خصصت وزارة الدفاع التركية مروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية، وطائرة مسيرة من طراز “آقنجي “، للمشاركة في أعمال البحث عن المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وخطيب الجمعة في تبريز محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وجاء ذلك بناء على طلب طهران عبر وزارة الخارجية التركية، بعد مضي أكثر من 15 ساعة في البحث عن موقع المروحية لكن دون جدوى، حيث واجهت فرق البحث والإنقاذ الإيرانية صعوبة بالغة بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة الجبلية التي تجري فيها أعمال البحث عن مروحية الرئيس الإيراني.
آقنجي ترسم علم تركيا بعد نجاح مهمتها

الجانب الإيراني لم يطلب من أنقرة إرسال طائرة مسيرة، بل طلب فقط مروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية. وجاء اقتراح إرسال طائرة مسيرة من طراز “آقنجي ” من الجانب التركي، وقال الأتراك للإيرانيين إن المروحية قد لا تستطيع القيام بالأعمال المطلوبة في تلك المنطقة الوعرة بسبب سوء الأحوال الجوية، وأقنعوهم بأن استخدام طائرة مسيرة في أعمال البحث في مثل تلك الظروف أفضل من استخدام المروحية، وكانت هناك طائرة “آقنجي ” جاهزة للطيران إلا أنها كانت تحمل صواريخ، فرفضها الإيرانيون، وتم تخصيص طائرة مسيرة أخرى غير مسلحة من ذات الطراز.
طائرة “آقنجي ” المسيرة، بعد التحليق لعدة ساعات في الأراضي الإيرانية، رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام المروحية المنكوبة، وتم إبلاغ السلطات الإيرانية، ووصلت فرق البحث والإنقاذ إلى المكان الذي سقطت فيه المروحية بناء على الإحداثيات التي أعطتها “آقنجي ” التي رجعت إلى تركيا بعد إنجاز مهمتها بنجاح، ورسمت في السماء فوق بحيرة “فان” الهلال والنجمة تعبيرا عن العلم التركي.
طائرة “آقنجي ” المسيرة التي أرسلتها تركيا إلى إيران، تتبع تحليقها مئات الآلاف حول العالم بالبث الحي عبر تطبيق فلايت رادار، كما نشرت وكالة الأناضول للأنباء بعض الصور والمقاطع التي التقطتها الطائرة المسيرة التركية. وأصبحت مشاركة “آقنجي ” في أعمال البحث عن مروحية الرئيس الإيراني ونجاحها في العثور على حطام المروحية دعاية مجانية للطائرات المسيرة التركية عموما و”آقنجي ” على وجه الخصوص. ويمكن القول بأن تركيا أبدعت في استغلال الفرصة ليرى العالم مدى التقدم الذي حققته في مجال الطائرات المسيرة.
رسالة آقنجي: تركيا حسنة الجوار
وزير الدفاع التركي ياشار غولر، تحدث في مستهل الشهر الجاري عن عدم تعاون إيران مع تركيا في مكافحة حزب العمال الكردستاني. وذكر خلال تصريحاته حول التطورات الأخيرة في ذاك الملف، أن الجيش التركي يرصد عبر الطائرات المسيرة تحركات عناصر حزب العمال الكردستاني الهاربين إلى الأراضي الإيرانية، ويبلغ الجانب الإيراني بأماكن وجودهم، إلا أن الإيرانيين يزعمون دائما أنهم لم يجدوا هؤلاء الإرهابيين في تلك الأماكن. ومن اللافت أن الإيرانيين وجدوا هذه المرة حطام المروحية المنكوبة وجثث رئيسهم ووزير خارجيتهم والمرافقين لهما في المكان الذي حددته الطائرة المسيرة التركية.
أنقرة لم تتردد في الاستجابة لطلب طهران، فأرسلت إلى إيران فرق البحث والإنقاذ، مع مروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية وطائرة مسيرة قامت بمهمتها على أكمل وجه، كما أعلنت حدادا وطنيا ليوم واحد إثر وفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له. وبعثت من خلال “آقنجي ” رسالة إلى إيران وجيرانها الآخرين مفادها أنها جارة حسنة صداقتها غالية، وأن هذه الطائرة المسيرة جاهزة للتحليق بحمولتها التي تبلغ 1500 كيلوغرام، للدفاع عن أمن تركيا في حال تعرض لأي تهديد خارجي.
وفي المقابل، لا يتوقع أن تغير طهران مواقفها من الملفات والمشاريع الإقليمية المتعلقة بتركيا، مثل مكافحة حزب العمال الكردستاني، وطريق التنمية وممر زنغزور، على الرغم من حسن النوايا الذي أبدته أنقرة. كما أن تصريحات الإيرانيين حول هوية الطائرة المسيرة التي رصدت حطام المروحية، توحي بأنهم ندموا على قبول مشاركة “آقنجي ” في أعمال البحث.
طائرة “آقنجي ” المسيرة نجحت في التحليق بين الجبال الشاهقة والوديان العميقة في ظروف جغرافية وجوية صعبة للغاية، وأظهرت تفوق الطائرات المسيرة التركية على الإيرانية من حيث الجودة والقدرة والتكنولوجيا، لتؤكد أن تركيا تستحق الشهرة التي اكتسبتها في السنوات الأخيرة في هذا المجال. ومن المؤكد أن الدول التي اشترت من شركة بايكار التركية طائرة “آقنجي ” المسيرة، شعرت صباح الاثنين بنوع من الارتياح، بسبب حسن اختيارها، بعد أن رأت نجاح هذه الطائرة المسيرة في العثور على حطام مروحية الرئيس الإيراني، وأن الطائرة المسيرة التي اشترتها يمكن استخدامها في مثل تلك المهام الإنسانية إلى جانب قيامها بالمهام العسكرية. ومن المتوقع أن يزداد اهتمام دول أخرى بشراء عدد من هذه الطائرات في الأيام القادمة، في ظل حديث وسائل الإعلام العالمية عن نجاح طائرة “أكنجي” المسيرة ومواصفاتها وقدراتها.
المصدر: عربي 21
اقرأ أيضا: اليونان: بدأنا بتنفيذ أجندة إيجابية مع تركيا ذات أهمية
اقرأ أيضا: المقاطعة التركية لإسرائيل تضرب سوق السيارات