باتت تركيا الوجهة المفضلة لرواد السياحة العلاجية الطبية، من كافة انحاء العالم، وخاصة السنغاليين والأوروبيين، وذلك لوجود أسباب عديدة، بينها انخفاض التكاليف والجودة العالية للعلاجات الطبية، ولهذا أولت تركيا اهتماماً متزايداً بهذا النوع من السياحة، يهدف إلى تنظيم سير عمل السياحة العلاجية ومنح شهادات معتمدة للمستشفيات المتمرّسة بهذا العمل.
اقرأ أيضا: أنطاليا تسطع في سماء السياحة العلاجية 2021
تركيا وجهة السنغاليين والأوروبيين الجديدة
وسابقاً كانت الوجهة المفضلة لدى السنغاليين في مجال السياحة العلاجية هي فرنسا وكندا، إنما بعد انهيار النظام الصحي في فرنسا أثناء تفشي جائحة كورونا، دفعهم الى البحث عن وجهات جديدة.
وكانت تركيا من أبرز الوجهات البديلة في السياحة العلاجية، باعتبارها واحدة من أكثر البلدان في العالم تقدما في هذا المجال، ولما تقدمه من خدمات صحية سريعة وعالية الجودة وشاملة.
ووفقاً لبيانات صدرت عن مؤسسة الإحصاء التركية، فإن المنشآت الصحية في البلاد، استقبلت 267 ألفا و461 مريضا أجنبيا في 2013، ليرتفع هذا الرقم إلى 642 ألفا و444 خلال العام الماضي.
وأفاد خيري فرقان قارقه، مدير فرع إحدى الوكالات التركية الناشطة في مجال الخدمات الطبية في داكار، بأن تركيا تجذب السنغاليين لما تتمتع به من إمكانات سياحية وصحية مميزة، بحسب الأناضول.
وأضاف: “تركيا توفر للسنغاليين خدمات طبية ذات جودة عالية وبأسعار رخيصة، فضلا عن إمكانية التسوق وقضاء إجازة”.
وأوضح قارقه: “المرضى الذين يحتاجون لفترة علاج طويلة أكثر من يقصدون تركيا لغرض السياحة العلاجية”، مبيناً أن المريض الواحد ينفق نحو 5 آلاف دولار في تركيا.
بدورها، قالت السنغالية أديا كوندي إنها فضلت تركيا لجودة الخدمات الطبية فيها، ولسهولة الوصول إليها دون عوائق بيروقراطية.
وقالت المواطنة السنغالية أديا كوندي: “كانت تركيا خياري المفضل لجودة الخدمات الطبية فيها، ولسهولة الوصول اليها دون عوائق بيروقراطية”.
وأضافت: “السنغاليين بشكل عام يفضلون فرنسا في السياحة العلاجية، لكن هذا الاتجاه تغير مؤخرا، بسبب فشل فرنسا في تقديم الخدمات الطبية اللازمة لمواطنيها، وقد يستغرق موعد الطبيب أشهرا وربما عاما”.
وقال رئيس جمعية قطاع معارض TOBB في تركيا جيهات ألاجوز، في وقت سابق: ” متوسط إنفاق السائح القادم إلى بلادنا في عام 2021 يقارب 750 دولارًا، ومتوسط إنفاق الزائر للعلاج يقدر بحوالي 2 ألف دولار”.
وأوضح: ” بلغ عدد القادمين إلى بلادنا للسياحة العلاجية 642 ألفًا و444 شخصًا، منهم 400 ألف زائر من أوروبا وحدها “.
وأضاف: ” وبلغ دخل السياحة 1.05 مليار دولار. مع إضافة الأرقام غير المسجلة، تقدر عائدات السياحة العلاجية بحوالي 2.5 إلى 3 مليارات دولار”.
وأشار الى أن أكثر مجالات العلاج التي يُقبل على الزوار هي التجميل وزراعة الشعر وجراحة القلب وجراحة العظام والأورام والتخصيب وعلاج الأسنان.
تركيا في الصدارة العالمية
وفي وقت سابق صرح مدير الملحق الثقافي والإعلامي التركي صالح أوزر، بأن تركيا أصبحت أحد أقطاب السياحة العلاجية على مستوى العالم.
وأوضح أوزر: “تركيا تحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في هذا المجال”.
وأضاف: “الدليل على ذلك، هو أن السياحة العلاجية في مدننا ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات ال10 الأخيرة، ونستثمر في تنمية قطاع الرعاية الصحية، وكذلك نوفر حالياً علاجات عالية الجودة بأسعار مقبولة جداً”.
وتابع: “يتوافد الزوار الأجانب الى المنتجعات الصحية في تركيا، بهدف الاستفادة من العلاج التجميلي المتطور، وبنفس الوقت الاستفادة من تقضية أوقات ممتعة”.
أنواع السياحة العلاجية في تركيا
وتتجزأ السياحة العلاجية في تركيا الى 3 أقسام هي:
السياحة الطبية: ويتركز هذا النوع من السياحة على الرعاية الطبية التي تقدمها المراكز والمستشفيات، المزوّدة بأحدث التقنيات والتكنولوجيا والمعدات المتخصصة في علاج الأمراض المزمنة والحرجة وكافة العمليات الجراحية.
السياحة الاستشفائية في المياه والينابيع الطبيعية: تعتمد هذه السياحة العلاجية على المصادر الينابيع الطبيعية في الحصول على العلاج من الآلام المزمنة والأمراض الجلدية، من خلال زيارة المريض إلى أحد الأماكن السياحية الغنية بالمياه المعدنية أو الكبريتية، والشواطئ الرملية التي تساعد في معالجة تقرّحات الجلد، وهي منتشرة في تركيا.
سياحة كبار السن والمعوقين: توفر الخدمات الاجتماعية الطويلة الأمد لرعاية مرافق المسنين أو إعادة تأهيل المرافق في المناطق الطبيعية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقاً، عن السياحة العلاجية: ” تركيا مهتمة بالسياحة العلاجية، القادمين من الخارج بهدف السياحة العلاجية، سيأتون إلى هذين المستشفيين (مطار أتاتورك وسنجاق تبه في إسطنبول) عبر الطائرات، ثم سنودعهم بالسلامة بعد استكمال علاجهم”.