• 16 أبريل 2024

محمد علي باشا المسعود، بن إبراهيم آغا القوللي، المُلقب بالعزيز، أو عزيز مصر، حاكم مصر في عهد الحكم العثماني، ما بين عامي 1805 و1848، وأشتهر بأنه “مؤسس مصر الحديثة”.

ولد في مدينة قولة الساحلية، في جنوب مقدونيا، عام 1769م لعائلة ألبانية، توفي والده ووالدته وهو صغير في السن، حيث أنه نشأ يتيما.

كيف تولى حكم مصر

كان محمد علي في الفرقة العسكرية التي حشدت من (قوله) مع الجيش العثماني الذي جاء إلى مصر لإخراج الفرنسيين منها سنة 1214هـ، وكان وكيل فرقة قوله، ولما انهزم الجيش العثماني في موقعة أبي قير سنة م1799، سافر رئيس تلك الفرقة إلى بلاده وأقام محمد علي مقامه، ورقي إلى رتبة بكباشي.

 بعد خروج الفرنــــسيين من مصر، طلب العسكر توليته على مصر حيــنما ضاق المصريون ذرعاً بحكم خورشيد باشا الوالي، لما امتاز بحسن سياسته ودهائه، فأقاموه على مصر والياً.

قام السلطان العثماني سليم الثالث بإصدار فرمان في التاسع من يوليو لعام 1805م، أقر فيه عزل خورشيد باشا من ولاية مصر، والقيام بتولية محمد علي على مصر. ولقب بـ(محمد علي باشا).

دوره في القضاء على الخلافة العثمانية في مصر

بعد أن نجح محمد علي في توطيد نفسه في الحكم، وأحاط نفسه بمساعدين من نصارى والأرمن وكَتَبة من الأقباط واليهود، واستجلب لنفسه مماليك جعلهم حكامًا للأقاليم، وكان في كل ذلك مستنفرًا لجموع المسلمين المصريين ومعبرًا عن عدم الاهتمام أو الاكتراث بهم، وبخاصة أن هؤلاء المساعدين قد أعانوه على سياسته الاستبدادية بين الفلاحين.

وسلك محمد علي وأتباعه من غير المسلمين سياسة من أبرز علاماتها الظلم والقهر والاستعباد ضد جموع الشعب المصري؛ فجمع حجج الأرض من الفلاحين وفرض عليهم السخرة، أو دفع ضريبة بديلة، نتج عن هذه السياسة كره الفلاحين الشديد لمحمد على وأعوانه، وهروبهم من الأراضي الزراعية، وترك قُراهم فرارًا من السياسة الظالمة، وأعرضوا عن الاشتراك في جيشه، حتى بلغ عدد الفلاحين الفارّين في عام واحد هو عام 1831م ستة آلاف فلاح.

فتح للتجار الأوربيين الباب على مصراعيه لدخول مصر والهيمنة على اقتصادها، وأصبحت مصر هي المزرعة التي تعتمد عليها أسواق أوربا من المنتجات الزراعية، وارتبطت مصر بأوروبا ارتباطًا حضاريًّا وتجاريًّا.

 حقق الاستعمار الأوربي هدفه في الاستفادة من المنشآت والإصلاحات المادية التي قام بها محمد علي، أما شعب مصر المسلم فقد سيطر عليه اليأس، ودفع ثمنًا باهظًا يفوق حجم كل إصلاح، وهو تحطيم هويته الحضارية التي صقلها الإسلام، والتي ميزت دوره خلال العصور الإسلام.

تمرده على الدولة العثمانية

لم يكتف بما ناله من الحكم في مصر، بل طمح إلى الاستيلاء على سورية، وجهز جيشاً بقيادة ابنه إبراهيم باشا للاستيلاء على سورية، واستولى عليها، وطمع بالاستيلاء على الأناضول، فستولى على أضنه وقونية وكوتاهية 1833م، وصارت أبواب استنبول مفتوحة أمام إبراهيم باشا، لكن الدول الأوروبية وقفت أمام طموحاته، وجردته من جميع فتوحه بمقتضى معاهدة لندن 1841، وقررت أن تكون ولاية مصر لمحمد علي ولذريته من بعده، ويخرج من بقية سورية.

وفاته

توفي محمد علي باشا بالإسكندرية سنة 1265هـ/ 1849م وعمره (83) سنة، ودفن بجامع القلعة، ولم تطل ولاية إبراهيم باشا سوى سبعين يوماً، فتوفي قبل أبيه، وهو في الستين من عمر.

أقرأ أيضاً

والي مصر محمد علي باشا يتمرد على الدولة العثمانية.. أبرز ما حدث في مثل هذا اليوم

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *