أخاديد نهر الفرات، وتلك الممتدة حول بحيرة سد “قاره قايا” بولاية ملاطيه، غربي تركيا، تبهر زوارها وتسحرهم بجمالها الطبيعي وحياتها البرية.
نهر الفرات، كان سببًا في حياة من كان ينشد في تلك المنطقة على مر التاريخ مجاري المياه ليعيش حولها، كما أنه وفر الماء اللازم للأراضي الخصبة في كثير من الحواضر ببلدان عدة يشقها بمجراه، وبات بما يمكله من جمال طبيعي مثار إعجاب وحديث لا ينتهي.
وعلى نفس الشاكلة نجد أن الأخاديد المحيطة بالنهر عند المنطقة التي يمر بها بين ولايتي ملاطيه والازيع (شرق)، تتمتع هي الأخرى بصور جمالية تتمثل في طبيعتها البكر، وحياتها البرية، ونسيجها النباتي، وكلها مقومات تعمل على جذب الزوار للمكان من كل حدب وصوب.
ومن بين تلك الأخاديد التي تحظى بإعجاب الزوار، أخدود يسمى “الباب الخفي”، وهو يقع على حدود بين قضائي “أرغوفان” و”عربكير” بولاية ملاطية من جهة، وقضاء “باسكيل” التابع لولاية ألازيغ من جهة أخرى. ويعتبر هذا الأخدود تحفة طبيعية لا تمل العين من مشاهدتها باستمرار.
ويبدأ هذا الأخدود من بحيرة سد “قاره قايا”، ويصل عرضه في بعض الأماكن إلى نصف متر، ويمتد بطول قاع وادٍ يبلغ طوله 4.5 كم، ويصل ارتفاعه في بعض الأجزاء إلى 200 متر.
ويتميز ذلك الأخدود بتكوينات الكارستية الفريدة، وكهوفه، والحفريات الصخرية، وحيواناته ونبتاته التي لا مثيل لها.
المنطقة التي تتميز بمنحدارت حادة تكونت بسبب تصدعات حصلت في العصور الجيولوجية، تعتبر نقطة توقف لمحبي الطبيعة ممن يريدون الابتعاد عن ضغوط الحياة الحضرية.
هذا الأخدود، الذي لم يتم استكشافه بالكامل حتى الآن، هو من بين الأماكن التي تهم عشاق الطبيعة وكذلك عشاق التصوير الفوتوغرافي.
أخدود آخر يسمى “قاره لَيْلَكْ” يمتد بطول 40 كم يمكن الإبحار فيها بقارب بداية من بحيرة سد “كَبان”، وهو الآخر يتمتع بطبيعة رائعة، ومنحدرات حادة، وتكوينات كارستية على شاكلة كهوف، وكهوف أخرى تاريخية، وأنواع شتى من الطيور مثل الصقور والنوارس.
كما أن المنحدرات الحادة الموجودة بالمنطقة التي بها هذه الأخايد، تعتبر موطنًا للماعز الجبلي.