مقال رأي بقلم الكاتب: خالد جان سيز
انتخابات رئاسية وتشريعية مصيرية تتجه إليها تركيا في 14 مايو المقبل، تتزامن مع دخول البلاد المئوية الثانية، بعد مضي قرن على تأسيس الجمهورية، وسط تنافس شديد بين أبرز طرفين في الساحة، وهما مرشح «تحالف الجمهور» الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح «تحالف الأمة» المعارض كمال كليجدار أوغلو.
انتخابات تركيا 2023.. الناخبون المترددون كلمة السر
ويحق لأكثر من 64 مليون تركي المشاركة في الاقتراع، وانطلقت، الخميس، عملية التصويت للمقيمين في الخارج، وتستمر حتى 9 مايو المقبل، وتم تخصيص صناديق اقتراع في 177 ممثلية تركية في 74 دولة.
وسجّل 3.4 ملايين تركي أسماءهم للمشاركة في عملية الاقتراع خارج البلاد. وتضم ألمانيا أكبر عدد للناخبين الأتراك في الخارج، إذ يفوق عددهم 1.5 مليون ناخب، تليها فرنسا 397 ألفاً، ثم هولندا 286 ألفاً.
وبعد أن جال أردوغان في خمس مدن، على مدار يومين، أصيب بوعكة صحية، أبعدته ثلاثة أيام، عن مسار الحملة الانتخابية، ليظهر، السبت، في إسطنبول، حيث اعتلى منصة معرض تكنوفست للطيران، وألقى بالزهور على مؤيديه، الذين كانوا يلوّحون بالأعلام.

وبدا بصحة جيدة وهو يخاطب الحشود، وواصل التركيز على إنجازاته، كجسر أضنة ومحطة أكويو، أول محطة نووية في البلاد، وأعلن إطلاق «قرن جديد لتركيا»، متحدثاً عن جهود الحكومة لمساعدة ضحايا زلزال فبراير.
صناعة الدفاع
ووصل الرئيس إلى المعرض برفقة حليفه المقرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة، اللذين خاض بلداهما حروباً، باستخدام طائرات مسيّرة تركية، أدت دوراً محورياً فيهما، وفي أوكرانيا أيضاً.
وعمل أردوغان على تكثيف الصناعات الدفاعية محلياً، حتى وصل الاكتفاء الذاتي نحو 80%، بعد أن كان دون 20%.
وتوالت أخيراً إعلاناته عن إنجازات نوعية، إذ كشف عن أن أول طائرة نفاثة محلية ومأهولة (حر جيت) والإعلان عن إضافة محرك وطني للمقاتلة الحربية الوطنية (غوك باي)، ونجاح تجارب تحليق للمسيّرة الأضخم «كيزيل إلما»، وتسليم الجيل الثاني من الدبابة (ألتاي)، وتسليم السفينة الحربية المحلية «أناضولو» للجيش التركي، وهي إنجازات لها علاقة برؤية تركيا القوية ومكانتها في العالم.
ويحرر تطور الصناعات الدفاعية المحلية تركيا من القيود الخارجية، ويمنح القوات المسلحة قدرات لم تكن تتمتع بها سابقاً.
وتركز التحالفات والأحزاب في حملاتها وجولاتها الانتخابية على الناخبين المترددين، الذين يمثّلون نحو 10 في المئة من الناخبين في البلاد، وعدد كبير من هذه المجموعة من فئة الشباب، أو أولئك الذين سيشاركون في الانتخابات، للمرة الأولى، وما يميز هاتين الفئتين أنهما ستتخذان قرارهما بناء على العاطفة المبنية على الخوف أو الحماس.
برنامج المعارضة
في المقابل، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليجدار أوغلو إنه في حال فوزه بالرئاسة فسيسعى إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، بشأن انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وسيحافظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا، على الرغم من أنه وحلفاءه لا يرون أنه من الصواب غزو روسيا لأوكرانيا.
كما أشار إلى ضرورة تعيين حاكم جديد للبنك المركزي معقباً: «سيعمل على بعث الثقة في المجتمع المالي داخل تركيا وخارجها»، كاشفاً عن خطط لجذب 300 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي إلى اقتصاد البلاد.
استطلاعات الرأي
تظهر معظم استطلاعات الرأي أن الرئيس الذي حكم البلاد لعقدَين يتخلّف قليلاً عن منافسه العلماني أوغلو، وأن كمال، الذي يرأس تحالفاً من ستة أحزاب معارضة، في موقع جيد.
ويواجه أردوغان أصعب تحد في حكمه، فقد تمكّن أوغلو من تشكيل نوع من التحالف الواسع النطاق، الذي احتاج أردوغان إلى 20 عاماً لإتقان صياغته. ويضم تحالف المعارضة بعض حلفاء أردوغان السابقين، وليبراليين، وإسلاميين، وقوميين، بالإضافة إلى أكراد.
والجمعة، دعا حزب الشعوب الديموقراطي اليساري المؤيد للأكراد، والقوة السياسية الثالثة في تركيا، حلفاءه، إلى التصويت لكمال كليجدار أوغلو، ما يعقّد بشكل إضافي طريق أردوغان نحو ولاية جديدة.
أهم المعلومات عن الحدث المُرتقَب
1 – التصويت في الخارج بدأ 27 أبريل وينتهي 9 مايو
2 – يتوجه ناخبو الداخل إلى الصناديق الأحد 14 مايو
3 – جولة ثانية في 24 مايو إذا لم ينل أي مرشح 51%
4 – 64 مليوناً يحق لهم التصويت منهم 3 ملايين مغتربون
5 – الفئة العمرية (18- 29) تمثّل %25 من الناخبين
6 – في 19 مايو يتم الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات
7 – إذا أجريت جولة ثانية يتم الإعلان عن النتائج 1 يونيو
الجيل Z
تظهر دراسات واستطلاعات رأي سابقة أن الفئة العمرية المعروفة بـ«الجيل Z»، المولودين في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، سيلعبون دوراً في الانتخابات، بسبب تأثيرهم القوي في وسائل التواصل الاجتماعي، وحاجتهم إلى التغيير والتحرر.
اقرا ايضاً: الانتخابات التركية 2023.. عدد الناخبين الأتراك في الخارج يتجاوز المليون