“أركان أيهان”.. بائع كعك تركي يتبرع بقوت يومه لمسلمي أراكان
في بادرة لاقت استحسان كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصص “أركان أيهان” بائع سميت (كعك) في ولاية كوجالي التركية، كامل ما حققه من ربح طوال يومين بعد عطلة عيد الأضحى، لمصلحة المساعدات الإنسانية المرسلة إلى مسلمي إقليم أراكان غربي ميانمار.
ولم يتمالك أيهان نفسه عند رؤية الجرائم والاعتداءات الوحشية ضد مسلمي الروهنغيا، وقرر عمل شيء يوصل به أصوات المظلومين إلى كل العالم.
وعن خطوته قال أيهان (40 عاما): “عشت حالة مريرة من القهر خلال أيام العيد، لدى رؤيتي إخواننا المسلمين في أراكان الذين ترتكب بحقهم أبشع الجرائم”.
وأضاف في حديث لـ “الأناضول”: “لم تر عيني النوم لفترة طويلة، ولم أستطع تذوق شيء من لحوم الأضاحي وإخواني يذبحون هناك”.
ومنذ 25 أغسطس / آب المنصرم، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في أراكان، ما أسفر عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء.
ولتحقيق هدفه، توجه أيهان إلى مطبعة، وكتب على قميصه جملة “كم ظالم أنت أيها العالم، أراكان تبكي وأنت صامت”، ومن ثم بدأ يجوب مدينته ليببع كعكه.
وأشار أيهان إلى أنه رغم عمله بهذه المهنة لأكثر من 14 عاما، إلا أن ما فعله طوال اليومين السابقين كان له تأثير مختلف على نفسه.
وأضاف “شعرت أني أفعل شيئا جادا لإخواني هناك”.
وتبرع أيهان بـ 147 ليرة (50 دولارا) التي ربحها من عمله خلال يومين إلى هيئة الإغاثة الإنسانية لإرسالها إلى مسلمي أراكان.
وسمحت حكومة ميانمار في وقت سابق لمنظمات إغاثية تركية بالدخول إلى أراكان، وإدخال ألف طن من المساعدات الإنسانية كمرحلة أولى.
وتسعى منظمات الإغاثة التركية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 100 ألف أسرة في أراكان.
ولا يتوافر إحصاء واضح بشأن ضحايا الاعتداءات على المسلمين في ميانمار، لكن المجلس الأوروبي للروهنغيا أعلن في 28 أغسطس / آب الماضي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط.
فيما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ارتفاع عدد مسلمي أراكان الذين وصلوا إلى بنغلادش هربا من الهجمات التي يشنها الجيش والقوميون البوذيون في أراكان، إلى 146 ألفا.