صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن حكومته لن تسمح بإبقاء تركيا خارج اللعبة في الوقت الذي تعاد فيه هيكلة مراكز القوة السياسية والاقتصادية العالمية.

وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة ألقاها أمس الجمعة بمناسبة 15 تموز / يوليو ذكرى محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016 ويوم الديمقراطية والوحدة الوطنية.

وأشدد أردوغان على أن “في ليلة 15 تموز تبين لنا أن كلمة الفصل يحددها الإيمان والشجاعة لا المدفع والبندقية”.

وقال: “سنكمل حتمًا بناء تركيا العظيمة والقوية فلا يمكننا أن نوفي حقوق شهدائنا إلا بهذه الطريقة”.

وأضاف: “اليوم هو الذكرى السادسة لخيانة 15 تموز. وفي هذه المحاولة الانقلابية الأكثر دناءة في تاريخنا الحديث، نال 252 من إخوتنا شرف الشهادة، بمن فيهم أولئك الذين توفوا بعد إصابتهم”.

وترحّم أردوغان على أرواح شهداء 15 تموز، متمنيا الشفاء والصحة والسلامة للمناضلين الذين تعرضوا لإصابات دائمة خلال مواجهة طائرات ومروحيات ودبابات وأسلحة الانقلابيين بأياديهم.

وتابع: “ندعو الله سبحانه وتعالى ألّا تواجه أمتنا تحديات مشابهة لما حدث في 15 تموز، وألّا يعطي الفرصة لأحد لتفريق أبنائنا عنا، وألّا يمر بلدنا بهذه الأخطار مرة أخرى”.

وأردف أردوغان القول: “من خلال الإيمان الذي حملته أمتنا في قلوبها، نجحت في تسطير ملحمة عظيمة بتمكنها في ساعات الصباح من إفشال محاولة الانقلاب التي بدأت مع غروب الشمس مساء 15 تموز”.

وأشار إلى أن تاريخ المجتمعات التي فيها نقاط تحوّل مثل الملاحم لا يمكن أن تنسى على مر العصور بل يتم تناقلها من جيل إلى جيل.

وقال: “لم ينجح الساعون منذ قرابة قرنين لإخضاع هذه الأمة كلما أرادت النهوض، من خلال الحروب والتخريب وانقلابات والوصاية والإرهاب وزعزعة الاستقرار السياسي والأزمات الاقتصادية والصراعات الاجتماعية. الحمد لله فشلوا هذه المرة”.

وتابع: “لو نظرنا إلى الخواطر التي كتبها أو تركها الشهداء سنرى أن جميعهم تحركوا ضد الانقلابيين بنفس الوعي ونفس الإرادة والتصميم”.

وبين الرئيس التركي أن المواطنين الذين انطلقوا من منازلهم أو أماكن عملهم أو أحيائهم من أجل مقاومة الانقلابيين ليلة 15 تموز، كانوا لا يهابون الموت ويضعون الشهادة نصب أعينهم.

وأكد على ضرورة التمسك بأهداف تركيا المنشودة، وحماية المكتسبات، ومعرفة قيمة الإمكانات المتوفرة، وعدم الانخداع بألاعيب المفسدين.

وأشار أردوغان إلى أن الجهات المعادية تخشى من أن تحقق تركيا هذه الأمور بحلول عام 2023 (والذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية).

وأوضح أن تلك الجهات تدرك جيدًا أن فشلها في إيقاف تركيا اليوم، يعني أنها لن تلتقط ذات الفرصة مرة أخرى طوال نصف قرن أو حتى القرن القادم.