• 29 مارس 2024
 تقرير تركي يميط اللثام عن جرائم حرب ارتكبتها أرمينيا بحق أذربيجان

تقرير تركي يميط اللثام عن جرائم حرب ارتكبتها أرمينيا بحق أذربيجان

كشفت الإدارة التركية العامة للتحقيق في الشكاوي (مؤسسة ديوان المظالم)، أنها أعدت تقريرا حول جرائم الحرب التي ارتكبتها أرمينيا في أذربيجان.

وفي مقابلة مع الأناضول قال رئيس الإدارة شرف مالقوج، إن الهدف من إعداد التقرير ، مشاركته مع لجان حقوق الإنسان في برلمانات دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية ذات الصلة.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره باغ”، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت لنحو 4 أسابيع، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على محافظات كانت محتلة قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، مؤكدا أن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، على قبول الاتفاق مكرها

** زيارات لأذربيجان

أوضح مالقوج، أن الإدارة العامة للتحقيق في الشكاوي “تضطلع بمهمتين أساسيتين أولهما هو حل المشاكل بين الإدارات العامة التي تقدم الخدمات للمواطنين، وثانيهما العمل على حماية حقوق الإنسان وتطويرها على الصعيدين الوطني والدولي”.

وأضاف أن الإدارة التركية العامة للتحقيق في الشكاوي “انتهت من إعداد تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الجيش الأرميني في منطقة (قره باغ) في أذربيجان”.

وأردف مالقوج، أن مفتشين في الإدارة العامة للتحقيق في الشكاوي “أجروا خلال إعداد التقرير زيارات إلى أذربيجان وعاينوا المناطق المدنية التي تضررت بسبب الهجمات التي نفذها الجيش الأرميني”.

وتابع “خلال رحلتنا إلى أذربيجان تجولنا في مدن كنجه، وترتر، وغورانبوي، وأغدام وحتى العاصمة باكو”.

وأشار مالقوج، إلى أن أحياء في هذه المدن ” تعرضت لهجمات صاروخية رغم مواقعها البعيدة عن خطوط القتال”.

** جرائم ضد الإنسانية

وقال مالقوج، إن ” 94 مدنيا أذربيجانيا فقدوا حياتهم وجرح 414 نتيجة لهجمات نفذتها القوات الأرمينية على أهداف مدنية”.

وأوضح أنه “ووفقا للقانون الدولي، فإن الحروب والعمليات العسكرية التي تجري للدفاع عن النفس أو لأسباب مماثلة أخرى يمكن أن تحدث على خطوط الجبهة، وليس في المناطق المأهولة بالمدنيين”.

ولفت مالقوج، إلى أن “تعمّد استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين لاسيما تلك التي تبعد ما بين 100-150 كيلومتر من خطوط الجبهة تشكل جريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي”.

وأضاف مالقوج، أن “استهداف تلك المناطق يتعارض مع الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف”.

** أسلحة وقنابل محظورة

وذكر مالقوج، أنه وعدد من مفتشي الإدارة التركية العامة للتحقيق في الشكاوي، “شاهدوا بأم العين النتائج المؤسفة للهجمات الأرمينية التي استهدفت أذربيجان”.

وقال “تحدثنا إلى أقارب الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة الهجمات والذين أصيبوا فيها، كما تحدثنا مع الأطفال الذين فقدوا والديهما أو أحدهما”.

وأردف “رأينا المدارس والمنازل المدمرة (..) لقد رأينا الأضرار التي لحقت بأماكن العبادة جراء الهجمات الأرمينية”.

وتابع “رأينا كيف تم تدمير الثروات الطبيعية لأذربيجان، وكيف تم استخدام الأسلحة والقنابل المحظورة”.

وأشار مالقوج، إلى أنهم ” دونوا في التقرير الذي أعدوه كل المشاهدات ونتائج التحقيقات التي أجروها “.

** من مساجد إلى إسطبلات للخنازير.

وذكر مالقوج، أنه بعد انسحاب أرمينيا إثر وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تكشف للرأي العام العالمي حجم الدمار الذي أحدثته في المناطق المحتلة.

وقال، إن “هناك جرائم ارتكبتها أرمينيا ضد التاريخ في مدن شوشة وأغدام وترتر وكلبجار الأذربيجانية، حيث حولوا المساجد إلى إسطبلات للخنازير ودمروا قبور المسلمين”.

** تقرير للحاضر والمستقبل

ولفت مالقوج، إلى أن التقرير “مؤلف من 7 فصول، أبرزها مشكلة (قره باغ)، والوقائع التي جرى التحقق منها بعد التحقيقات الميدانية، وتقييم النزاعات من ناحية حقوق الإنسان”.

وأوضح أن التقرير “تضمن أيضا قوائم بأسماء المدنيين الذين فقدوا حياتهم نتيجة للهجمات التي شنتها القوات المسلحة الأرمينية، وأماكن استشهادهم”.

وأشار مالقوج، إلى أن الإدارة التركية العامة للتحقيق في الشكاوي “أرادت من خلال هذا التقرير عرض جملة من الحقائق التي ستكون مهمة للحاضر والمستقبل والتاريخ”.

وقال عبر هذا التقرير “حاولنا تحديد من ارتكبوا جرائم حرب وقتلوا مدنيين ودمروا الثروات الطبيعية وقتلوا أطفالًا ورضعًا و كبارًا في السن، والسعي لتوفير محاكمة هؤلاء القتلة أمام المحكمة الدولية”.

وذكر مالقوج، أن إدارته “ستشارك التقرير الذي أعدته مع لجان حقوق الإنسان في برلمانات دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات ذات الصلة حول العالم، كنوع من وفاء المؤسسة بمسؤولياتها تجاه الإنسانية وحقوق الإنسان”.

** دليل في المحاكم الدولية

وأعرب عن اعتقاده أن أرمينيا “لن تحاسب على الرغم من جميع جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد أذربيجان.

لكن مالقوج قال، إن النتائج والمعلومات التي توصل إليها التقرير “ستشكل دليلاً في المحاكمات الدولية تظهر حجم الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أرمينيا بحق أذربيجان”.

وشدد على أن تركيا وأذربيجان “ستتابعان الملفات المتعلقة بمحاسبة أرمينيا”.

وختم مالقوج بالقول: على العالم الذي لم ينس بعد مجزرة خوجالي والمجازر المشابهة التي ارتكبتها أرمينيا ضد المدنيين في مطلع تسعينيات القرن الماضي، العمل على معاقبة المجرمين من أجل أن لا تعيش البشرية بعد الآن تكرارًا لمثل هذه الجرائم.

وارتكبت القوات العسكرية الأرمينية مذبحة خوجالي في 25 فبراير / شباط عام 1992 عن طريق قصف المدينة التي تحمل المذبحة اسمها بقذائف الدبابات والمدافع على مدار ساعتين متواصلتين، ليسقط 613 مدنياً شهيداً، و487 مصاباً، ويأسر الأرمينيون 1275 شخصاً آخر لا يُعلم مصير 150 منهم حتى الآن.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *