شهدت الصناعات الدفاعية التركية تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، والتي كانت ضمن أبرز المحاور التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً ضمن رؤية القرن الثاني للجمهورية، حيث تضاعفت نسبة الإنتاج العسكري التركي من 20% الى 80%.
وأسمهم ارتفاع نسبة الإنتاج في زيادة الصادرات العسكرية التركية التي وصلت الى 4.4 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تصل الى 6 مليار خلال 2023، بحسب الكاتب التركي فاروق أونلان بتقرير نشره على موقع ستار.
وذكر الكاتب في تقرير عددا من الصناعات الدفاعية التركية التي من المقرر لها أن تدخل الخدمة أو تنتهي من مراحل الاختبار والتطوير والتحديث في 2023.
بيرقدار كيزل إلما فخر الصناعات الدفاعية التركية 2023
بدأ الكاتب التركي بالطائرات المقاتلة المتعددة الأدوار التي سيتم إطلاقها يوم 18 مارس/آذار 2023، فبإمكان هذه الطائرة حمل الذخائر الذكية القادرة على توفير فرص هجوم إستراتيجية لجميع أنواع الأهداف الجوية والجو-أرضية.
وأنهت كيزل إلما اختبارات الطيران الأولى في وقت أبكر مما كان مقرر لها، خلال مناورة ميوس التي جرت نهاية 2022.
ويبلغ وزن الطائرة مع الإقلاع 6 أطنان، وتستطيع حمل 1.5 طن، مع رؤية منخفضة، والقدرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى 35 ألف قدم، وقدرة عالية على المناورة.
بدورها أنتجت شركة أسيلسان التركية رادار “أنف أيسا” الذي سيستخدم في طائرات كيزل إلما وآقينجي تيها وكذلك طائرات F16 لأول مرة، وهذه الخطوة تُعد استراتيجية للغاية، حيث سيوقف استخدام رادار أيسا الأميركي في الطائرات التركية من طراز إف-16 ويستبدل به رادار أيسا المحلي. بالإضافة إلى دمج رادار أيسا في طائرات أكينجي تيها، ستكون تركيا أول دولة لديها هذه القدرة في المسيّرات.
الصواريخ
صاروخ “بوزدوجان” جو-جو سيكون أول انتاج سيتم تسليمه للقوات المسلحة التركية في 2023، وسيتبعه صواريخ جو-جو خارج مدى الرؤية البصرية من طراز “جوكدوجان” عام 2023، وسيتم البدء في دمج صواريخ “جوكتو” بجوار نظام الدفاع الجوي الموجود على متن السفن التركية، الذي يمكنه تدمير الصواريخ المضادة للسفن.
وبعد نجاح نظام “الخندق” للدفاع الجوي بعيد المدى بتدمير هدف على بعد 100 كم لأول مرة في اختبار إطلاق أُجري في سينوب، تقرر تشغيل النظام هذا العام ودخوله الخدمة، وأيضاً سيدخل نظام “كاروك” الخدمة لأول مرة، وهو نظام صاروخي محمول قصير المدى مضاد للدبابات يمكنه العمل ليلا ونهارا.
وأضاف أونالان أن أولى طائرات الهليكوبتر ذات الأغراض العامة من طراز “جوكباي” ستسلم إلى القيادة العامة للدرك في الربع الأول من هذا العام، كما من المتوقع تسليم مروحية “أتاك-2” الهجومية من الدرجة الثقيلة خلال الأشهر المقبلة.
البحرية
ستدخل سفينة “تي سي جي الأناضول” الخدمة ضمن القوات البحرية هذا العام أيضا، والتي ستقوم مسيرات طائرات “بيرقدار تي بي 3” -المصممة لتكون قادرة على الهبوط والإقلاع من سفينة إلى سفينة- بأول رحلة بحرية لها في أثناء وجودها على متن “تي سي جي الأناضول”.
ومن المقرر أيضاً الانتهاء من مشروع “ميلتم 3” -الذي أطلق لأداء مهام الاستطلاع والمراقبة والدفاع عن الغواصات من الجو في شرق البحر المتوسط، بتسليم طائرة الدوريات البحرية السادسة والنهائية من طراز “أتر-72/600” (بي-72)، كما ستدخل الخدمة سفينة الدعم القتالي للتجديد البحري (ديمدج).
وسيُسلم 2 من طرادات “ميلغيم أدا” من الدرجة الأولى إلى البحرية، إلى جانب سفينة “تي سي جي إسطنبول” (إف-515)، وهي أول فرقاطة تركية يصممها مهندسون أتراك.
كما ستبدأ غواصة “تي سي جي بيري ريس” عملها قريبا، وقد جذبت الانتباه بفضل متانتها العالية وقوة تكنولوجيا البطاريات بها، وسيُدمج بها طوربيد غواصة أكيا الذي لديه إمكانيات متميزة في الرصد والمتابعة.
وسيتم إنتاج دبابات “ماي ألتاي” بكميات كبيرة مع شركاء المشروع بدءا من عام 2025، كما سيتم أيضا إنتاج وتصدير مدافع “هاوتزر ستورم” وناقلات الجند المدرعة من طراز “ألتوغ 8×8″، وتحديث دبابات “ليوبارد 2 إيه 4”.
وتعمل تركيا على إطلاق القمر الصناعي “كليتشي سات كوب”، وكذلك قمر رصد الأرض “أوميجي”.
2022.. عام الصناعات الدفاعية التركية بجدارة
حققت تركيا خلال عام 2022، نجاحات مهمة في مجال الصناعات الدفاعية، عبر سلسلة من المشاريع التي ساهمت في توفير مجموعة من المعدات والأنظمة الدفاعية المتطورة لقوات الأمن والجيش في البلاد.
وأفاد رئيس إدارة الصناعة الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، بأن 2022 شهد تطورات مهمة في قطاع الصناعات الدفاعية التركية، وتحقيق مجموعة من أهداف القطاع المذكور، وفقا للأناضول.
وأوضح دمير: “بذلت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية في 2022، جهودًا مكثّفة من أجل تلبية احتياجات قوات الأمن والجيش من المعدات والأنظمة الدفاعية، اعتمادًا على الإمكانات المحلية”.
وتمكنت تركيا من صنع الطائرات المسلحة المسيرة، والمنصات البحرية، والمركبات البرية، والصواريخ، والمركبات البرية والبحرية غير المأهولة، وأنظمة الحرب الإلكترونية.
وأضاف: ” نجحنا بتطوير المعدات معتمدين على موارد محلية، لخدمة قواتنا الأمنية”.
وتابع: “وتجاوزت صادراتنا الدفاعية والفضائية عتبة الـ 4 مليارات دولار، لتصل إلى أعلى مستوى في تاريخ الجمهورية التركية”.
وأردف: “في عام 2023، سنواصل تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تنفيذ مجموعة من المشاريع التي يعتمد إنتاجها على التقنيات الوطنية، في إطار تحقيق أهداف الصناعات الدفاعية التركية”.
وزاد: “أعتقد أننا وخلال العام المقبل، سنحمل صناعتنا الدفاعية، التي نعتبرها أحد القطاعات المهمة في الاقتصاد التركي، قدمًا نحو الأمام، من أجل توفير أفضل المعدات والأنظمة الدفاعية للسلطات المستخدمة وقوات الأمن والجيش”.
اقرأ أيضا: الصناعات الدفاعية التركية 2022 تمكين للقوة ورؤى استراتيجية
اقرأ أيضا: الصناعات الدفاعية الفضائية التركية.. تغزو السوق الآسيوية والمحيط الهادئ بـ2022