بدأت مؤسسة المعارف الوقفية التركية في السنغال، بانتهاج التعليم عن بعد، فور تعليق الدارسة في البلاد على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، لتكون رائدة في هذا المجال.
وتمكنت مؤسسة المعارف، من تأسيس البنية التحتية المناسبة للتعليم عن بعد، في مدارسها بالعاصمة داكار ومدينتي سانت لويس وتيس، بعد فترة قصيرة من تعليق الأنشطة التعليمية في البلاد اعتبارًا من 14 مارس/ آذار الماضي.
واستطاعت مدارسها الوقفية من ممارسة عملية التعليم عن بعد في أقل من أسبوعين، من بدأ تعليق العملية التعليمية، متفوقة بذلك على العديد من المدارس الخاصة التي لم تستطع إطلاق التعليم عن بعد إلا بعد نحو شهر من تعليق الدراسة.
وقال مدير كلية داكار التابعة لمؤسسة المعارف، رجب جان، إن مدارس المعارف، تمكنت من اتخاذ جميع التدابير اللازمة منذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس كورونا.
وذكر جان أن إدارة المعارف التركية توقعت انتشار الوباء في السنغال بعد وصوله إلى إيطاليا، بسبب وجود جالية سنغالية كبيرة تعيش في إيطاليا.
وأشار جان أن إدارة المدارس بدأت على الفور باتخاذ جميع الاستعدادات لإنشاء نظام للتعليم عن بعد، من أجل مواصلة العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا المستجد والتأقلم مع متطلبات الحالة السائدة في البلاد.
وقال: بدأنا بالتعاون مع الكادر الإداري والتعليمي في مدارس المعارف، بتنظيم الندوات والمؤتمرات ولمدة 10 أيام تقريبًا بواسطة برامج التعليم عن بعد عبر شبكة الإنترنت.
ولفت جان إلى أن إدارة المدارس، أخطرت أولياء أمور الطلاب بخصوص خطتها المتعلقة بالتعليم عن بعد، من أجل مواصلة العملية التعليمية، في الوقت الذي لم تكن السلطات الرسمية قد اتخذت فيه قرار تعليق الدارسة في المدارس بعد.
وأضاف: وعبر هذه الطريقة، طلبنا من أولياء الأمور المساعدة من أجل تسهيل عملية تكييف الطلاب مع النظام الجديد.
وتابع جان قبل حلول شهر أبريل/ نيسان الجاري، تمكنت مدارسنا في السنغال من بدء العملية التعليمية عن بعد، وذلك بعد أن أتممنا جميع التجهيزات اللازمة.
ولفت إلى أن إدارة مدارس المعارف التركية اكتشفت حجم التآزر بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، على مستوى جميع المراحل الدراسية، من أجل إنجاح تجربة التعليم عن بعد عبر الإنترنت.
وقال جان: يمكن للوالدين أيضًا في هذه العملية، من مراقبة حالة الطالب ومستوى مواظبته وأدائه الدراسي.
وأردف، لقد بدأت مدارس المعارف التركية أنشطتها التعليمية في السنغال قبل 3 سنوات، وهي تسعى بشكل مستمر في تحسين أدائها والاستفادة من التطورات الحاصلة في حقول التكنولوجيا والتعليم الرقمي.
منسقة التعليم عن بعد بكلية داكار، ماجويت مدون ديوب، ذكرت بأن العملية التعليمية شهدت عددا من الصعوبات في الأيام الأولى، لكنها واصلت المضي بنجاح متلاحق بزيادة مطردة.
وأوضحت، أن إدارة المدارس تتواصل باستمرار مع أولياء الأمور، عبر توجيه رسائل إلكترونية لهم بشكل منتظم عن سير العملية التعليمية لكل فصل وعن مدى تجاوب الطالب مع هذه التقنية الجديدة.
ولفتت ديوب أن المعلمين يحضرون إلى المدارس بعد اتخاذهم جميع الإجراءات الوقائية، ويقدمون دروسهم عبر الإنترنت للطلاب من الفصول الدراسية.
بدوره، قال هارون قهرمان، وهو مدرس لمادة اللغة التركية في بالكلية ذاتها، إن طريقة التعليم عن بعد ساهمت بمواصلة دوران عجلة التعليم في مدارس المعارف.
وأضاف قهرمان ، أن المعلمين يواظبون على تقديم الدروس للطلاب، وأن نسبة الحضور تتجاوز الـ 90 بالمئة، وهذا يدل على نجاح هذه العملية.
وقال: رغم أن هذا الوضع جديد، إلا أن التعليم عن بعد أثبت جدارته في الوصول إلى الطلاب ومواصلة دفع العملية التعليمية إلى الأمام.
وأوضح قهرمان أن المعلمين الأتراك، قاموا بإنشاء محتوى مناسب للتعليم عن بعد، خلال فترة قياسية لا تتجاوز الأسبوعين، وأن الطلاب قاموا بتحميل تلك المحتويات الدراسية على حواسيبهم، ومتابعة الدروس وأداء الواجبات المدرسية.
فيما ذكرت خديجة نديايا، وهي من طلاب الصف الحادي عشر في كلية داكار، أن المدارس قد أغلقت في السنغال لمدة شهر، في الوقت الذي واصلت فيه مدارس المعارف التركية العملية التعليمية عن طريق اتباع أسلوب التعليم عن بعد.
وقالت: أفضل أن أكون في الفصل الدراسي بالمدرسة ، لكن نظام التعليم عن بعد تمكن من إيصال الدروس إلينا، وجعلنا نبقى على تواصل مستمر مع معلمينا الذين يرسلون لنا الواجبات المنزلية عبر الإنترنت.