• 29 مارس 2024
 ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟

ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟

ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟

محمد السكني – تركيا – تصارع البعض للضرب في عرض الحائط فلجئوا إلى اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية وغير مسلمة فهذه الادعاءات بنيت على عداءات وآراء سياسية خرج بها البعض للتزوير في ومضات التاريخ العثماني، فأصبح الاتهام بأن والدة السلطان محمد الفاتح مسيحية حديث الكثيرين الذين صدقوا بهذه الادعاءات ولم يعودا إلى التاريخ لتفنيد هذه الادعاءات النابعة من التوجهات السياسية الحاقدة على تاريخ عثماني حمل في مضمونه قصص الأساطير وألحان التاريخ وبطولات رويت بدماء الشهداء.

حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية

من أجل التحقق من قضية أو قصة تاريخية يتوجب عليك مواجهة التاريخ ومراجعة المراجع التاريخية والتثبت من الحقائق قبل توجيه الاتهامات وفرض الفرائض. وبشأن اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بالنصرانية وتأثر السلطان بملة والدته كانت هذه الاتهامات مفنده من بداية إطلاقها.

اقرأ ايضا: معركة نيكوبوليس.. الإعصار العثماني الذي غزا أوروبا

اقرأ ايضا:قيامة أرطغرل وقيامة عثمان مسلسلين أحيا تاريخ العالم الإسلامي واتهما بالسياسية

نظراً لأن الدولة العثمانية هي دولة إسلامية تطبق أحكامها وأركانها وفق نظام حكم إسلامي شرعي اباح الزواج من أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين، فلو كانت والدة محمد الفاتح مسيحية فلا يعد ذلك إهانة له أو تنقيص من شأنه بل حلل الإسلام الزواج من أهل الكتاب.

فما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها تتبع الديانة المسيحية ؟ هل ذلك من الحقيقة أم تلفيق ؟ فالوثائق التاريخية والثبوتيات التاريخية كشفت الحقيقة وفندت الادعاءات وكانت الحقيقة أن والدة محمد الفاتح كانت مسلمة ولجئ البعض إلى خط الأوراق وخلطوا بين والده محمد الفاتح وبين زوجه أبيه “مارا” الصربية ابنه ملك صربيا “جورج بروكوفيج” والتي تزوجها والده السلطان مراد الثاني.

ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟
ما هي حقيقة اتهام والدة محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟

الحقائق التاريخية لا تدعى بل تثبت

فالحقائق التاريخية لا تدعى بل تثبت من المراجع التاريخية والوثائق، فالعودة إليها يجعلك تتأكد، لكن في قضية الاتهامات الملفقة للسلطان محمد الفاتح لا يمكنك توجيه اتهام له، لأن محمد الفاتح سلطان عثماني فتح القسطنطينية وحقق حلم سلاطين بني عثمان والعثمانيين وسلالتهم، فكيف تكون أم محمد الفاتح مسيحية وتأثر بملتها واستطاع بعد ذلك فتح قلاع القسطنطينية.

وفي نفس الوقت حتى لو كانت والدته مسيحية للسلطان الفاتح محمد، فأن ذلك ليس معيباً أو حراماً بل سار على منهج الإسلام القويم الذي حلل الزواج من المسيحيات واليهوديات، فإن الكثير من الصحابة والسلاطين تزوجوا من أهل الكتاب، فسماحة الإسلام والشريعة الإسلامية تتعامل مع غير المسلمين بما فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين من القرآن الكريم والسيرة النبوية.

فلا يجوز القدح في شخص تزوج كتابيه على غير دينه فذلك لا يعتبر إنقاص من قيمة الشخص ومن بطولاته، لكن في قضية السلطان محمد الفاتح ووالدته ينبغي التثبت منها لأن ذلك يفتح أبواب الشك في نفوس المسلمين حول أساطير حققوا الانتصارات والبطولات وأصبحوا رمزا وأيقونة مكتوبة في عهد الدولة الإسلامية قبيل توجيه الاتهامات والادعاءات. وخاصة اتهام بأن محمد الفاتح مال إلى والدته المسيحية وتأثر بها وبمعتقداتها الدينية.

مؤرخين يثبتون

وبدروه، أثبت المؤرخ أحمد آق كوندز، بحسب وثائق وإثباتات تاريخية أن والدة السلطان محمد الفاتح مسلمة وليست مسيحية وتعرف باسم ” هما خاتون” ووالدها يدعى بـ”عبد الله” ويقع ضريحها في الجهة الشرقية من جامع “مرادية” ولا يزال لوقتنا هذا يسمى ضريحها بـ”محلة هما خاتون”.

 

وفندت أيضاً الوقفية التي كتبها قضاة عساكر الفاتح وتحمل طغراء السلطان، “وهي تكتب طغرة، وأصلها طورغاني بلغة التتار وتعني العلامة المرسومة على الرسالة وهذه المسميات تطلق على شارة تحمل اسم سلطان عثماني وكانت موجودة في أرشيف متحف “توب كابي”، وكذلك العديد من السجلات الشرعية في مدينة بورصة.

ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟
ما هي حقيقة اتهام والدة السلطان محمد الفاتح بأنها مسيحية ؟

وفند فرنسيين مؤرخين مثل “بجوي” اتهامات المدعين بأن هما خاتون والده السلطان محمد الفاتح تندرج من أسرة فرنسية واعتنقوا لاحقاً الديانة الإسلامية وهذا ما يؤكد حقيقة أن والدته مسلمة قطعياً ولا يمكن الشك فيه.

وكان الخلط بين مارا وهما خاتون سبب في التشكيك في التاريخ، فكانت مارا المسيحية معتنقة الطائفة الأرثوذكسية وهي زوجة السلطان مراد الثاني ولا تنجب الأطفال.

وفي غمار التاريخ تجلت القصص والروايات وبعد وفاة السلطان مراد الثاني رجعت مارا إلى صربيا، لكن في عام 1457 عادت مرة أخرى إلى القسطنطينية وفي عام 1487م توفيت مارا زوجة مراد الثاني.

اقرأ ايضا: مكتبة الفاتح في إسطنبول تزيح الستار عن أكثر من 40 ألف كتاب

اقرأ ايضا: مسلسل بربروس مسلسل تاريخي يروي حكاية أسطورة صاحب اللحية الحمراء

وفي زوايا تاريخ واقتباسات الماضي ستجد الكثير من القصص وجه إليها الاتهامات والادعاءات وكانت على باطل، فوالدة السلطان محمد الفاتح مسلمة وتعرف بـ”هما خاتون”. وبذلك وصلنا إلى نهاية الرواية وتثبتنا من الحقائق.

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *