صرح الرئيس رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستواصل “التعاون والتضامن مع الأشقاء المصريين لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك الأربعاء، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بعد الاجتماع الثنائي والمشترك بين الوفود في القاهرة.
وأضاف: “أولويتنا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار في أقرب وقت وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات”.
وأكد أن محاولات تهجير سكان غزة من أراضيهم هي “بحكم العدم” وأن إخلاء القطاع من سكانه “أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق”.
وتابع : “سنواصل التعاون والتضامن مع أشقائنا المصريين لوقف إراقة الدماء في غزة”.
وحول العلاقات الثنائية، شدد أردوغان عزم بلاده على زيادة الاتصالات مع مصر “على كافة المستويات من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة”.
ودعا نظيره المصري لزيارة تركيا، مشيرا إلى أن الزيارة ستكون “نقطة تحول جديدة” في العلاقات بين البلدين.
وذكر الرئيس التركي أن “مصر تقوم باستثمارات مهمة في قطاع الدفاع، وأنا واثق بأننا سنتعاون معها لتطوير مشاريع مشتركة”.
وتابع :”اتفقنا في مشاوراتنا اليوم على رفع حجم التجارة إلى 15 مليار دولار في وقت قصير”.
وأعرب أردوغان عن سعادته بوجوده في القاهرة مرة أخرى بعد 12 عاما، وتلبيته دعوة نظيره السيسي، شاكرا إياه والجميع على حسن الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق له.
وذكر أن تركيا ومصر لديهما تاريخ ثقافة مشتركة تعود لأكثر من ألف عام، مؤكدا أنهم يسعون لرفع العلاقات التركية المصرية إلى المستوى الذي تستحقه.
وأشار إلى أنه يرى نفس الإرادة القوية في تعزيز العلاقات الثنائية لدى الجانب المصري.
ودعا الرئيس التركي نظيره المصري لزيارة أنقرة في أول فرصة لعقد اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي التركي- المصري رفيع المستوى.
وأكد أن البلدين عازمان على زيادة الاستثمارات التي قاربت 3 مليارات دولار، فضلا عن تقييم فرص تطوير التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة.
ولفت أردوغان إلى أنهم سيبذلون جهودا لتعزيز العلاقات القائمة في مجالات السياحة والتعليم والثقافة.
وأشار إلى الوضع في قطاع غزة، قائلا: “حكومة نتنياهو تواصل سياسة الاحتلال والتدمير والمجازر بشكل متهور، رغم كل ردود الفعل الدولية”.
وأوضح أن بلاده قدمت حتى اليوم أكثر من 34 ألف طن من المواد الإغاثية إلى غزة، معربا عن شكره للسلطات المصرية لدورها في توصيل المساعدات، وخاصة الهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة وكافة المؤسسات ذات الصلة.
وأشار إلى أن تركيا إلى جانب المساعدات الإنسانية، جلبت أكثر من 700 فلسطيني مع مرافقيهم من غزة إلى تركيا عبر مصر لتلقي العلاج.
وذكر أن خبراء أتراك يعملون على إنشاء مستشفى ميداني في غزة، وأن تركيا تعتمد على دعم الأشقاء المصريين لتشغيله في أسرع وقت ممكن.
وشدد على أنه ينبغي على حكومة نتنياهو “الابتعاد عن نقل المجازر إلى مدينة رفح الملاذ الأخير الذي لجأ إليه المدنيون في غزة”.
وتابع: “لا ينبغي على المجتمع الدولي والعالم الإسلامي ومجلس الأمن، السماح بمثل هذا الجنون الذي قد يؤدي إلى إبادة جماعية”.
واستطرد “مستعدون للعمل مع مصر من أجل إنعاش وإعادة إعمار غزة على الأمد المتوسط”.
وتطرق أردوغان إلى تقييمهم خلال اجتماعه مع السيسي قضايا مثل ليبيا والسودان والصومال، قائلا: “ندعم بشكل كامل وحدة وسلامة أراضي هذه الدول الشقيقة”.
وأضاف أردوغان أنهم لا يريدون أبدًا رؤية صراع أو توتر أو أزمة في إفريقيا أو الشرق الأوسط أو أي مكان آخر، ولأجل ذلك “عازمون على زيادة اتصالاتنا مع مصر على كافة المستويات لإحلال السلام والاستقرار في منطقتنا”.
اقرأ أيضا: تركيا ومصر.. علاقات تاريخية يعززها تعاون متصاعد
اقرأ أيضا: الرئيس المصري: نفتح مع تركيا صفحة جديدة وأتطلع لزيارتها في أبريل