ليست المرة الأولى التي نرى فيها حراس الليل يتجولون في حواري وشوارع إسطنبول لتوفير الأمن والطمأنينة للأهالي، بل ظهرت هذه الخدمة منذ عشرات السنين وبدأت في الاختفاء بداية من عام 1991 لتعود مرة أخرى بقوة عام 1996 بعد صدور القرار رقم 772 في القانون التركي المسمى ب “قانون حراس الأحياء والأسواق” والذي يهدف حماية المدن التركية منذ غروب الشمس وحتى شروقها. وتمت اخر مفاضلة عام 1974.
نسور الليل
واليوم نجد هذه الخدمة تعود مجدداً ولكن تحت مسمى جديد “نسور الليل” لتنطلق للقيام بمهمتها اعتباراً من الاثنين 14آب/أغسطس
ونسور الليل، وهي مجموعة من الحراس الليليين يقع على عاتقهم حراسة أحياء المدينة.
وفي 8 شباط/ فبراير الماضي فتحت مديرية أمن إسطنبول باب المفاضلة لمسابقة اختيار حُراسٍ للأحياء المختلفة في المدينة، وتمّ اختيار 700 من أصل 8 آلاف و320 متقدم. خضعوا لدروس نظرية وعملية، من قِبل شرطة المهام الخاصة، وتضمنت الدروس كيفية توقيف السيارات واستخدام السلاح.
وبعد تجاوز الحراس الاختبارات والامتحانات التي أعقبت عملية انتقائهم، انطلق 386 حارساً للقيام بمهامهم الجديدة اعتباراً من
وحول جدول أعمالهم من المقرر أن يعمل الحراس 6 أيام في الأسبوع، وبدأوا عملهم اليومي من غروب الشمس حتى شروقها في اليوم التالي، وسيخصص لكل حي حارسين أثنين.
وحول آلية العمل ستكون في المرحلة الأولى من بدء العمل سيقوم الحراس بمرافقة رجال الشرطة الذين ينظمون دوريات في ساعات المساء في الأحياء والأزقة، للتعرف أكثر على طبيعة العمل.
على الصعيد ذاته سيبدأ 314 حارساً آخراً عملهم بعد إتمام دوراتهم التعليمية المستمرة، وباقي الإجراءات القانونية التي تخوّلهم ممارسة وظائفهم الجديدة.
الخطف والسرقة في إسطنبول
ربما يكون العرب المقيمين في إسطنبول هم الأكثر استفادة من عودة هذه الخدمة، فلم يعد يخفى على أحد في تركيا قصص الخطف والسرقة التي تحدث في مدينة إسطنبول التي يقطنها أكثر من 15 مليون إنسان من جنسيات مختلفة، فما بالك بعد أن تحوّلت مؤخراً إلى قبلةً للعرب عامة وللسوريين خاصة.
لدرجة أن الدراما التركية عرضت نوعا من هذه القصص في إحدى مسلسلاتها، ربما لتأكد ان ما يتم تداوله بين الناس هو صحيح على الغالب، ففي المسلسل التركي الشهير kaçak “الهارب” سلط الضوء في إحدى حلقاته على معاناة الأطفال السوريين وكيف تقوم عصابات المافيا بخطفهم وإجبارهم على “الشحادة” في الطرقات وإجبارهم على القيام بالكثير من الأمور الأخرى.
وتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة ظاهرة السرقة في مدينة إسطنبول، حيث يستهدف السارقون بالدرجة الأولى المقيمون العرب، والسياح الذي تقدر أعدادهم بالملايين يصلون المدينة السياحية سنوياً، وتتركز في المناطق التي يقطنها العرب ويرتادها السياح وتضعف فيها الإجراءات الأمنية.
تصريحات مدير أمن إسطنبول
بدوره قال: مدير أمن مدينة إسطنبول مصطفى جليشقان في خطاب ألقاه أمام الحرّاس الجاهزين لاستلام مهامهم الجديدة،، إنّ الغاية الأساسية من الإقدام على هذه الخطوة، هي مساعدة رجال الأمن والشرطة في إحلال الأمن والاستقرار في المدينة، وإشعار السكان بالأمن والاطمئنان.
كما أكد خلال حديثه أنّ مديريته أطلقت على حراس الأحياء اسم نسور الليل، مشيراً أنّ على الحراس بذل المزيد من الجهود لتوفير الأمن للمواطنين وكسب ودهم ومحبتهم.
ولفت أن نظام حراسة الأحياء، تطبق أولاً في مدينة إسطنبول، وأنه في حال نجاحه سيتم تعميم النظام على باقي الولايات التركية.
ودعا المشاركين أن يكونوا جادين في عملكم وأن يتحلوا بالصبر والمتانة منوها أن الاسم الذي أطلق عليهم لم يأت عن عبث، وقال:”نرجو أن تكونوا لائقين لهذا الاسم، وسيشعر الناس بالاطمئنان عندما تبدؤون عملكم”.
وبين مدير الأمن أنه في بداية المرحلة سيبدأ الحارس عمله إلى جانب واحد من أفراد الشرطة، والهدف من هذه الخطوة، تعريف الحراس على الأماكن التي سيعملون فيها، وفي المراحل التالية سنخصص حارسين لكل حي”.
ونبه جليشقان حراس الأحياء بعدم التردد في استخدام صلاحياتهم القانونية أثناء مشاهدتهم مخالفات تُرتكب.
وطالبهم في ذات الإطار أن يستخدموا السلاح ضمن إطار القانون، وضرورة الاطلاع على صلاحياتهم بشكل جيد، وقال ” هذا سيساهم في رفع ثقتكم بأنفسكم، والتزموا الأخلاق الحميدة في خطاباتكم مع السكان، واعلموا أنّ الدولة وُجدت لرعاية شؤون المواطنين وتوفير أمنهم وسلامتهم”.
كما أكد أن مديرتيه لن تتردد في إعفاء أي حراس عن مهامه في حال ارتكب خطأً أو أهمل وظيفته.
انتقادات حول الخدمة
يثير الإعلان عن خدمة “نسور الليل ” انتقادات بعض الأتراك خاصة وأنهم سيتخفون بالزي الشعبي حتى لا يستطيع أحد التفريق بينهم وبين عامة الشعب. فيقول البعض أن الهدف من هذه الخدمة ليس حماية المدينة بل مساعدة المخابرات في تجميع أكبر عدد ممكن من المعلومات خاصة وأنهم سيينتشرون بين الشعب. وكذلك انتقد البعض الأخر منحهم صلاحية استخدام للسلاح.
(خاص-مرحبا تركيا)