يجذب متحف “نيدا” وسط تركيا سياحًا من كل أنحاء العالم لما ينفرد به من عرض مومياوات “الراهبة الشقراء”، والأطفال الأربعة التي يعود تاريخها إلى نحو ألف عام.
تُعرض المومياوات التي لم يصبها أي ضرر؛ رغم مرور قرابة ألف عام على تحنيطها، في مكان خاص مصنوع من الزجاج في ما يسمى “متحف المومياوات”.
يقول مدير المتحف، فاضل أجيقغوز، أن المومياوات المعروضة في المتحف تحظى باهتمام كبير من قبل السُياح المحليين والأجانب.
وأفاد أن “مومياء الراهبة الشقراء تعود إلى فتاة شابة، من المرجح أنه تم العثور عليها داخل كنيسة (يلانلي) في وادي (إيهلارا) بمنطقة كبادوكيا، إضافة إلى إنقاذها من محاولة تهريب إلى الخارج من قِبل السلطات الأمنية، نُقلت إثرها إلى المتحف”.
وتابع: “المومياء بحالة جيدة، ولا يوجد فيها أي أضرار، سوى أن القماش الذي يغطيها أصبح باليًا، المومياء تعود لشابة في عمر 22عامًا، ويبلغ طولها 162 سم”. تم دفنها كما يبدو وفقًا للتعاليم المسيحية، حيث وضعت يداها على منطقة الصدر، ورأسها مغطاة بقماش أشبه بالحجاب، وشعرها مسدل من الجانبين إلى منطقة الصدر، وفي يدها اليمنى منديل مطرز بالألوان لكن لونه تلاشى قليلاً مع مرور الزمن.
وأوضح أجيقغوز، أن جسد المومياء الشابة مغطى بالقماش، وأن خبراء المومياوات في “ناشيونال جيوغرافيك” ، أجروا فحوصات عليها في 2005، وأكدوا أنها لم تنجب أي أطفال، لكون عظم الحوض لم يشهد توسعًا، وأنها “توفيت في شبابها، ويبدو أنها كانت شخصية مهمة”.
وأشار إلى أنها “لم تقتل بآلة حادة، ولم تتعرض لأي ضربات، بل توفيت نتيجة التهاب، وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها نتيجة فحوصات الحمض النووي المأخوذ من شعرها تبين أنها كانت تتغذى على المأكولات البحرية”.
ولفت إلى أن “المومياوات الخمسة تقرر عرضها في عام 2001، بعد أن تم إعداد أماكن لها بالمتحف مغطاة بالزجاج الخاص، وأنهم لا يفتحون ذلك الزجاج إلا للضرورة القصوى”.
وبيّن أن عملية التحنيط في منطقة الأناضول كانت تجري باستخدام مياه الصوديوم، وتجفيف الأعضاء الداخلية (الأحشاء)، حيث لا تتعرض المومياء لأي ضرر في حال بقائها في أجواء ملائمة.
وذكر أن مومياوات الأطفال الأربعة تم العثور عليها في “كنيسة تشانلي” في قرية “آك حيصار” التابعة لولاية أقسراي. أحدهم يبلغ من العمر 8 سنوات، والثلاثة الأخرين أصغر بكثير، وقد تم تغطيتهم بقماش مطرز”.
كما نوّه إلى أن المتحف يستقبل سنويًا ما بين 40 إلى 50 ألف زائر، ومن المتوقع ارتفاع أعداد السياح الذين سيتمكنون من رؤية آثار مهمة جدًا إلى جانب المومياوات.
من جانبه، قال مدير دائرة الثقافة والسياحة في ولاية نيدا، بصري أق دمير، أن جناح المومياوات من أكثر الأجنحة التي تجذب السياح في المتحف.
وأوضح أن مومياء السيدة أطلق عليها اسم “الراهبة الشقراء” بسبب شعرها الأشقر، ولكونها كانت مدفونة في كنيسة.
ورجح المسؤول التركي، أن “المومياء قد تكون راهبة بالفعل نظرا لغطاء رأسها ودفنها وفقًا للتعاليم المسيحية”.