زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، فعالية بعنوان “أحلام مضادة للرصاص.. معرض رسامي أطفال غزة”، أقيمت على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وأقيمت الفعالية في مركز “نيست” للمعارض والمؤتمرات الواقع بمنتجع بيليك السياحي في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، تحت إشراف دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
ورافق الرئيس التركي خلال زيارته، عقيلته السيدة أمينة أردوغان، ونائبه جودت يلماز، ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار.
كما رافقه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون.
وفي تصريحات للصحفيين، أكد ألطون أن دائرة الاتصال نظمت المعرض لتسليط الضوء بأسلوب ابتكاري على قضية غزة التي باتت من الجراح النازفة للعالم، أمام المشاركين في المنتدى.
İsrail’in Gazze’de uyguladığı soykırım girişimine karşı çok önemli bir farkındalık oluşturan ve yaşanan trajedinin boyutlarını Gazzeli çocukların gözünden ortaya koyan “Kurşun Geçirmez Düşler: Gazzeli Çocuk Ressamlar Sergisi,” 3’üncü Antalya Diplomasi Forumu’nda ilgiyle takip… pic.twitter.com/2Qc4nXVQ6X
— Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) March 1, 2024
وقال إن المعرض يتضمن رسومات صنعها أطفال غزة، وإن كل واحد منها عمل فني حقيقي.
وأوضح أن هذه الرسومات تكشف في الواقع عن شكل القمع التاريخي الذي تمارسه إسرائيل.
وشدد ألطون على ضرورة أن يتعاون العالم أجمع في النضال من أجل منع وقوع الظلم.
ويناقش المنتدى عددا من القضايا العالمية التي تهم الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مثل تغير المناخ وأزمة الغذاء و”دبلوماسية الفضاء” فضلا عن قضية غزة.
ويشارك في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” بنسخته الثالثة أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة إلى جانب 90 وزيرا، بينهم 60 وزير خارجية، من أكثر من 100 دولة.
كما يشارك ممثلون عن نحو 80 منظمة دولية، إلى جانب قرابة 4 آلاف ضيف، في المنتدى الذي سيحتضن أكثر من 50 جلسة.
إسطنبول.. افتتاح معرض لرسامين أطفال من غزة
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، افتُتِح في إسطنبول، معرضا لأعمال رسامين أطفال من غزة، برعاية دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
ويسلط غزة، الضوء على المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأقيم حفل افتتاح المعرض، في ميدان تقسيم بإسطنبول، بحضور السيدة أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون.
ويهدف المعرض، المستمر حتى 29 يناير/ كانون الثاني المقبل، إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع الدولي من خلال نقل مشاعر وصدمات وآلام وظروف الأطفال الصعبة الذين شهدوا الحرب على غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية من خلال الفن.
واستلهم الصحفي التركي عبد الله آيتكين فكرة مشروع المعرض، من صورة رسمتها الطفلة الغزّية منى (6 أعوام) التي شهدت استشهاد والدتها بعد استهدافها بصاروخ إسرائيلي، تبعها مقتل 26 فردا من عائلتها خلال “عملية الرصاص المصبوب” الإسرائيلية على غزة (2008-2009).
266 عمل فني لأطفال غزة في معرض إسطنبول
ويتضمن المعرض، المقام على مساحة 1350 مترا مربعا، مجموعة مختارة من 266 عملا فنيا رسمها أطفال من غزة، قُتل بعضهم لاحقا جراء هجمات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
كما يتضمن المعرض جناحا خاصا للصحفيين والأطباء، الذين فقدوا حياتهم في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
ولفتت السيدة الأولى خلال أيام عملية الرصاص المصبوب، بكلمة ألقتها في “الاجتماع النسائي من أجل السلام في فلسطين”، الانتباه إلى الأطفال والنساء الذين قتلوا في غزة، حيث إنها لم تستطع حبس دموعها بسبب المأساة التي وقعت في القطاع.

وقدم ألطون، هدية تذكارية للسيدة أمينة أردوغان، متمثلة في لوحة رسمتها سيدة غزّية تدعى ميساء يوسف، بعدما تأثرت من مشاهد دموع عقيلة الرئيس التركي في هجمات إسرائيل على غزة ضمن عملية الرصاص المصبوب.
وذكرت السيدة الأولى في تصريح لها عن المعرض، أن فلسطين تشهد أعمال عنف غير مسبوقة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت: “إسرائيل أمطرت الشعب الفلسطيني بالرصاص والقنابل أمام أعين العالم أجمع، المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، الأكثر تضررا من هذا الوضع”.
وأوضحت: ما يقرب من 9 آلاف طفل فقدوا حياتهم في غزة منذ 7 أكتوبر، مقتبسة المشاعر الجياشة لطبيب في إحدى مستشفيات غزة حينما قال: أصعب شيء كتابة عبارة مجهول برسم إشارة إكس (x) على جثمان طفل”.
وأضافت: “المعرض المقام في إسطنبول يقص تجارب ومشاعر أطفال غزة بأبسط الطرق”، وإن “آلامهم تنعكس بالواقع في أقلامهم ولوحاتهم”.
ودعت السيدة أمينة أردوغان، العالم إلى الاستجابة لدعوة السلام لهؤلاء الأطفال الأبرياء، شاكرة كل من ساهم في إنجاز المعرض، مشددةً على ضرورة إسماع أصوات الأطفال الفلسطينيين على نطاق أوسع.
ولفتت السيدة الأولى، إلى أن حقهم في الحياة سلب منهم، ويجهلون ما إذا كانوا سيرون ضوء الغد ناهيك عن مستقبلهم، مؤكدة أن تركيا تبذل تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، جهودا مكثفة لإنهاء الظلم الواقع في غزة.
وأشارت إلى استضافة إسطنبول في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قمة جمعت زوجات زعماء مختلف الدول، صدرت في ختامها دعوة قوية إلى العالم لوقف إطلاق النار في غزة.
بدوره، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية: “الحروب والمجازر لها آثار مدمرة على الأطفال”.
وأضاف ألطون: “هذا المعرض يتألف من صور لأطفال غزة يضعون على الورق، بأصابعهم الصغيرة، ما يشعرون به في عالمهم الخاص”.
وأوضح: “اللوحات تكشف بوضوح خداع الساعين إلى إضفاء الشرعية على مظالم إسرائيل”.
وتابع: “لم يعد من الممكن تبرير الظلم الذي تمارسه إسرائيل بأي شكل من الأشكال. لأن كل سطر وكل علامة فرشاة في هذه اللوحات تفرق بين الخير والشر، البريء والقاسي، الصواب والخطأ”.

واستطرد: “هذه الرسومات تظهر دون أدنى شك أن إسرائيل تستهدف الأطفال ومستقبل فلسطين بشكل متهور، وترتكب جرائم حرب خطيرة”.
وزاد: “تكشف هذه الرسومات بوضوح أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود الأخلاقية التي تعترف بها الإنسانية منذ عقود”.
وأكد ألطون أن تركيا بقيادة الرئيس أردوغان، لن تتراجع ولو خطوة واحدة عن الصدح بالحقيقة، ولن نتخلى أبدا عن الدفاع عن القضية العادلة لإخواننا في غزة وأطفالنا الأبرياء القتلى.
وشدد ألطون على أن أولوية تركيا إنهاء المأساة الإنسانية في فلسطين وإحلال السلام الدائم، تماشيا مع شعار الرئيس أردوغان: من الممكن إنشاء عالم أعدل.
وأردف: “تركيا تستخدم، وستواصل استخدام، كل ما لديها من وسائل للوقوف في وجه الظلم”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
اقرأ أيضا: أردوغان: ما يحدث في غزة ليس حربا بل إبادة جماعية
اقرأ أيضا: إسطنبول تستضيف ورشة عمل حول أهمية المقاطعة ودعم فلسطين