وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح الاثنين إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية، بعدما انطلقت الطائرة التي تُقِلّه ووفده المرافق من مطار أتاتورك بإسطنبول الساعة 09:15 بالتوقيت المحلي.
وخلال زيارته التي تستغرق يوماً واحداً، سيجتمع أردوغان مع كل من نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما سيُوقَّع أكثر من 20 اتفاقية مع العراق خلال الزيارة.
ومن المقرَّر أن يعقد أردوغان مؤتمراً صحفياً مع رئيس الوزراء العراقي، ثم يوقّعَا سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وعقب لقاءاته في العاصمة بغداد سيتوجه الرئيس أردوغان برفقة وفده إلى مدينة أربيل (شمال).
وكان في وداع الرئيس أردوغان، والي مدينة إسطنبول داود غل ومسؤولون آخرون.
وعلى جدول أعمال الزيارة ستُطرح 4 ملفات مهمة، هي: ملف المياه، وطريق التنمية، بالإضافة إلى الملف الأمني المتعلق بتنظيم PKK الإرهابي، وملف الشركات التركية، الذي يكتسب أهميته من قوة التبادلات التجارية بين العراق وتركيا، إلى جانب ملفات أخرى ستكون هي المهيمنة على زيارة الرئيس التركي بغداد.
وفي وقت سابق الأحد، أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن اعتقاده أن العلاقات التركية-العراقية ستكون مثالاً مهماً في المنطقة، خصوصاً مع تنفيذ مشروع “طريق التنمية” الذي يوليه الرئيس أردوغان أهمية كبيرة.
وهذا المشروع عبارة عن طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانيها، ويبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
من جانبه، قال متحدث الحكومة العراقية باسم العوادي، إن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للعراق الاثنين، تمثل “نقلة نوعية” في العلاقات الثنائية بين البلدين، وستشهد مناقشة “ملفات مهمة”.
وأضاف العوادي في تصريحات أن الزيارة ستكون “نقلة نوعية” في العلاقات العراقية-التركية، لا سيما أن الإعداد لها يجري منذ نحو سنة وتأتي بعد 13 عاماً من آخر زيارة لأردوغان إلى العراق.
المياه وطريق التنمية
وفي ما يتعلق بملف المياه، أشار العوادي إلى “اتفاق استراتيجي سيوقَّع بين أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، باعتبار أن تركيا بلد يوصَف عالمياً بأنه من أفضل بلدان العالم في استثمار الثروة المائية بكل الوسائل وكل الطرق، وبالتالي لديه تجربة كبيرة”.
وبخصوص طريق التنمية، أكد المتحدث أنه “ستكون هناك اتفاقات وأشياء مهمة تُعلن بين الجانبين، باعتبار أن مركز الطريق هو تركيا، وسيكون في صلب المفاوضات، إلى جانب ملف استثمارات الشركات التركية ودورها وعملها في العراق”.
ومشروع طريق التنمية يشمل طريقاً برياً وسكة حديدية، ويربط بين طرق التجارة في آسيا ودول الخليج جنوباً والأسواق الأوروبية عبر الأراضي التركية.
زيارة أردوغان دفعة مهمة في العلاقات بين البلدين

ومن المتوقَّع أن تعطي زيارة أردوغان للعراق “دفعة مهمة” على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إلى جانب ملفات السياسة والأمن.
وسبق أن قال وزير التجارة التركي عمر بولات، إن بغداد وأنقرة ستوقِّعان خلال زيارة الرئيس أردوغان للعراق “إعلاناً مشتركاً بشأن إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، وبروتوكول إنشاء آلية التشاور والتعاون في مجالات سلامة المنتجات والحواجز التقنية”.
وأضاف: “كما سيوقِّع المجلس التركي للعلاقات الاقتصادية الخارجية واتحاد غرف التجارة في العراق 3 اتفاقيات في المجال التجاري، من بينها مذكرة تفاهم”.
وفي وقت سابق الأحد، أعرب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، عن تطلع بلاده إلى علاقات متميزة مع الجارة تركيا على مختلف الأصعدة، وذلك عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، الاثنين.
وأعلنت الرئاسة العراقية، في بيان، أن الرئيس رشيد استقبل السفير التركي علي رضا كوناي، في قصر السلام ببغداد، الأحد، واستعرضا الترتيبات الجارية لزيارة الرئيس أردوغان. وجرى خلال اللقاء، تأكيد تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين، وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، وفق البيان.
وأكد الرئيس العراقي أهمية تدعيم العلاقات والتعاون بين بغداد وأنقرة، وتعزيز العمل المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. وشدد على أن “العراق يتطلع إلى علاقات متميزة مع الجارة تركيا على مختلف الصُّعُد”.
من جانبه، أعرب السفير كوناي عن سعي تركيا إلى توطيد التعاون والتنسيق المتبادل للخروج بتفاهمات مشتركة بشأن المسائل بين البلدين والقضايا الإقليمية، حسب البيان.
ويرافق أردوغان في زيارته إلى العراق، وزراء الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر والداخلية علي يرلي قايا والتجارة عمر بولاط والنقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو والزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قاجر.
كما يرافق الرئيس أردوغان، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون ومستشار الرئيس للسياسات الخارجية والأمنية عاكف تشاغطاي قليج.
اقرأ أيضا: البنك المركزي التركي يكشف احتياطاته من النقد الأجنبي والمعادن الثمينة
اقرأ أيضا: تركيا.. خطوة ذكية وراء انسحابها من معاهدة الأسلحة التقليدية