كان الصدر الأعظم حاكم أوغلو علي باشا أحد أكثر الشخصيات قرباً للسلطان عثمان الثالث الذي اشتهر بمزاجه المتقلب. إلى أن نشبت الحرب العثمانية الإيرانية والتي تسببت في افساد العلاقة بينهما. حيث استشاط السلطان غضباً نتيجة عدم قيام الصدر الأعظم بالاستعدادات اللازمة للحرب.
ونتيجة لذلك عزله السلطان عن منصبه ليعين مكانه علي اوستا بك. وبعد أن قام السلطان بعزله أمر باحتجازه في برج الفتاة “قيز كولاسي”. ليبقي علي باشا ليلة بها ثم أرسله السلطان إلي المنفى.
هكذا أصبح الصدر الأعظم حاكم أوغلو علي باشا ثاني شخص يتم احتجازه في برج الفتاة “قيز كولاسي” الشهير بحكاياته المأساوية!.
أسطورة برج الفتاة
تدور حكايته حول سلطان كان يحب ابنته حباً جمّاً, وفي ليلة من الليالي راوده حلم أرّقه ونكد عليه حياته, كان فحواه أنه في عيد ميلاد ابنته الثامن عشر سوف تلدغها أفعى وتودي بحياتها
فلم يجد الأب الحنون؛ وسيلة لحماية ابنته سوى أن يبعدها عن اليابسة، حيث ردم جزءاً من مضيق الـ” بوسفور”، وبنى لها برجاً في محاولة منه لإبعاد احتمال وصول أية أفعى إليها
وفي يوم عيد ميلادها الثامن عشر، تلقت ابنة السلطان هدية؛ عبارة عن سلة مليئة بالفاكهة، مع ثعبان كان قد تسلل إلى داخلها؛ فلدغ الفتاة وقتلها، ولشدة الحزن والأسى عليها تم تسمية البرج “ببرج الفتاة”.
ونتيجة لهذه النهاية المأساوية بقي هذا البرج مهجوراً سنين طويلة إلى أن استخدم عام 1110 للميلاد كمحطة مخصصة للسفن القادمة عبر البحر الأسود، وأثناء حصار “القسطنطينية” عام 1453م استُخدم كبرج مراقبة، وبقي كذلك إلى أن حصل زلزال عام 1509م، وأدى إلى تدميره، كما أُحرق أيضاً عام 1721م.
ثم تم إصلاحه ليُستخدم كمنارة حتى عام 1829م، وحينها بدأ يستخدم بمثابة حجر صحي، وعام 1832م تم ترميمه من قبل السلطان “محمود الثاني”، حيث تم إضافة الدعم الصلب حوله كإجراء احترازي ضد الزلازل، كما تم افتتاح مطعم فخم جداً في الطابق الأول منه، ومقهى في أعلاه، ليوفر إطلالة ساحرة لا تُنسى.
ويعتبر “برج الفتاة” اليوم إرثاً تاريخياً يضاف إلى سجل “إسطنبول” الحافل بالمعالم الأثرية الهامة.
(خاص-مرحبا تركيا)