“أسوس”، أجمل المناطق التركية ببحر إيجة الساحلية التي أسسها اليونانيون القدماء، وهي أيضا المدينة القديمة التي تختزل التاريخ، وتسبر أغواره من خلال أعمال تنقيب بدأت فيها منذ 219 عاما.
تقع في قرية بهرام قلعة بقضاء أيواجيك التابع لولاية جنق قلعة شمال غربي تركيا، وتُصنّف ضمن أهم المدن الساحلية في العصور القديمة.
بدايات أعمال التنقيب الأولى في المدينة القديمة، كانت عام 1800م على يد علماء آثار من الولايات المتحدة الأمريكية، بعدها توقفت لتُستأنف عام 1981 وتستمر إلى يومنا الحالي بدون توقف، ما جعلها بين المدن القليلة التي يتم التنقيب فيها طوال هذه المدة.
واحتضنت “أسوس” على مر التاريخ، العديد من الحضارات والمجتمعات المختلفة، وكانت تسمى في العصور القديمة بـ “ترواس”.
وفي الوقت الراهن، توجد قمة بركانية قرب المدينة الأثرية، فيما تقع قبالتها جزيرة “ميديلّي” اليونانية.
ومنذ 38 عاماً، يواصل علماء الآثار الأتراك، أعمال التنقيب في المدينة القديمة، وتوصلوا إثر ذلك للكثير من المعطيات التاريخية والأثرية، إلى جانب تخريج وتعليم أجيال جديدة من العلماء.
وفي حديث للأناضول، قال نور الدين أرسلان، رئيس قسم علم الآثار لدى كلية الآداب بجامعة 18 مايو في جنق قلعة، إنهم نجحوا في إدراج “أسوس” على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”.
ولفت “أرسلان” الذي يتولى أيضاً رئاسة لجنة عمليات التنقيب والحفر بمنطقة “أسوس”، إلى أن المنظمة تحدد معايير لإدراج مناطق على لائحة التراث العالمي، 6 منها تتعلق بالطبيعة، والبقية تتعلق بالميراث الثقافي.
وأضاف أن المكانة التاريخية التي تحظى بها “أسوس”، تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لعلم الآثار حول العالم.
وأوضح أنه تم إقرار مواصلة أعمال التنقيب في “أسوس” طوال أشهر العام دون انقطاع، عقب اجتماع لوزارة الثقافة والسياحة التركية.
وفي ما يخص فريق التنقيب في المدينة القديمة، قال الأكاديمي التركي إنه يضم مختصين وخبراء، إلى جانب طلاب من كليات الهندسة المعمارية وعلم الآثار القادمين من مختلف الجامعات التركية.
وأشار إلى انتظارهم قدوم وفود أجنبية خلال الأيام المقبلة، تضم علماء وباحثين من دول أخرى، لإجراء بحوث حول أعمال التنقيب في “أسوس”.
وتابع قائلا: “نستهدف استقبال الزوار هذا العام لرؤية أطلال المدينة القديمة، وفي هذا الإطار تم تهيئة الطريق القديم الذي يمر بين الأطلال الأثرية، وسيتمكن الزوار من اكتشاف المناطق التي تم الانتهاء من الحفر والتنقيب فيها، إلى جانب مشاهدة جانب من أعمال التنقيب المتواصلة.”
ولفت إلى أن أعمال الحفر والتنقيب بدأت في المنطقة لأول مرة عام 1800م، على يد فريق آثار تابع لمعهد الآثار الأمريكي، في اختيار جاء عقب دراسة وبحوث شملت العديد من المدن القديمة في كل من إيطاليا، واليونان ومصر وتركيا.
وبخصوص السبب الكامن وراء اختيار “أسوس” للتنقيب، قال “أرسلان” إنها من المدن القديمة التي حافظت على طبيعتها وهيئتها الأصلية حتى يومنا الحالي.
و”أسوس”، تأتي في طلعية المدن اليونانية القديمة التي تم الحفاظ عليها، وتضم مبنى للبرلمان وآخر للمسرح.
وبنيت المدينة القديمة على مستوى عال فوق مخروط من الصخور البركانية، والمنظر من القمة له أهمية جمالية تاريخية كبيرة.