أنهكوا الدولة العثمانية وأحرقوا مقر الخلافة.. قصة عساكر عُصاة
هي أحد أقوى مقومات الجيش العثماني، والتي كان لها فضل كبير في تحقيق انتصارات الدولة العثمانية. تكونت على يد السلطان “أورخان بن عثمان”. اشتهرت عبر التاريخ بأنّها من أقوى الفرق العسكرية في العالم.
بدأت فكرة الفرقة عندما قام السلطان أورخان بتربية الأطفال المشردين، وأيتام النصارى المتروكين، بسبب الحروب والفتوحات الإسلامية والمعارك داخل المدن.
عساكر الإنكشارية
الإنكشارية وبالتركية “يني تشري” أي العسكر الجديد أو الجيش الجديد، هي واحدة من أقوى الفرق عسكرية في الجيش العثماني، حيث لعبت دورا هاما في تحقيق الانتصارات في حروب الدولة العثمانية.
وتتميز الفرقة بأنها أقوى وأعظم طائفة عسكرية في الجيش العثماني، حيث كان يشتهر جنود الإنكشارية بالشجاعة والصبر في القتال وكانوا يشكلون تنظيما خاصا في الحروب وعلى الرغم من نسبتها صغيرة فقد كانت فعالة جدا ضد العدو في الجيش.
ومنذ نشأتهم التي تزامنت مع قيام الدولة العثمانية، لم يكن الإنكشاريون يخرجون إلى الحرب إلا برفقة السلطان العثماني، وهو الأمر الذي أبطله سليمان القانوني، حين أجاز لهم القتال تحت إمرة قائد منهم.
تدخلهم في شئون الدولة
بدلاً من أن ينصرف زعماء الإنكشارية إلى حياة الجندية التي طُبعوا عليها، راحوا يتدخلون في شؤون الدولة؛ فكانوا يطالبون بخلع السلطان القائم بحكمه ويولون غيره، ويأخذون العطايا عند تولي كل سلطان جديد.
وعندما بدأت الدولة في الضعف والانكماش، بدأ نفوذ الإنكشاريين في الظهور، فكانوا يعزلون السلاطين ويقتلون بعضهم.
السلطان محمود الثاني يحاول قمعهم
بعد تولي السلطان محمود الثاني سلطنة الدولة العثمانية سنة 1808، أيّد تطوير الجيش العثماني وضرورة تحديثه بجميع فرقه وأسلحته بما فيها الفيالق الإنكشارية، فحاول بالسياسة واللين إقناعهم بضرورة التطوير وإدخال النظم الحديثة في فرقهم، حتى تساير باقي فرق الجيش العثماني، لكنهم رفضوا عرضه. وتمردوا وانطلقوا في شوارع اسطنبول، يشعلون النار في مبانيها، ويهاجمون المنازل ويحطمون المحلات التجارية.
حرق مقر الخلافة الإسلامية
لم يقتصر تمرد الإنكشارية على حرق المباني وقط، بل طال غضبهم الباب العالي ” مقر الخلافة الإسلامية” فاجتمعوا من حول البناء وأشعلوا فيه النار. وبدأ الحريق من حيثُ مقر الصدر الأعظم.
إلى جانب كونها من الحرائق العامة في اسطنبول وكون عمارة أبنيتها من الخشب، تَحْمل هذه الحرائق معنى هاماً.
نهايتهم – الواقعة الخيرية
حين سمع السلطان محمود الثاني بخبر هذا التمرد عزم على وأده بأي ثمن، فاستدعى السلطان عدة فرق عسكرية من بينها سلاح المدفعية الذي كان قد أعيد تنظيمه وتدريبه، ودعا السلطان الشعب إلى قتال الإنكشارية.
وفي يوم 15 حزيران/ يونيو من عام 1826 بعد أن أخذ السلطان الفتوى من العلماء خرجت قواته إلى ميدان إسطنبول ودعا الشعب إلى قتال الإنكشارية. وبعد عجزهم عن المقاومة والقتال أطلقت المدفعية النار على مقراتهم، ونتيجة ذلك سقط 6 آلاف جندي إنكشاري.
وفي اليوم الثاني من المعركة أصدر السلطان محمود الثاني قرارا بإلغاء الفيالق الإنكشارية تماما، وقد دخلت تلك المعركة التاريخ باسم “الواقعة الخيرية”.
أقرأ أيضاً
وزير عثماني خان السلطان عبد الحميد الثاني وحاول إسقاط الخلافة..تعرف عليه
سلطان عثماني حرص على توحيد صفوف العالم الإسلامي والقضاء على الخطر الصفوي.. تعرف عليه
(خاص-مرحبا تركيا)