• 29 مارس 2024

رفض العلمانية فحُكم عليه بالإعدام واضطر للهجرة إلى مصر..محمد عاكف آرصوى

تعيش تركيا اليوم ذكرى وفاة الشاعر التركي الشهير محمد عاكف آرصوي كاتب نشيد الاستقلال والملقب بشاعر الإسلام والأمل.

هو أحد الشعراء الأتراك الذين أرسوا دعائم الشعر التركي والثقافة التركية الحديثة قبل وبعد تأسيس الجمهورية التركية.

المولد والنشأة

ولد آرصوي في اسطنبول عام 1873 وتعلم العربية على يد والده وهو طفل صغير، نشأ في بيئة إسلامية تكّن احتراماً كبيراً للمشاعر الإسلامية والوطنية.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في منطقة الفاتح بإسطنبول وبعد أن أنهى دراسته المتوسطة التحق بالمدرسة “إدارة الملكية” بعام 1885، وأثناء دراسته فيها توفي والده بعام 1888، وبعد سنة واحدة من وفاة والده احترق بيتهم في منطقة الفاتح، وهذا الأمر تسبب بتعرض العائلة لأزمة مالية، وفقرها.

بعدها اضطر آرصوى لترك الدراسة في المدرسة الملكية ليلتحق بمدرسة “الزراعة والبيطرة”، كي يكون صاحب حرفة ويتمكن من إعالة اسرته.  وتخرج منها عام 1893 بالمرتبة الأولى. وبعد تخرجه منها درس الحديث، وأتم حفظ القرآن الكريم خلال ستة أشهر.

الوظائف والمسئوليات

عمل محمد عاكف في عام 1895 مفتشا في وزارة الزراعة بإاسطنبول، ولكن بحكم هذه الوظيفة تجول بين العديد من المناطق مثل؛ بلاد البلقان وسوريا والجزيرة العربية. كما عمل مدرسا في إسطنبول في عامي 1906 و1907.

نشيد الاستقلال

في عام 1920، نظمت في إسطنبول مسابقة لكتابة النشيد الوطني للجمهورية التركية، وشارك فيها أكثر من 700 متسابق. وكُلّف محمد عاكف آرصوي في كتابة النشيد كذلك، ونال المرتبة الأولى فيها.

وفي عام 1921 قُرِئ شعر محمد عاكف من قبل البرلمان نشيدا للجمهورية، وسُمّي بـ”نشيد الاستقلال”. وفي عام 2007 اتخذ البرلمان التركي قرارًا أعلن فيه أن يوم 21 آذار/ مارس من كل سنة يوم وطني للاحتفال بشكل رسمي بذكرى قبول النشيد الوطني التركي.

رفضه للعلمانية وهجرته إلى مصر

رفض عاكف العلمانية بكل شدة، كما رفض تقليد الغرب في الملابس ولم يتخل عن الطربوش حيث أصدر اتاتورك قراراً بإعدام كل من يرتدي الطربوش، فكان عليه إمّا الاصطدام مع العسكر والتعرض لعقوبة الإعدام مثل غيره، أو الهجرة الاختيارية، فكان قرار الهجرة على إثر تَلَقيه دعوة من خديوي مصر عباس حلمي الثاني.

لم يبق أمام محمد عاكف إلا ترك وطنه والتوجه إلى مصر لتكون منفاه الاختياري.  إلا أنه عاش وضعاً نفسياً صعباً، كما عانى من أزمة مادية خانقة ومن الوحدة، وتمنى الموت في وطنه.

وفاته

وفي السنة الأخيرة من إقامته في مصر مرض فسافر إلى لبنان للاستجمام، غير أن المرض اشتد به، فقرر العودة إلى إسطنبول، ليتوفى بها في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 1936 عن عمر يناهز 63 عاماً.

أقرأ أيضاً

أول أديب تركي يدعو إلى التخلي عن الأحرف العربية ثم يتراجع عن رأيه.. شمس الدين سامي

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *