أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء، تسجيل قرابة 7500 إصابة جديدة بمرض جدري القرود الأسبوع الماضي، بزيادة قدرها 20٪ عن الأسبوع السابق، جاء ذلك في ندوة عبر الإنترنت استضافتها مدينة جنيف السويسرية.
وقال غيبريسوس: “يتم تسجيل جميع الحالات تقريبًا في أوروبا والأمريكيتين، ومعظم الحالات من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال”.
وأوضح: “التركيز الأساسي لجميع البلدان يجب أن ينصب على التأكد من استعدادها لمرض جدري القرود، ووقف انتقال العدوى باستخدام أدوات فعالة للصحة العامة”.
وأضاف: “اللقاحات قد تلعب أيضًا دورًا مهمًا في السيطرة على تفشي المرض، وفي العديد من البلدان، هناك طلب كبير على اللقاحات، لاسيما من قبل المجتمعات المتضررة”.
وبحسب احصائيات الصحة العالمية، تم تسجيل 36 ألفاً و412 حالة مؤكدة مختبريًا بجدري القرود حول العالم حتى 16 آب/ أغسطس الجاري، و179 حالة إصابة محتملة.
وفي 7 آب/ أغسطس الجاري، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، أن انتشار مرض جدري القردة في العالم لا علاقة له بالقرود، بعد الإبلاغ عن تعرض هذه الحيوانات للاعتداء في البرازيل، وذلك خلال مؤتمر صحفي في جنيف.
وأوضحت هاريس للصحفيين أن: “ما يحتاج الناس إلى معرفته هو أن انتقال الفيروس الحالي يحدث بين البشر”، وذلك بعد ورود تقارير في عدد من المدن البرازيلية عن اعتداءات جسدية وتسمم للقرود، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وأضافت: “لا يمكن إلقاء اللوم على القردة في ارتفاع حالات الإصابة بجدري القرود في البرازيل بعد ورود تقارير في عدد من المدن عن اعتداءات جسدية وتسمم للقرود”.
اقرأ أيضا: أردوغان يتوجه الى أوكرانيا بزيارة رسمية
وأكدت هاريس: “القرود، رغم التشابه في الاسم، إلا أنها ليست الناقل الرئيسي للمرض وليس لها علاقة بتفشي المرض”.
لافتةً الى أن اسم جدري القرود جاء لأول مرة عام 1958م، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك.
وتعرض 10 قردة للتسمم أو تم إيذائها عمدا في أقل من أسبوع داخل محمية طبيعية بمدينة ريو بريتو، بولاية ساو باولو البرازيلية، وفقًا لتقرير أورده موقع G1 الإخباري.
ويشتبه رجال الإنقاذ والنشطاء في أن القرود قد تسممت وهوجمت بعد تأكيد وقوع ثلاث إصابة بجدري القرود في المنطقة، بحسب الغارديان.
وعالميا تم تسجيل أكثر من 28,100 إصابة و12حالة وفاة بجدري القرود الإسبوع الماضي، ما دفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة طوارئ صحية عالمية.
وأكد تيدروس غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، خلال مؤتمر صحفي: “غالبية الحالات المؤكدة كانت بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال تظهر عليهم أعراض المرض”.
وأضاف: ” المرض آخذ في التطور، ونتوقع استمرار اكتشاف المزيد من الحالات”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، ان الاتصال الوثيق بين الأشخاص، هو الوسيلة الأساسية لتفشي المرض، إلا أن خطر الانتقال عبر الرذاذ الجوي لم يتأكد حتى الآن.
وحذّر أطباء من أن مرض جدري القرود قد يكون له تأثير هائل في خدمات الصحة الجنسية والقدرة على تقديمها للمحتاجين إليها. ولم يُوصَف هذا المرض سابقاً على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر خلال ممارسة الجنس.
وأعلنت كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية سوزان هوبكنز، في وقت سابق، انتشار مرض جدري القرود بشكل ملحوظ بين المثليين ومزدوجي الميول الجنسية في كل من المملكة المتحدة وأوروبا.
ويُصنف جدرى القرود من الأمراض النادرة التي تُلتقط عادةً من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من إفريقيا، وهو من فصيلة مرض الجدري الجلدي، وأعراضه تماثل أعراض مرض الجدري الذي كان يصيب البشر في القرن الماضي، إذ يتسبب في ظهور طفح جلدي غالباً ما يبدأ على الوجه.
وينتشر الفيروس من خلال الإتصال الوثيق مع الحيوانات وبشكل أقل مع الأشخاص المصابين، كما ينتقل من لدغة حيوان مصاب، وعن طريق لمس دم الحيوان أو جسمة او فروه، وأيضاً عن طريق الجرذان والفئران والسناجب، وأكل لحم حيوان مُصاب لم يُطبخ بشكل جيد
وينتقل جدري القرود بين البشر، من خلال اللمس المباشر أو الفِراش، وكذلك استخدام مناشف شخص مصاب، والتعرض للسوائل التي تخرج من السعال والعطاس لشخص مصاب.
اقرأ أيضا: سفينة عبد الحميد خان تبدأ بأعمال الحفر في البحر المتوسط