أطلقت جامعة العلوم الصحية التركية، مبادرة لإعادة إحياء “المدرسة الطبية العثمانية في الشام (دمشق)” بسوريا، والتي تُعتبر من أبرز الموروثات العثمانية في مجال التعليم الطبي الحديث.
وبحسب بيان صادر عن الجامعة، السبت، فإن المدرسة التي تأسست في عام 1903 بتوجيهات من السلطان عبد الحميد الثاني، كانت تهدف إلى نقل مهمة ورسالة “المدرسة الطبية العثمانية” في إسطنبول إلى دمشق، ويجري حاليا العمل لإعادة إحيائها.
هذه المدرسة، تأسست في فترة الدولة العثمانية بهدف تقوية البنية التحتية الصحية في المنطقة، وتدريب الأطباء المؤهلين، ونشر المعرفة الطبية الحديثة، وفتحت حينها أبوابها للطلاب من سوريا والمناطق المجاورة في وقت قصير.
وتم تصميم المدرسة في دمشق كمؤسسة تعليمية شقيقة للمدرسة الطبية العثمانية في إسطنبول، وأصبحت واحدة من أولى مدارس الطب الحديث في المنطقة، بما يعكس رؤية الدولة العثمانية في التعليم والصحة والتنمية.
وبعد الاحتلال الفرنسي لسوريا (1920-1946)، توقفت أنشطة المؤسسة لفترة من الزمن واستخدمت لأغراض أخرى، ولكن هدف المبادرة التي أطلقتها جامعة العلوم الصحية اليوم هو جعل المدرسة تلعب دورًا محوريًا في مجال التعليم الطبي الحديث، كما كانت في الماضي.
وقال رئيس الجامعة البروفيسور كمال الدين أيدين، في البيان، إن هذه المؤسسة التاريخية في العاصمة السورية دمشق، تُعد جسرًا علميًا وأخويًا بين الماضي والحاضر.
وأوضح أيدين، أن هدف جامعته هو إحياء هذا الصرح التعليمي الذي افتتحه السلطان عبد الحميد خان، في عام 1903 بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي التركية والسورية.
وشدد على أن هذا المشروع ليس فقط عبارة عن إعادة بناء للمبنى، بل هو إعادة بناء لفهم العلوم في حضارة بأكملها.
وتوجه أيدين، بالشكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على دعمه لهذا المشروع.
وقال: “فخامة الرئيس يمنحنا القوة من خلال الأهمية التي يوليها لتاريخنا ومشاريعنا، ولا شك أن هذه الخطوة تحمل قيمة كبيرة في الحفاظ على إرث السلطان عبد الحميد، وإضاءة الطريق نحو المستقبل”.
وأشار أيدين، إلى أن جامعة العلوم الصحية التركية تقدم خدمات التعليم الصحي في المنطقة من خلال كلية الطب في منطقة جوبان باي (الراعي) في سوريا.
وأكد أن إحياء المدرسة الطبية العثمانية في دمشق سيُسهم في توسيع هذه الرؤية.
وذكر أيدين، أن كلية الطب في جوبان باي (شمالي سوريا)، تعمل على إزالة آثار الحرب وتقديم الخدمات الصحية لسكان المنطقة، وأن هذه الرؤية سيتم نقلها إلى دمشق هذه المرة.
وأضاف: “الآن، هدفنا هو نقل هذه الرؤية إلى دمشق وتقديم الأمل والصحة مجددًا إلى سكان المنطقة من خلال هذه الصرح الذي أنشئ بأوامر من السلطان عبد الحميد”.
ولفت أيدين، إلى أن “دبلوماسية الصحة واحدة من أقوى الطرق لبناء السلام والأخوة، ومن خلال هذا المشروع، سنحافظ على تاريخنا وسنهدي مستقبلا دائما للمنطقة”.
ومن المتوقع أن يتم تجهيز المدرس في إطار مبادرة إعادة الإحياء بسرعة لتكون جاهزة للتعليم بعد الدبلوماسية بين الدول، على أن يبدأ قبول الطلاب بدءًا من العام الأكاديمي 2025-2026.
اقرأ أيضا: وزير التجارة التركي: فتح معبر يايلاداغي مع سوريا أمام التجارة قريبا
اقرأ أيضا: فيدان: الوقوف مع المظلومين في سوريا شرف كبير لتركيا