كما في كل منطقة تركية، تتميز بشيء خاص بها، يعكس عمقًا وتنوعًا ثقافيًا، يشغل “جاغ كباب” (كباب الأحباب)، مكانًا مميزًا في منطقة أرض روم، يضيف لتركيا بعدًا ثقافيًا وحضاريًا جديدًا، ويجذب مذاقه الأتراك والسائحين.
ورغم أنه يخص ولاية أرض روم الواقعة شمال شرق تركيا، لكنه يمتد إلى كل الولايات التركية، نظرًا لتميزه عن غيره من أنواع الكباب، من ناحية الطعم والشكل والتقديم، ويشغل بال الزائرين الأجانب، الذين يقبلون على تناوله.
ويظن الناظر لـ”جاغ كباب” للوهلة الأولى، أنه يشبه الشاورما “الدونر”، ولكن بشكل أفقي، أو أكلة “الكوكوريج” وهي الأحشاء المشوية، لكن بعد التدقيق والتذوق، يكتشف بأنه يقف أمام طعم مميز مختلف عن تلك الأطعمة، طعم قلّ نظيره.
تاريخ قديم لهذا النوع من الكباب، ولسهولة نقله تم عمله على شكل أفقي، جمع الأحباب فسمي “كباب الأحباب”، وكان لأفراد العائلة منه نصيب، لينتقل في الوقت الحالي لمشروع تجاري ناجح.
ولإعداده تُلف لحوم الخراف الطرية على سيخ كبير، يوضع بشكل أفقي، يدور فوق نار الحطب، ليقدم الكباب بشكل مميز، عبر أسياخ صغيرة، تقطع وتقدم حسب الرغبة.
أوزجان يلدريم، صاحب مطعم “شهزاده” بقلب إسطنبول، يعمل في مطعمه منذ عام 1989 في إعداد “جاغ كباب”، ويقدمه لزبائنه الراغبين والقادمين من مختلف مناطق العالم.
وعلى جدران المطعم، وضعت صور صحف عالمية ومحلية كثيرة، تطرقت لـ”جاغ كباب”، منها “نيويورك تايمز” الأمريكية و”الغارديان” البريطانية، وصحف مختلفة.
يلدريم قال للأناضول إن سائحين زاروا مطعمه منذ 10 سنوات، لا يزالون مواظبين على زيارة مطعمه، في كل مرة يزورون فيها تركيا، فضلًا عن إقبال عربي وآسيوي على المطعم من أجل تناول هذه الوجبة، والتقاط الصور التذكارية.
متحدثًا عن تاريخ الكباب، أضاف يلدريم: “هذا النوع من الكباب يخص منطقة أرض روم بتركيا، وقبل ذلك كان يقال عنه كباب الأشقياء، حيث يعد في الغابات، ويمكن حمله بسهولة بشكل أفقي”.
وتابع: “لاحقًا تم تسميته كباب الأحباب، ففي القرية يجتمع مجموعة من الناس، يذبحون خروفًا، ويعملون منه كبابًا يشوونه في مواقد البيوت، لا يأكلون لوحدهم، بل يتذكرون عائلتهم”.
وزاد: “لا ينسون العائلة، عندما يأكل الرجل سيخ كباب منه، يضع سيخين بجواره، لزوجته وأبنائه، لتنتقل هذه الطريقة من القرى للبلدات والمدن الكبيرة، وباتت طعامًا تقليديًا”.
وأردف: “هذا النوع من الكباب ميزته أنه من لحم الخروف المختار بعناية جدًا، ونحن من نذبح الخواريف (الخراف)، وننظفها في قطع منفصلة حسب المنطقة والحجم، والمواد التي توضع داخله عبارة عن ملح، وفلفل أسود، وبصل، ونقدمها لضيوفنا، ونضع فيه من محبتنا”.
وأشار إلى أنه “يختلف عن الدونر، وإن كان يشبهه بالشكل، ويشبه الكوكوريج أيضًا، الدونر من اللحم المطحون، ولحم العجل، أما جاغ كباب فهو من لحم الخروف المختار بعناية من مناطق محددة، لا يمكن عملها من خواريف كبيرة بالعمر، بل خواريف صغيرة”.
وتحدث عن مكانة وأهمية هذا الكباب في المجتمع التركي، قائلًا: “في تركيا له أهمية كبيرة حاليًا، في الدعوات الخاصة، وفي لقاء المجموعات الخاصة، بتقديم شيء مميز، يتم اقتراح جاغ كباب، في اللمات (التجمعات) المختلفة، وله مكانته المحفوظة”.