• 29 مارس 2024

سكة حديد الحجاز.. شيدها السلطان عبد الحميد الثاني بهدف توحيد المسلمين

يعتبر طريق حديد الحجاز من أروع الإنجازات في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني من الناحية السياسية والدينية والحضارية.  حيث كان الهدف السياسي من انشاء مشروع بهذا الحجم تعزيز فكرة السلطان عن “الجامعة الإسلامية”، التي تعني توحيد جميع المسلمين الذين يعانون من الحكم الاستعماري البريطاني والفرنسي تحت راية واحدة. أما من الناحية الاقتصادية، فكان لتعزيز التجارة والتنمية الزراعية والحضرية في وقتٍ كانت تعاني السلطنة العثمانية من مشكلات اقتصادية جمة.

https://www.youtube.com/watch?v=A6uXBpH0NmI

انشئت سكة حديد الحجاز عام 1900 لخدمة جمهور المسلمين في تسهيل الحج بدل قوافل الأبل التي تأخذ 40 يوما من المعاناة بين دمشق والمدينة، فضلا عن تسهيل نقل الجنود والمعدات لإحكام السيطرة على الشام والحجاز واليمن بعدما استولى الانجليز على مصر وقناة السويس.

شارك في تشييد السكة حوالي 5000 عامل أغلبهم من الجيش العثماني وللاهتمام بصيانتها، تم افتتاح معهد لتخريج مهندسي سكة الحديد في اسطنبول.

وفي عام 1908 كان القطار قد بدأ فعليًا في نقل الركاب وشحن البضائع، عندما وصل إلى محطة (معان) انطلاقًا من (دمشق) ومرورًا بـ (عمّان)، ثم واصل المشروع تقدمه في السنوات التالية إلى محطات مدائن صالح والمدينة المنورة.

تصل سكة حديد الحجاز وهي سكة حديد ضيقة (بعرض 1050 ملم)، ما بين مدينة دمشق والمدينة المنورة في منطقة الحجاز  واستمر تشغيلها حتى 1916 في الحرب العالمية الأولى إذ تعرضت للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب.

بلغت كلفته أكثر من أربعة ملايين ليرة عثمانية، حيث أصر السلطان عبد الحميد الثاني على أن يكون تمويل قطار الحجاز قائماً على تبرعات المسلمين وان لا يتدخل الأجانب في تموينها أو ادارتها.

استطاع هذا المشروع العملاق الذي امتد العمل فيه ثماني سنوات متتالية أن يقدم خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، تمثلت في اختصار وقت هذه الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق شهورًا، يتعرضون فيها لغارات قطاع الطرق ومخاطر ومشاق الصحراء.

أقرأ أيضاً

الصرة السلطانية.. هدايا اعتادت الدولة العثمانية إرسالها للسعودية خلال موسم الحج

(خاص-مرحبا تركيا)

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *