أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع، الثلاثاء، بوقفة تركيا “التاريخية” مع الشعب السوري خلال سنوات الثورة، ودعاها إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات مع بلاده.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس رجب طيب أردوغان، في إطار زيارة رسمية يجريها الشرع إلى تركيا.
وقال الشرع إن الشعب السوري “لن ينسى الوقفة التاريخية للدولة التركية” معه خلال فترة الثورة.
وأضاف: “أتقدم بالشكر للرئيس أردوغان (على تلك الوقفة)، والشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا طيلة السنوات الماضية”.
وأحسنت تركيا استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين فروا إليها من بطش نظام بشار الأسد بعد اندلاع الثورة ضد نظامه في مارس/ آذار 2011، فيما تبنت مواقف داعمة للشعب السوري، ورافضة للانتهاكات بحقه.
ولفت الشرع إلى أن “العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا”، معتبرا أن “الثورة السورية والتفاعل التركي معها عزز هذه العلاقات”.
ووصف الرئيس السوري العلاقات بين البلدين اليوم بأنها “أخوية ومتميزة”، مؤكدا على “أهمية تحويلها إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات لتحقيق الخير والازدهار لشعبينا”.
وأضاف: “بدأنا العمل ضمن هذا الإطار على التعاون المشترك في كافة الملفات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”.
وتابع: “نعمل معا على بقية الملفات الاستراتيجية الكبرى، وعلى رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة، وبما يضمن أمنا واستقرارا مستدامين لسوريا وتركيا”.
ودعا الشرع في هذا الصدد الرئيس أردوغان إلى زيارة سوريا “في أقرب فرصة ممكنة”.
ولفت إلى أنه ناقش مع الرئيس أردوغان “ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا وتطبيق اتفاق 1974”.
وتزامنا مع سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بعد حكم البلاد 61 عاما، كثّف الجيش الإسرائيلي هجماته على سوريا.
وبدأ الجيش الإسرائيلي بتدمير البنى التحتية والمواقع العسكرية التابعة للنظام المنهار، كما وسّع نطاق احتلاله في هضبة الجولان المحتلة.
ومع تقدمه في المنطقة العازلة المحيطة بالجولان، عمّق الجيش الإسرائيلي احتلاله في القنيطرة ليصل إلى مسافة 25 كيلومتراً من العاصمة دمشق.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل الرئيس الشرع إلى العاصمة التركية أنقرة، المحطة الخارجية الثانية له منذ توليه منصبه، الأربعاء الماضي.
وكانت السعودية المحطة الخارجية الأولى للشرع، حيث وصلها الأحد، وعقد خلالها مباحثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.
اقرأ أيضا: انطلاق اجتماع أردوغان والشرع في أنقرة
اقرأ أيضا: أردوغان: متوافقون في الآراء مع الإدارة السورية بكل القضايا