احتضنت جامعة ابن خلدون التركية في مدينة إسطنبول، الجمعة، فعاليات ندوة “فلسطين ومستقبل العلاقات الدولية”، بمشاركة أكاديمية من مختلف دول العالم، وفقا للأناضول.
الندوة تستمر يومين وتشهد جلسات تناقش الدور الأكاديمي حول فلسطين في العالم بمشاركة نخب علمية من عدة دول أوروبية وعربية وتتناول في 6 جلسات مستقبل العلاقات الدولية حول فلسطين.
وخلال الجلسة الافتتاحية، قال آتيلا أركان، رئيس جامعة ابن خلدون إن “مدينة القدس مدينة العلم والأديان، تئن تحت الاحتلال حيث قتلت إسرائيل كثيرا النساء والأطفال والشيوخ وتحولت إلى مجازر ولا يمكن لأحد في العالم قبول هذه التصرفات”.
وأضاف قائلا: “إسرائيل تقصف كل شيء حرمت الناس هناك من الطعام الدواء وتتحول غزة رويدا إلى مقبرة جماعية بعد أن كانت محاصرة لسنوات”.
إلى جانب قصف الجامعات ما حرم الطلاب من الدراسة وقتل آلاف منهم ومن الهيئات التدريسية بالقطاع، وفق أركان.
وشدد أن “غزة هي وجدان العالم وهناك دور مهم يقع على عاتق الأكاديميين ولهذا عقدنا المؤتمر ونحاول من هنا إسماع أصواتنا ووضع موقفنا أمام المجتمع الدولي الصامت”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
من جهته قال فاروق ياسلي تشيمن، عضو الهيئة التدريسية في جامعة ابن خلدون، في كلمته إن المؤتمر يبحث للمستقبل ويجمع أكاديميين من تركيا والعالم”.
وتنبع أهمية المؤتمر من أنه يهدف “لإظهار أصوات الباحثين عن السلام والعدالة وهم من كبتت أصواتهم في الدول الغربية”، وفق الأكاديمي.
وخلال يومين ستكون هناك 6 جلسات تشمل الانتقادات حول الفصل العنصري والعوامل الدولية حول قطاع غزة ومسائل عديدة، للبحث عن العدالة والسلام في فلسطين والعالم”، بحسب تشيمن.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات من رئيس مجلس الأمناء لوقف نشر العلوم بلال أردوغان، وعرفان غوندوز رئيس مجلس أمناء جامعة ابن خلدون، وبدأت بتلاوة قرآنية.
ويشارك في الفعاليات التي أقيمت في جامعة ابن خلدون، أكاديميون ونخب ومفكرون من دول العالم من العالم العربي وأوروبا وأمريكا، من مثل كمالين شعث رئيس الجامعة الإسلامية السابق في غزة، ووضاح خنفر رئيس منتدى الشرق، والطبيب النرويجي مادس غيلبرت، والبروفسور طلال أسد من أمريكا.
وبعد الكلمات الافتتاحية قال غلبيرت الذي كان في قطاع غزة في كلمته: “سنكون إلى جانب فلسطين ضمن التيارات التي تسير في العالم حاليا، ما ترونه في الفيديو (الذي استعرضه خلال كلمته) ليس زلزالا هو كارثة بفعل الإنسان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدعم من أمريكا”.
وأضاف: “هي سياسة إزالة وإلغاء وتطهير عرقي، الخسائر والقتلى كثيرون، يجب أن نتحدث عن الوقائع وعن محاولة إنشاء حياة أخرى في غزة من قبل إسرائيل”.
وعن فترة بقائه في غزة قال: “عملت مع أصدقائي بمستشفى الشفاء (مدينة غزة) وكانت أكبر تجربة عمل وتعلمت منهم كثيرا وكان يحصل قصف خلال عملنا”.
وواصل كلامه: “اليوم نشهد انهيار بقاء إسرائيل دون محاسبة، وسيؤدي ذلك لتحرير فلسطين وأتمنى أن تُعودوا أنفسكم بأن لا تتخلوا عن الحديث عما يجري في فلسطين وإن حصل وقف إطلاق النار”.
الفلسطينيون بحاجة لدعم على مدى سنوات ليس لأنها اشتباكات فقط بل هي حرب احتلال من البداية وغزة تعاني، يواصل الطبيب.
وأكد بالقول: “نحن بحاجة إلى نظام عالمي جديد مع فرض وقف إطلاق النار، يجب وقف إسرائيل التي لا تحاسب على جرائمها واستيطانها”.
وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت محكمة العدل الدولية قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948 وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ورغم قرارات “العدل الدولية” الداعية إلى وقف الحرب ضد الفلسطينيين دون أن تتضمن نصا لوقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها على قطاع غزة، وتبتعد عن اتخاذ خطوات لإنهاء المأساة الإنسانية.
وعن الوضع الصحي قال الطبيب النرويجي: “نكبة ثانية تشهدها فلسطين والوضع الصحي الطبي صعب جدا والأوضاع المعيشية في غزة تأثرت بشكل كبير”.
وتساءل الطبيب غيلبرت: “المستشفى عامة هو ملجأ للمرضى فلماذا يتم استهدافه؟ كانت غزة جميلة وعشت فيها أوقاتا طويلة وكنت شاهدا كيف منعت إسرائيل الحياة فيها، وبينما كانت ملتقى الحضارات باتت بدعم أمريكي غير صالحة للحياة”.
وتكلم الطبيب النرويجي عن ثلاثي الموت في غزة بالقول: “الأمراض والعطش والجوع هي ثلاثي الموت في غزة هناك أمراض مزمنة لدى البعض وهناك أمور أخرى”.
وأردف: “وبهذا الصدد يجب وقف الضغط طبيا على الفلسطينيين، مستشفى السرطان في غزة تم قصفه من قبل الدبابات وإفراغه ولهذا لم يتمكن مرضى السرطان من العلاج في تركيا، لا أعرف ماذا تنوي تركيا لكن أرى أنه يجب إعادة إنشاء هذا المستشفى”.
ونهاية أكتوبر الماضي أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني تعرض لقصف الطيران الإسرائيلي، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة، وخروج المستشفى عن الخدمة جراء الحرب.
وموّلت الحكومة التركية بناء المستشفى (2011-2017) الذي يعد من أكبر المشافي في فلسطين، والوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان بغزة، بمساحة 34 ألفا و800 متر مربع، ومؤلف من 3 طوابق، ويحوي 180 سريرا.
اقرأ أيضا: تحالف الولايات المتحدة وتركيا يسير في الاتجاه الصحيح
اقرأ أيضا: فيدان: مجلس الأمن فشل بغزة وينبغي إصلاح الأمم المتحدة