إكرام طباسي – تركيا – تتميز مدينة كابادوكيا بالمشاهد الجيولوجية والتاريخية والحضارية الغريبة التي تجمع بين الطبيعة والفن المعماري السياحي، حيث تشكلت هذه المدينة نتيجة لتغيرات مناخية منذ القدم، فأصبحت كأنها لوحة فنية معمارية رسمت بدقة متناهية.
موقع مدينة كابادوكيا
تقع المدينة السياحية التاريخية إلى الجنوب الغربي من المدينة الكبرى مدينة قيصرية، أي بين أنقرة وسيفاس وقونيا.
المدن والوجهات المهمة في كابادوكيا
تتميز بعض المناطق والمدن ذات الطابع السياحي التى على السائح ألا يفوت فرصة زيارتها، والتمتع بمشاهداها الجميلة، منها مدينة أورغوپ وغوريم ووادي إهلارا، سِليمي، وغوزليورت، أوج حصار وأوانوس وزلفة. وكما توجد مدن تقع تحت الأرض ويجب زيارتها ويسمح للسياح دخولها، ديرينكويو، كايماكلي وغازي أمير وأوزكاناك.
أما القصور التاريخية والبيوت الكهفية التي يسمح للسياح زيارتها، توجد في أورغوپ وغوريم وغوزليورت وأوج حصار.
فيما يمارس السياح تجربة الترحال في وادي إهلارا، ووادي الدير (غوزليورت) وأورغوپ وغوريم.
مناطيد كابادوكيا الملونة
تعد المناطيد ذات الهواء الساخن من الأنشطة التي تجذب السياح في كابادوكيا توجد في غوريم، وهي أفضل الأماكن لركوب منطاد الهواء، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتكوينات الصخرية الرائعة و الوديان المثيرة للإعجاب، حيث يصل المنطاد الى ارتفاع 400 متر.
المناخ وأسباب تشكل مدينة كابادوكيا
يعود السبب الرئيسي في تشكل مدينة كابادوكيا إلي الظراهر المناخية، التي تعرضت لها المدينة في القدم، حيث تشكلت الصخور الرسوبية في البحيرات والمجاري المائية ورواسب البرقعان (Ignimbrite)، التي انفجرت من البراكين القديمة قبل حوالي 3 إلى 9 ملايين سنة مضت، خلال الفترة المتأخرة من الفترة الميوسينية والفترة بليوسينية تحت كبادوكيا.
أما صخور كابادوكيا بالقرب من غوريم فقد تآكلت لتصبح مئات من الأعمدة العجيبة في أشكال المنارات.
وعندما استوطن الناس مدينة كابادوكيا، قاموا بنحت هذه الصخور وصنعوا منها البيوت والكنائس والأديرة من رواسب الطوفة البركانية الخفيفة، حيث أصبحت غوريم مركزاً رهبانياً ما بين عامي 300-1200م، وتعود هذه الفترة الزمنية إلى العهد الروماني حيث اتخذوا غوريم وطنا لهم.
أشهر الكنائس في غوريم
الكنائس المعروفة في غوريم هي يوسف كوج وأروتا خانة ودرمس قادر وبزير خانة، أما البيوت والكنائس المحفورة في الصخور فهي موجودة في وادي أوزن دير ووادي باغل دير ووادي زمي، وهي تستعرض تاريخ المنطقة للزائرين.
ويعد متحف غوريم المفتوح إحدى أكثر المواقع تهافتاً من قبل الزائرين والسياح وهو كان مقر جماعة رهبانية في كبادوكيا وهو أحد أشهر المواقع في وسط تركيا.
ويحتوي المجمع على أكثر من 30 كنيسة منحوتة من الصخور والمزارات الصغيرة التي تحتوى على مرصوفات ممتازة من فنون تصويرات الفريسكو الجصية، والتي ترجع إلى فترة القرن التاسع والحادي عشر .
مدينة الكهوف في كابادوكيا
تتميز مدينة الكهوف في كابادوكيا، بوجود عدد كبير من التلال الصغيرة غريبة الشكل، التي تبدو وكأنها صواعد رواسب كلسية، أو مداخن.
وتشكل مدينة الكهوف مزيج مذهل لروعة الطبيعة والعمل البشري في الوقت نفسه، حيث ترتفع التكوينات الصخرية، والمناظر الطبيعية المتموجة بشكل فريد والتي تزيد من جمالها تلك القلاع التاريخية والأعمدة الجيرية والتي يطلق عليها اسم “الأعمدة الساحرة” الشامخة منذ مئات السنين، بالإضافة إلى مسارات المشي المدهشة والمدن الغامضة تحت الأرض، التي تجعل السياح يرغبون في التجول بها وكشف لغزها الغريب الذي يأخذ العقول.
كما أن الكهوف في المدينة التاريخية السياحية لم تتحول جميعها إلى متاحف، فمازال بعضها مساكن يقيم فيها الناس، وبعضها الآخر تحول إلى فنادق فريدة من نوعها.
مرج غوريمية
يعتبر مرج غوريمِيه “Görem” أنه المرج المركزي في كابادوكيا، تتشكل فيه مناظر طبيعية خلابة حيث تظهر الأعمدة الحجرية الشامخة والضخمة الناتجة عن التآكل الذي استمر على مدار السنوات بفعل المياه والرياح، ومنذ ذلك الحين اكتشف السكان المحليون بأن الجير مادة قابلة للحفر، حيث تم إيجاد قبل حوالي 4 آلاف عام الكثير من الحفر في المكان، واستخدمت الحفريات لأهداف متعددة منها التخزين والاختباء.
مساحة كبادوكيا والمسافة المسموحة للسياحة
بنيت مدينة كابادوكيا على عمق 40 متر تحت سطح الأرض، وتتكون من حوالي 18 إلى 20 طبقة، 8 منها فقط مسموحة للسياح.
وتضم المدينة أكثر من 1200 غرفة، وتشمل مطابخ وغرف رئيسية وحظائر أقبية وكنائس وأضرحة وغرف تخزين، ويمكنها إخفاء اكثر من 10 آلاف شخص، وقد أدرجت منظمة اليونسكومدينة كهوف كابادوكيا وحديقة جوريم الوطنية في “قائمة التراث العالمي” بوصفها تراث ثقافي وطبيعي في عام 1985.
سبب تسمية مدينة كابادوكيا بمدينة الجن
كما ذكرنا سابقا أن السبب الرئيسي في تشكل مدينة كابادوكيا، هي التغيرات المناخية والبراكين التي ساعدت في نحت وتشكل الصخور، وأخذت الشكل الذي نراه اليوم، فكان الناس في الماضي يعتقدون أن الجن هو من قام بنحت وتشكيل هذه الكهوف والأعمدة، التي تعلوها الصخور تشبه حبة الفطر أو كما يشبهها البعض بسطح القمر.
اقرأ ايضا: كهوف الملح في تركيا.. من أهم وجهات السياحة العلاجية
اقرأ ايضا: كهوف كابادوكيا: المكان الذي تعيش فيه الحضارات القديمة
اقرأ ايضا: تهافت السياح على تجربة جولات مناطيد الهواء الساخن في كابادوكيا
اقرأ ايضا: مصور أوكراني يعيش في كبادوكيا منذ أن زارها أول مرة