تشهد المسلسلات الدرامية والأفلام التركية إقبالًا شديدا في إندونيسيا، لاسيما مع تطبيق إجراءات الحجر الصحي واضطرار الناس للبقاء في المنزل نتيجة جائحة كورونا.
قيم تربوية وأخلاقية، ومعلومات وافية حول تاريخ الحضارة العثمانية، تدفع بمحبي الدراما التركية في إندونيسيا إلى ملء أوقات الحجر المنزلي بمشاهدة مجموعة من الأفلام والمسلسلات.
وفي هذا الإطار، قالت ريني سيبتا (29 عامًا) إنها “كانت تضطر للذهاب إلى عملها كل صباح قبل الجائحة، ولكن مع قرار الحكومة بتقييد الحركة أصبحت مجبرة على العمل من المنزل”.
وأضافت ، أنا “احب مشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التركية للتغلب على الملل، مع اضطراري لقضاء معظم الوقت في المنزل”.
وتابعت: “أحب الأفلام التركية، فهناك العديد من القيم التربوية والدينية، يمكن تعلمها منها”.
** تعليمية وزاخرة بالتاريخ
وأوضحت سيبتا أنها “شاهدت بعض الأفلام التركية عبر منصات على الإنترنت، وفيلم الفاتح 1453، ومسلسل السلطان عبد الحميد الثاني من بين الأعمال المفضلة إليها”.
وأضافت: “سيكون من الأفضل قضاء الوقت في شهر رمضان، في تعلم قيم مفيدة من الأفلام التركية”.
وتابعت بالقول: “أحصل على معلومات حول الأفلام من مجموعة (أصدقاء أردوغان – إندونيسيا) عبر الإنترنت، التي تروج للأفلام بشكل متكرر خلال فترة تقييد الحركة”.
وأردفت: “يمكن تعلم القيم الأخلاقية والحصول على معلومات حول مجد الحضارة في عهد الدولة العثمانية، من خلال مشاهدة الأفلام التركية”.
وحول فيلم “الفاتح 1453″، نوهت إلى أن السلطان محمد، فاتح القسطنطينية “كان رائعًا”.
وعلى غرار سيبتا، يحب محمد هابيل (18 عامًا)، مشاهدة الأفلام التركية أثناء الحجر المنزلي، لأنها “زاخرة بتاريخ مجد الحضارة العثمانية في الماضي”، بحسب تعبيره.
وقال هابيل : “لا يمكنني الذهاب إلى أي مكان، خاصة عندما تم تحديد منطقتي الآن كمنطقة حمراء (خطرة)، لذلك أنا أستمتع فقط بمشاهدة الأفلام التركية في المنزل”.
وتابع: “لقد اكتسبت معلومات عن ثقافة المجتمع التركي خلال هذه الفترة”.
وأضاف أن مسلسل “السلطان عبد الحميد الثاني” هو العمل المفضل له، والذي يتناول أيضًا تاريخ فلسطين.
ومضى بالقول إنه “شاهد في المسلسل رفض السلطان عبد الحميد الثاني بشدة طلب الزعيم اليهودي (تيودور هرتزل) الذي أراد الاستيلاء على فلسطين”، مما دفعه إلى استكمال المتابعة.
ولفت إلى أنه معجب بالسلطان محمد الفاتح والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
** تجمعات على الإنترنت لمناقشة الأفلام التركية
ويتبادل محبو الأعمال التركية المعلومات حول الأفلام من خلال المجموعات عبر الإنترنت، وإحدى هذه المجموعات تسمى بـ “أصدقاء أردوغان – إندونيسيا”.
وقال محمد فخر الدين، مسؤول المجموعة، إنه “خلال الأسبوع الماضي كان هناك أكثر من ألف شخص طرحوا أسئلة حول الأفلام التركية عبر هذا التجمع”.
وأضاف: “لقد أتوا من خلفيات متنوعة فمنهم المدرسون والعاملون في المكاتب والطلاب ورواد الأعمال وربات البيوت والعاملون بالخارج، كما انضموا إلى مجموعة محادثة لمناقشة الأفلام”.
وأوضح فخر الدين أن “المجموعة تروج للأفلام التركية لمساعدة الناس على البقاء في المنزل والالتزام بالقيود الاجتماعية التي فرضتها الحكومة خلال جائحة كورونا”.
وتابع: “كل معلومة حول أي فيلم تتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي تجذب 20 ألف شخص تقريباً وتحصد مئات التعليقات.. إنهم متحمسون للغاية”.
ومضى بالقول إنه يأمل أن يتعلم الإندونيسيون معلومات حول التاريخ والحضارة التركية رغم بقائهم في المنزل، من خلال الأفلام.
واختتم فخر الدين حديثه قائلا إن “الأفلام التركية تربوية جدًا وتحظى بإعجاب الكثير من الناس”.