• 29 مارس 2024
 رغم كورونا.. إسطنبول تزدان بالربيع مبشرة بـ”غد أجمل”

إسطنبول

رغم كورونا.. إسطنبول تزدان بالربيع مبشرة بـ”غد أجمل”

لطالما تغنى الفنانون والشعراء والحالمون بجمال إسطنبول، باعتبارها نقطة تلاقي العالم والقارات، وأنها جسر بين مختلف الثقافات والأديان، تحتضن العراقة والحضارة والحياة المعاصرة.

وبنفس الوقت، لم تسمح المحن التي مرت بها المدينة عبر التاريخ، أن توقف عجلة الحياة فيها، وبقيت صامدة، وها هي اليوم ترتدي حلة الربيع أزهارا تعبق في كل مكان، تنشر البشرى في الأرجاء بأن الغد أجمل.

ورغم تعطيل وباء كورونا الحياة في مختلف أنحاء العالم، وإغلاقه جميع الأماكن التاريخية والحيوية، وكذا الأمر في إسطنبول، إلا أن دورة الحياة والطبيعة، لا يمكن أن يوقف عجلتها انتشار الوباء، بل حل الربيع ناشرا عبقه في كل مكان.

ومع حلول الربيع، ازدادت الأعشاب خضرة، وتفتحت الأزهار بمختلف أنواعها، ومنها أزهار التوليب “لالي”، التي تشتهر بها إسطنبول، فضلا عن الأزهار التي اكتست بها الأشجار، تحت أشعة شمس الفصل البديع.

ووجدت العصافير بمختلف أنواعها في المدينة، بتلك الحدائق الجميلة مكانا جميلا وملجأ لها في فصل الربيع، لتنتقل بين الأزهار والأشجار، ويمتزج الهدوء والجمال وسحر الطبيعة في هذه المدينة وحدائقها.

وفي منطقة السلطان أحمد الشهير، أظهر الربيع نفسه بشكل واضح في كافة أركان المنطقة السياحية التاريخية الجميلة، حيث اخضرت الأعشاب، وازدادت كثافتها في كل ركن من أركان الميدان.

وتفتحت الأزهار بألوانها المختلفة بين الأعشاب، من بينها أزهار التوليب وأنواع أخرى، ما جعلها لوحة فسيفسائية متميزة، في المنطقة الممتدة بين جامع السلطان أحمد، ومتحف آيا صوفيا التاريخي.

فيما الأشجار اكتست بخضرتها بعد الشتاء البارد، وأزهرت أيضا بدورها، لتعود إليها دورة الحياة، وتزين إسطنبول بألوانها الجميلة، واعدة بتوفير ظلالها لأماكن جلوس الزائرين والوافدين إلى المنطقة بعد انتهاء وباء كورونا.
عودة الحياة

اقرأ أيضاً: زعماء يتمنون الشفاء لأردوغان بعد إصابته بكورونا

ووجدت الحيوانات الأليفة في هذه الأجواء مكانا لها بين الحدائق والأشجار، تتغنى بها في طمأنينة وهدوء، بانتظار زائرين قادمين لهم بمستقبل الأيام، ليقدموا لهم الأطعمة كما جرت العادة في السنوات السابقة.

ورافق عودة الربيع الجميلة إلى تركيا، تحسن حالة الطقس، مع دفء أشعة الشمس، ما جعل تلك الأزهار والأعشاب الجميلة تبرق تحتها، باعثة برسالة إلى أهل إسطنبول، بأن الوقت قد حان، ليرد أهلها بأنهم مستعدون قريبا للعودة إلى تلك المناطق الجميلة.

ولم تهمل السلطات المعنية، توفير الخدمات لتلك الحدائق، لتحافظ على جمالها المعتاد، ولا زالت توفر العناية والنظافة والتعقيم لمختلف المناطق، رغم خلوها من الزائرين، إلا أنهم مستعدون لقادم الأيام، وكأن اليوم التالي هو يوم بدء توافد الزائرين.

وفي السنوات الأخيرة في مثل هذه الأوقات، ومع حلول شهر رمضان المبارك، كانت تمتلئ الساحات بالصائمين والزائرين، لتزامنه مع فصل الربيع ودفء الأجواء، ولكن هذا العام خلا من هذه المظاهر، ورغم غصة الصائمين، إلا أن الأمل يحدوهم بالعودة مجددا لهذه الساحات والأماكن الجميلة.

ومهما كانت ظروف الوباء قاسية وتتطلب تضحيات وحجر منزلي، ومهما منعت التجمعات حاليا، إلا أن كل ذلك هو إجراء مؤقت، وستبقى اسطنبول منتصرة، وسيعلن ربيع كل عام انتصاره على كل المحن التي تحل بها.

وجمال الربيع لهذا العام، بألوانه وسحره، بأزهاره وأشجاره، يعد لسكان تركيا وإسطنبول، ويعد الزائرين والسائحين من خارج تركيا، بأن “الغد أجمل”، بأن الأيام الحالية مؤقتة، وستنتهي، وتعود البهجة والسرور مجددا لمختلف الأرجاء.

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *