كشفت تركيا السبت عن أضخم مشاريعها في مجال إعادة تدوير البطاريات في ولاية ماردين والتي تستطيع إعادة تدوير وانتاج البطاريات.
ومن المتوقع بحسب متابعات مرحبا تركيا أن تسهم المنشأة بـ620 مليون دولار سنوياً لسد العجز في الميزان التجاري الخارجي لتركيا.
والمنشأة ستصبح أحد أهم المراكز في العالم، وبالأخص في مجال “إعادة تدوير البطاريات في المستقبل”، وفقاً لإمري كايش أوغلو، مدير عام المنشأة، والذي بدوره أشار إلى أنه بفضل دراسات البحث والتطوير الخاصة بهم، توصلوا إلى صيغ مختلفة لصنع نفايات ذات قيمة مضافة عالية، إذ يحتل منجم الفوسفات مكانة مهمة في هذه الصيغة، بالإضافة إلى المنشأة التي كانت تنتظر طوال 30 عاماً في منطقة في ماردين.
وعندما أدمجوا الصيغة التي طوروها مع الفوسفات في ماردين، ظهرت واحدة من المنشآت القليلة في هذا المجال ليس فقط في تركيا، ولكن على مستوى العالم أيضاً. فوفقاً للمدير العام، فإنه حتى قبل إنشاء هذا المرفق، كانت تركيا تشتري الأسمدة الفوسفاتية في الغالب من الخارج، لكن بعد تشغيل هذا المكان، انتهى الاستيراد تقريباً.
ولفت كايش أوغلو إلى مثلث صناعي مهم في هذا المجال، حيث يُحصل على خام البيريت عند استخراج النحاس من ولاية قسطمونو، وينقل إلى المنشأة في ماردين بالسكك الحديدية، حيث يُجرى فصله ومعالجته بطرق خاصة جداً لأخذ الكوبالت الموجود فيه.
أما عن ضلع المثلث الثالث فيقع في إنجلترا، وتحديداً في شركة Iconichem التي تمتلك المرافق الرائدة في العالم في هذا المجال، والتي استحوذت عليها الشركة التركية، ما مكنها من “نقل التكنولوجيا” إلى المصنع في تركيا.
ولا تقتصر ساق المملكة المتحدة على هذا، إذ تُحوَّل المواد المنفصلة أو المعالجة في ماردين إلى منتجات “ذات قيمة مضافة عالية” في المصنع في إنجلترا. وفيما تشكل هذه المنتجات المواد الخام لعديد من القطاعات مثل المحفز والزجاج والسيراميك وكذلك تقنيات البطاريات، يُنتظر بعد فترة وجيزة أن تُجرى كل هذه العمليات في تركيا، وسيجرى تجربة إنتاجات مختلفة في المنشأة في إنجلترا.
وتتمثل إحدى أهم قدرات هذه المنشأة في استعادة الكوبالت والنيكل والليثيوم وعناصر أخرى من البطاريات المستعملة. في الوقت الحالي، جرى توفير إمكانية إعادة تدوير البطاريات في بعض الأجهزة الإلكترونية ومنتجات مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، لكن الهدف الأساسي هو بطاريات السيارات الكهربائية.
بينما تعتبر البطاريات أهم مكونات السيارات الكهربائية، يعد الكوبالت ذو قيمة كبيرة لهذه البطاريات. وأهم قاعدة إنتاج لهذا العنصر هي مناجم إفريقيا. ومع ذلك، لا توافق الحكومات والشركات الدولية الكبيرة جداً على الظروف الإنسانية للعاملين في المناجم في إفريقيا. لذلك، يريدون اللجوء إلى مناطق أخرى. في هذه المرحلة تحديداً تبرز تركيا وجهةً رئيسيةً.
وفي هذا السياق، قال إيمري كايش أوغلو: “معاييرنا أفضل من تلك المقبولة في العالم. لهذا السبب، يمكن لإفريقيا والصين وتركيا أيضاً لعب دور رائد في هذا المجال. منشآتنا، لا تبرز فقط في إعادة تدوير البطاريات المنتهية الصلاحية، يمكنها أيضاً صنع المعادن الثمينة التي نحصل عليها من البطارية التي تتحلل لاستخدامها في إنتاج بطاريات جديدة. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه بعد فترة، سنكون قادرين على إنتاج المواد الخام لإنتاج البطاريات في هذا المصنع. نحن نبني نظاماً بيئياً قوياً للغاية”.
وختم كلامه قائلاً: “نحن منشأة تخلق نفايات سلبية. لا نعيد تدوير نفاياتنا ونعيد إدخالها في النظام فحسب، بل أيضاً نجمع النفايات من المصانع الأخرى. كما نولّد الكهرباء الخاصة بنا منها”. مشيراً إلى أنه بفضل هذه التقنيات باتت تركيا تمتلك منشأة متطورة تسهم في رسم مستقبل صناعة التعدين على المدى الطويل.
اقرأ المزيد.. http://rg/wiki/تصنيف:شركات_تركية_حسب_الصناعة
تجدر الإشارة إلى أن يمكن لتركيا أن تصبح مركزاً عالمياً جديداً بفضل المنشأة في ماردين التي تعد واحدة من أهم بوابات تركيا إلى العالم في مجال إعادة تدوير البطاريات، والتي ظهرت إلى العلن بعد ضخ استثمارات تجاوزت حاجز المليار دولارـ بحسب ما صرح به ممثلي الصناعة.