حذرت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، من عدم تمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية عن طريق معبر باب الهوى على الحدود السورية مع تركيا، وذلك في مؤتمر صحفي عقده “دوجاريك” بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوجاريك: “الاحتياجات الإنسانية غير مسبوقة حيث يحتاج اليوم 14.6 مليون رجل وامرأة وطفل إلى المساعدة، وهو ما يمثل زيادة قدرها 1.2 مليون شخص عن عام 2021 وهو أعلى مستوى منذ بدء الأزمة السورية”.
وأضاف: “يعزى الارتفاع السريع إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والنزوح المستمر والقتال المستمر في بعض مناطق البلاد والصدمات المناخية”.
وتابع: “كما أن أكثر من 90 بالمئة من السوريين يعيشون حاليًا في فقر وقد وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات تاريخية”.
وأوضح دوجاريك: “بحال تم إغلاق هذا المعبر، فسوف تزداد معاناة الملايين من الرجال والنساء والأطفال في سوريا”.
وأكد: “نحن بحاجة إلى إيصال المساعدات عبر الحدود وكذلك إلى إيصال المساعدات عبر طريق دمشق، لكن إيصال المساعدات عبر هذين الطريقين فقط لن يكون كافيا”.
وأضاف: “وصلنا إلى أكثر من سبعة ملايين شخص بالمساعدات المنقذة للحياة شهريا طوال 2021، وهذا يشمل ما معدله 4.5 ملايين شخص محتاج تم الوصول إليهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة (النظام السوري)”.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: الجوع بلغ أعلى مستوياته في اليمن منذ عام 2015
وأشار الى أن الأمم المتحدة وصلت مع شركائها إلى 2.4 مليون شخص آخر في شمال غرب سوريا من خلال إيصال المساعدات العابرة للحدود، وقال: “نأمل بشدة أن تستمر”.
وذكر أن: “الأمم المتحدة تلقت أقل بقليل من ربع مبلغ 4.4 مليارات دولار اللازم لاستمرار العمليات الإنسانية هذا العام”.
وتشدد غالبية الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة)، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا إلى سوريا، بغية المحافظة على حياة ورفاهية أكثر من 4.1 ملايين شخص محاصرين في شمال غربي سوريا.
وفي 21 حزيران/يونيو الجاري، أعلنت “أنيكين هويتفيلدت” وزيرة خارجية النرويج، أن بلادها بالتعاون مع أيرلندا، العضو المؤقت الآخر في مجلس الأمن الدولي، ستعملان معاً من أجل تأمين تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
وقالت الوزيرة النرويجية أن: “مساعدات الأمم المتحدة العابرة للحدود في سوريا ما زالت تحافظ على أهميتها وحساسيتها”.
وأكدت أن: “المساعدات الإنسانية منقذة لحياة الكثير من النازحين شمالي سوريا”.
وأوضحت هويتفيلدت أن: “أكثر من 4 ملايين سوري يستفيدون من المساعدات الأممية المقدمة لهم، والتي يتم إرسالها عبر الأراضي التركية من خلال معبر باب الهوى الحدودي”.
وأضافت: “ملايين السوريين شمالي البلاد، يحتاجون إلى مساعدات المياه، والغذاء، والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية”.
وتابعت: “التفويض الاستثنائي الحالي لمجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية ينتهي في 10 تموز المقبل”.
وذكرت أنها كانت في ولاية هاتاي على الحدود مع سوريا خلال زيارتها الأخيرة إلى تركيا كي تشاهد عن قرب فعاليات توزيع المساعدات الإنسانية.
وأوضحت: “الزيارة وفرت فرصة مشاهدة الجهود العظيمة التي تبذلها المؤسسات التركية والأممية والمنظمات الإغاثية في هذا الخصوص”.
يُذكر أن 5 منظمات تابعة للأمم المتحدة طالبت في بيان مشترك منتصف شهر حزيران/يونيو الجاري، مجلس الأمن الدولي، بتمديد آلية المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
ووقع على البيان قادة 5 منظمات، هم “مارتن غريفيث” منسق الأمم المتحدة لشئون الإغاثة في حالات الطوارئ، و”كاثرين راسل” المديرة التنفيذية ليونيسف، و”ناتاليا كانيم” المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، و”ديفيد بيسلي” المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، و”أنطونيو فيتورينو” مدير عام المنظمة الدولية للهجرة.
وجاء في البيان: “في أقل من شهر واحد، سينتهي تفويض قرار مجلس الأمن الذي يسمح للأمم المتحدة وشركائنا المنفذين بتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود مع تركيا”.
وأوضح: “هذا التفويض حاسم بالنسبة لحياة ورفاهية 4.1 مليون شخص محاصرون في شمال غربي سوريا، حيث يعتمد الكثيرون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة ، وخاصة النازحين”.
وأضاف: “حوالي 80 في المئة من المحتاجين هم من النساء والأطفال، ويعاني أكثر من 3.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات غذائية”.
وطالب البيان أعضاء مجلس الأمن على تجديد القرار الذي يسمح باستمرار المساعدة عبر الحدود لمدة 12 شهرًا إضافية.
وأكد الموقعون في البيان أن: “عدم تجديد التفويض سيكون له عواقب إنسانية وخيمة، وسيؤدي على الفور إلى تعطيل عملية المساعدة المنقذة للحياة التي تقوم بها الأمم المتحدة”.
وينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لمجلس الأمن لإيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر معبر “باب الهوى” على الحدود التركية، في 10 يوليو/ تموز المقبل، وذلك بموجب قرار المجلس رقم “2585” الصادر في يوليو/ تموز العام الماضي.
اقرأ أيضا: اسكتلندا: نخطط لإجراء استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة
اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية: سنقدم 55 مليون دولار للمتضررين من زلزال أفغانستان