صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تريد من روسيا وإيران أن تكونا معها خلال حربها على الإرهاب جنوب الحدود التركية.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي خلال إجابته على أسئلة عدد من الصحفيين أثناء عودته من طهران إلى بلاده على متن الطائرة الرئاسية مساء أمس الثلاثاء.
وقال أردوغان: “نريد أن تكون كل من روسيا وإيران معنا في حربنا ضد المنظمات الإرهابية حتى 30 كيلومترًا جنوبًا، يجب أن يقدموا لنا الدعم اللازم هنا”.
وأشار أردوغان إلى أن زيارته الرسمية إلى إيران وحضور القمة الثلاثية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي تكللت بالنجاح، وقال: “في الجزء الأول من زيارتي، عقدنا اجتماعات مثمرة مع أخي العزيز رئيسي، شاركنا في رئاسة الاجتماع السابع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وإيران”.
اللقاء الثنائي مع الرئيس الإيراني
وتابع: “تحدثنا عن الخطوات التي سنتخذها في القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين بلدينا وكيف سنطور العملية المقبلة.. كان لدينا هدف 30 مليار دولار في المجال الاقتصادي في عهد أحمدي نجاد، ونحن عند نقطة 7.5 مليار دولار الآن، إلا أن الرفع الحجم سيستمر في الفترة المقبلة”.
وأردف: “بالطبع، رأينا مرة أخرى أن لدينا إرادة مشتركة لتطوير تعاوننا في مجالات مثل التجارة والنقل والجمارك والطاقة والسياحة والصناعة والشباب والرياضة”.
واستدرك:” تبادلنا خلال اجتماعاتنا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية. وناقش وزرائنا مع نظرائهم قضايا التعاون في مختلف المجالات. ووقّعنا ما مجموعه 8 اتفاقيات من شأنها تعزيز البنية التحتية القانونية لعلاقاتنا”.
وأوضح أن اللقاء تضمن نقاش قضايا مثل الكفاح المشترك ضد المنظمات الإرهابية وأمن الحدود بالتفصيل، تبادل وجهات النظر الشاملة حول التطورات في المنطقة.
القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية
وحول القمة الثلاثية قال الرئيس التركي: “في الجزء الثاني من زيارتي، عقدنا قمتنا الثلاثية حول مسار أستانا بمشاركة السيد رئيسي والسيد بوتين، وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات الجارية في سوريا، وبصفتنا ضامنين في أستانا، أكدنا مجددًا موافقتنا على حل النزاع على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254”.
وأضاف: “بالتعاون مع شركائنا، أعدنا التأكيد على توقعاتنا للاستمرار الفعال للعملية السياسية، وجددنا التأكيد على موقفنا من مكافحة الإرهاب، واستمرار المساعدات الإنسانية، والعودة الآمنة والطوعية للسوريين إلى بلدهم، وتوصلنا إلى تفاهم للعمل بالتعاون مع شركائنا في أستانا حول هذه القضايا.
اقرأ أيضاً: خطة أردوغان لإعادة اللاجئين السوريين.. المزايا التشجيعية للعودة الطوعية
وبين الرئيس التركي أن لقائه الثنائي مع رئيس الاتحاد الروسي بوتين كان ناجحاً ومثمراً.
وتابع: “أتمنى أن تكون الاجتماعات التي عقدناها في إيران، على المستوى الثنائي والثلاثي؛ مفيدة، وبهذه المناسبة أود أن أعرب عن امتناني لجميع أشقائي الإيرانيين في شخص فخامة الرئيس على استضافتهم الصادقة”.
وأشار أردوغان إلى أن أفكار الزعماء الثلاثة لم تكن متطابقة بشكل كامل حول الموضوع، وأنه من الواضح وجود آراء مختلفة بين الأطراف حتى لو كانت هناك اختلافات في بعض الأماكنن، إلا أن هناك وحدة رأي حول موضوع مكافحة الإرهاب.
واستطرد :”نحن حتما نتحد ضد التنظيمات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في موضوع الإرهاب”.
اقرأ أيضاً: قمة طهران الثلاثية والملف السوري وخمس سنوات من جولات بلا طحين !
انتقاد الموقف الأمريكي المتناقض
وانتقد أردوغان موقف أمريكا المتناقض وازدواجية معاييرها في قضية مكافحة الإرهاب وبأنها حمّلت آلاف الشاحنات من الأسلحة والذخيرة والمعدات إلى المنظمات الإرهابية هنا، بما في ذلك الرؤساء السابقون (لبايدن)، وهذا لا يزال مستمرا”
وتابع: “حتى قوات التحالف تواصل دعمها بنفس الطريقة. كما أخبرنا السيد بايدن في اجتماعاتنا. قلنا: ’انظر أنت ترسل كل هذه الشاحنات إلى هنا، وأنتم تقدمون هذا الدعم لجميع المنظمات الإرهابية هنا، بعد ذلك تقول إننا سويًا في الحرب ضد الإرهاب، ونحن معًا في الناتو‘، كيف نحن معا؟! ونحن علينا معالجة الموضوع باستمرار”.
وسلط الرئيس التركي الضوء على عمليات التدريب التي تجريها الفرق الأمريكية هناك لصالح أعضاء التنظيم الإرهابي، وقال: “في الوقت الحالي بالطبع نحافظ على حساسيتنا تجاه التطورات في شرق الفرات وإدلب وعفرين”.
اقرأ أيضاً: أردوغان من طهران: سنفعل مسار أستانة مجددا مع روسيا وإيران
العملية العسكرية التركية شمال سوريا
وأكد أن عملية عسكرية جديدة ستكون دائماً مطروحة على جدول أعمال تركيا طالما لم يتم حل مخاوفها المتعلقة بالأمن القومي.
وحول أبرز النقاط التي تم تداولها في القمة الثلاثية، أفاد أردوغان بأن بلاده تريد من روسيا وإيران أن تكونا بجانبها في حربنا ضد المنظمات الإرهابية على بعد 30 كيلومترًا جنوب الحدود التركية السورية، مبيناً ضرورة تقديم الدعم اللازم، مع تأكيد هذا الطرح لكل من بوتين ورئيسي.
وتابع: “أننا لا نفكر بشكل منفصل في قضايا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي. ولكن بعد ذلك، لا يزال يتعين علينا الاستمرار في معالجة الأمر”.
وشدد أردوغان على حرص بلاده على وحدة الأراضي السورية، وفي ذات الوقت تحرص تركيا على حماية حدودها وأمنها القومي، مبيناً أن تحديد عمق 30 كيلومتر جاء لأن هناك هجمات مستمرة على الحدود.
وقال: “استشهد جنودنا هنا وقتل شعبنا، ليس فقط كمواطنين أتراك، بل قُتل مدنيون أيضًا في إدلب ومناطق أخرى، نحن بحاجة إلى مشاركة كل هذا مع العالم وإخبارهم عنه”.
واختتم أردوغان تصريحاته بالحديث عن الوجود الأمريكي شرق الفرات داعياً أمريكا إلى مغادرة منطقة شرق الفرات دفعة واحدة، مؤكداً أن هذه هي النتيجة التي خرجت من مسار أستانا.
وأشار إلى أن أمريكا هي التي تغذي المنظمات الإرهابية هناك، بينما تركيا هي التي تحارب الإرهاب.
ترجمة: مرحبا تركيا