صدر قرار للسكان في محافظة إدلب، من قبل وزارة الداخلية في “حكومة الإنقاذ“، بعدم الاقتراب من مناطق الرباط والمناطق العسكرية “للحفاظ على أرواحهم من نيران قوات النظام السوري، تحت طائلة المساءلة الشرعية والقضائية”.
ويأتي القرار بعدما كثّفت قوات النظام السوري استهداف الآليات والسيارات والدراجات النارية قرب خطوط التماس، بواسطة الطائرات المسيرة المذخرة، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، سواء من المدنيين أو العسكريين.

ووقع أكثر من 5 هجمات خلال الأسبوعين الماضيين من قبل قوات النظام السوري، باستخدام الطائرات المسيرة “المذخّرة / الملغّمة”، على مناطق متفرقة ضمن نفوذ قوات المعارضة في أرياف إدلب وحماة وحلب، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى، بحسب تلفزيون سوريا.
ما نوعية المسيّرات ومن يستخدمها في إدلب
وتأتي خطورة الهجمات من كون الطائرات الانتحارية تحلق على علو منخفض وقريب من خطوط التماس، إلى جانب السرعة التي تتمتع بها، وفقاً لمراصد محلية ونشطاء مهتمين بالشأن العسكري.
وغالباً ما تنطلق المسيرات من خطوط التماس على مسافة لا تتجاوز الـ 3 كيلو متراً، وأحياناً تكون الهجمات بأكثر من طائرة أو طائرتين بنفس التوقيت.
يوضح “أبو أمين” العامل في مرصد (80)، أنّ “المسيرات الانتحارية هي محلية الصنع بتطوير من قوات الأسد والإيرانيين”.
ويشير إلى أنّ “المقذوف أو التفخيخ المستخدم في المسيرات هو تصنيع محلي”.
ويستخدم كل من “الحرس الجمهوري” و”الفرقة 25″ التابعين لـ”الجيش النظام”، المسيرات الانتحارية والذي يرمز لها بـ(FPV)، في الهجمات ضد الفصائل العسكرية في منطقة شمال غرب سورية، بحسب المرصد أبو أمين.
ويقول إن “المسيرات تحلق على ارتفاع منخفض لا يتجاوز الـ 35 متراً”.
ويرافقها طائرات بدون طيّار للتصوير، ومعظم هجماتها على الخطوط الأمامية للجبهة العسكرية في ريف حلب الغربي، وإدلب الجنوبي والشرقي.
ووفق “أبو أمين” استهدفت في هجماتها “أنفاقاً وآليات”، وزادت حدة إطلاقها منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سلاح رخيص
ويرى العقيد المنشق عن جيش النظام، أحمد حمادة أن المسيرات سلاح رخيص ولا توجد مخاطر من استخدامه، لذلك يلجأ النظام لاستخدامها في هجماتها ضد الفصائل العسكرية.
ويضيف: :سلاح المسيرات انتشر استخدامه في الحروب الحديثة لأنه يؤمن مدى رمي طويل ورخيص ويحقق الأهداف”، وفقا للسورية نت.
العقيد المنشق يقول إن اعتماد النظام على هذا السلاح ضد الفصائل يعني أنه يعد العدة لاستهدافات كثيرة.
ويتابع حديثه: “لأن المدفعية وباقي وسائط النار لا تصل إلى مدى طويل، فلا بد من وسائل أخرى وهي المسيرات بدلاً عن الطائرات المكلفة”.
ويتفق ما تطرق إليه العقيد المنشق مع معلومات المراصد المحلية، حيث تؤكد استخدام سلاح المسيرات من قبل قوات النظام بالتشارك مع الإيرانيين، بعيداً عن القوات الروسية التي تستخدم مسيرات خاصة بها وهي “لانسيت وزالا”.
ويعتبر حمادة أن “خبرات الطائرات الانتحارية متوفرة لدى إيران وميليشياتها فلذلك يتم استخدامها من قبل النظام”.
ووفقاً للمراصد المحلية، فإن أكثر الهجمات تركزت على خطوط التماس في مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، حيث تمركز القوات الإيرانية وحزب الله.
ولفت العقيد المنشق إلى أن عمل المسيرات يتبع لبعض أجهزة المخابرات التي تأتي بالمعلومة وبالتالي توجه الطائرة باتجاه الهدف.
اقرأ أيضا: الاستخبارات التركية تحيّد قياديا بـ واي بي جي الإرهابي شمال شرقي سوريا
اقرأ أيضا: السلطات التركية تضبط 50 مهاجرا غير نظامي غرب البلاد