دفعت درجات الحرارة المرتفعة عن معدلاتها السنوية في تركيا، إلى بدء موسم سياحة الغوص مبكرا في منطقة قوش أداسي بولاية أيدن غرب البلاد.
وتعد المنطقة من أهم الوجهات السياحية وأماكن الاستجمام في تركيا، وتتميز بطبيعة خلابة، وتتيح لزوارها فرصة متميزة لاستكشاف جمال بحر إيجة من خلال الغوص في مياهه الفيروزية.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة للعام الجاري مقارنة بسنوات سابقة، خاصة في أبريل/ نيسان، إلى بدء موسم الغوص مبكرا، حيث اندفع السياح والمصطافون إلى المنطقة للاستمتاع بالغوص في مياه إيجة واستكشاف الأعماق.
وتضم المنطقة 7 مراكز متخصصة للغوص، توفر للسياح والمصطافين فرصة استكشاف جمال الأعماق، والغوص في 13 نقطة للشعاب المرجانية.
إحدى نقاط الغوص تحتوي على حطام أكبر الطائرات الغارقة في العالم، وهي طائرة الإيرباص A300، إضافة إلى حطام طائرة صغيرة، والعديد من الكهوف البحرية.
كهوف بحرية مثيرة
وقال مدرب الغوص تاغماج سراج أوغلو، إن موسم العام الجاري بدأ مبكرا، في ظل تزايد الإقبال على المصايف والمراكز السياحة في المنطقة، ولفت إلى أن الطقس الجيد جعل الموسم أكثر نشاطا مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضاف سراج أوغلو في أن شهر أبريل شهد نشاطا ملحوظا في مجال الغوص، بسبب الطقس الدافئ، خاصة أن الطقس ترافق مع انخفاض سرعة الرياح، فيما كان البحر هادئاً، بحسب الأناضول.
وأكد أن عشاق الغوص يستطيعون من خلال ممارسة رياضتهم المحببة استكشاف المراسي القديمة والقطع الخزفية التاريخية الموجودة في أعماق البحر، بالإضافة إلى استكشاف ينابيع المياه الساخنة الموجودة في الأعماق.
كما لفت إلى العثور على حطام قوارب قديمة غارقة في مناطق قريبة من منطقة الميناء، مضيفا: “نحاول إظهار جميع هذه القيم الجمالية لضيوفنا، وتزويدهم بمعلومات وافية عن المنطقة وتاريخها الممتد لآلاف السنين”.
وعن الكهوف البحرية، قال سراج أوغلو إن العشرات منها توفر لعشاق الغوص تجربة مميزة، وكثيرون يرغبون بتجربة الغوص في الكهف الواقع في منطقة باموجق، لأن ضوء الشمس يدخل إلى أعماق الكهف البحري.
وأشار إلى أنهم يساعدون عشاق الغوص في هذا الكهف، من أجل الحصول على تجربة مليئة بالإثارة.
وأضاف: “عندما نمر بالكهف، نشعر بالمياه الدافئة التي تمر بين الشعاب المرجانية”.
يستحق الزيارة
من جهته، قال السائح روس أوركهارت، الذي جاء من أسكتلندا إلى المنطقة للاستمتاع بممارسة رياضة الغوص، إنها المرة الأولى التي يغوص فيها في بحر إيجة في تركيا.
وأضاف: “لقد صادفت الكثير من المخلوقات البحرية في الأعماق، المكان رائع ويستحق الزيارة (..) أوصى الجميع بالغوص في المكان”.
أما سويل ترزي أوغلو التي تقيم على مقربة من المكان، فقالت إنها استقرت في قوش آداسي قبل نحو عامين، وبدأت بممارسة رياضة الغوص للتغلب على خوفها من الأعماق.
وأضافت: “في الأعماق يواجه المرء جمالًا ممتعًا وخلابًا للغاية، كما ينقطع الاتصال مع العالم الخارجي ويقف المرء على أعتاب أبواب مليئة بالإثارة”.
وأوضحت أن “ممارسة رياضة الغوص في قوش آداسي بمثابة علاج بالنسبة لي، فالمنطقة غنية جدًا بالحيوانات البحرية التي لا يمكن رؤية معظمها في بحري المتوسط وإيجة”.
وختمت حديثها بالقول إن عشاق الغوص يستطيعون استكشاف الكثير من الآثار القديمة في مناطق الغوص من خلال تجربة رائعة مليئة بالحماسة والإثارة.
وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال مهندس البرمجيات السائح الهولندي جان لينسكر إنه منذ 27 عاما يقضي شهرا ونصف سنويا في استكشاف جمال المنطقة، حيث بدأ تطوير مهاراته في رياضة الغوص، مفتونا بطبيعة المنطقة وبحرها.
انبهاره بجمال الجزيرة، وبداية رحلته في استكشاف جمال الأعماق ومراقبة الحياة البحرية، دفعاه لاستكمال أولى دوراته التدريبية في الغوص عام 1998، ليبدأ منذ ذلك الوقت ولمدة 25 عاما، زياراته المنتظمة إلى المنطقة.
وخلال 2024، سجلت عدة ولايات في تركيا درجات حرارة قياسية مقارنة مع الفترة الزمنية ذاتها خلال العام 2023، ما دفع بمديرية الأرصاد الجوية إلى إصدار تحذيرات بتجنب المناطق المفتوحة خاصة للأطفال وكبار السن.
اقرأ أيضا: سفينة أستوريا غراندي السياحية تصل ميناء صامصون بتركيا
اقرأ أيضا: تركيا.. انطلاق مؤتمر السياحة الحلال في إزمير