون تركيا بحاجة إلى تجنب نزاع طويل الأمد ومباشر مع الجيش السوري.

اقرأ أيضاً

الجيش التركي: مقتل 1829 إرهابياً منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون”

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *