• 19 أبريل 2024

في قلب إسطنبول وعلى بعد مئات الأمتار فقط من مسجد الفاتح تنبعث روائح أكلات عدة تثير شهية المارة الذين يبحثون عن مصدرها.

 

الروائح قادمة من سوق الحريم (Kadınlar Pazarı) حيث تمتد فيه الأطعمة المحلية، وكأنها عروض منفردة خاصة، من المدن التركية المختلفة.

 

ويتميز السوق، الذي بني زمن الدولة العثمانية، باحتوائه على العشرات من المطاعم، والتي تقدم بدورها المئات من الوجبات المنوعة.

 

ومن أبرز المدن التركية الحاضرة بأكلاتها في السوق “أديمان”، “سيعرت”، “ماردين”، “ديار بكر”، “بيتليس”، و”موش”. 

 

ويتميز المطبخ التركي، بثراء واسع وتنوع غير مسبوق في الأطعمة، آخذاً من التاريخ الثري للمأكولات العثمانية، والتي انتشرت في منطقة شرق البحر المتوسط. 

 

وحول تسمية السوق بهذا الاسم، تقول الرواية التركية المتداولة والأشهر أن النساء في زمن الخلافة العثمانية، كن يشترين أكثر أغراض المنازل من هذا السوق، وبقي الاسم على ما هو عليه متداول حتى اليوم.

 

 

 

كما يتميز السوق بعدم احتوائه على أبنية مرتفعة أو جديدة، ويلحظ الزائر، لمحات التاريخ العثماني القديم، من خلال المطاعم والدكاكين والمساجد. 

 

ويقع السوق بجانب سور “بوزدغان” التاريخي الشهير، والذي يرتفع لنحو 15 متراً، بعرض مترين، حيث يجلس الزوار بعد تناول الطعام يستظلون بجانب السور، على مقاعد خشبية بسيطة، لتناول الشاي والقهوة. 

 

ويحتضن سوق الحريم العشرات من المقاهي التاريخية هناك، والتي تجمع بين كبار السن والشباب. 

 

ويوجد في السوق عشرات الدكاكين التي تبيع الأطعمة الطبيعية، والتي تحضر من كافة ولايات الأناضول.

 

ومن بين ما يقدم، اللحوم التي يتم إحضارها من وسط الأناضول، وعشرات الأنواع من الأعشاب، والطماطم المجففة، والقُطّين (التين المجفف)، إلى جانب الصابون الطبيعي، والليف الطبيعية، وغيرها.

 

كما يضم السوق، العديد من محلات بيع العسل الطبيعي، والذي يتم جلبه أيضاً من المدن التركية الشهيرة بقطف العسل، كمدينة سيعرت. 

 

 

 

ومن أشهر الأطعمة التي يقدمها السوق “كباب إسكندر” ( İskender Kebab)، “أرز المغطى باللحم” (pilavüstü tas kebabı)، بالإضافة إلى “أمعاء الماعز المشوية أو الغنم المحشية” (Kokoretsi kokoreç).

 

كما يقدم بالسوق العديد من الحلويات التركية الشهيرة أهمها “أرز بالحليب” (Sütlaç)، حلوى أسفل القِدر (kazandibi)، و”راحة الحلقوم” (Lokum).

 

يقول السائح المغربي “محمد بياسر”، إن “المكان جميل جداً، وأعجبني هنا الطعام ووجدته حقيقة كما سمعت أن الطعام التركي مميز عن الأماكن الأخرى”. 

 

 

وأشار إلى أن إسطنبول مدينة هائلة بكل المقاييس، الطعام الأماكن التاريخية الجميلة والثقافات، ويعجبني طعام المشويات كالطاووق والدونر.

 

ويضيف: هذه الأطباق لذيذة ورخيصة جداً أيضا، والحلويات أيضاً هنا أثمنتها وطعمها جيد. 

 

ويوضح: “لأول مرة آتي إلى سوق النساء، وهي وجهة سياحية للسياح الأجانب لتذوق الأطباق التركية”. 

 

 

 

بدوره، يقول الفلسطيني “زكريا طه” إنه يزور إسطنبول كثيراً، قادما من فلسطين، كسياحة وعمل، ويقيم الآن في منطقة تقسيم، ولكني آتي خصوصاً إلى سوق الحريم لتذوق الأطباق التركية اللذيذة.

 

ورأى أن سوق الحريم جميل جداً، الطعام والحلوى والبهارات والتوابل واللحوم تشعر حقيقة أنها مميزة عن غيرها.

 

من جهته، يشير “أحمد الخضري”، أحد العاملين السوريين في السوق، إلى أنه يعمل بالمكان منذ أربع سنوات، ويوجد إقبال كبير جداً على السوق من قبل العرب، من الأردن وفلسطين ودول الخليج ولبنان.

 

ويضيف “الكباب والمشاوي التركية والشيش طاووق والفطاير، كل أنواع هذه الأطباق العثمانية تجدها هنا، وأيضاً يوجد العشرات من المحلات التي تبيع اللحوم والعسل وغيرها من الأطعمة”. 

 

من جانب آخر، قال الشيف التركي “مهمت ألب”، إن العرب والأوربيين يأتون إلى السوق، لأن مكونات الطعام هنا تحضر من مناطق مختلفة بالأناضول، تحديداً من مناطق ديار بكر ومردين ووان وغيرها.

 

وتابع: الطعام هنا مميز، والسائح يشعر أن الطعام مميز عن غيره من المطاعم في إسطنبول، كما أن الأتراك يترددون على السوق بشكل ملحوظ.

 

 

 

ومع دخول صيف عام 2018، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد إلى تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم الولايات. 

 

وتعد تركيا الوجهة السياحية الأولى في دول الشرق الأوسط، نظرا لانخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية. 

 

وتجمع تركيا بين ميزات عدة، فهي تجمع بين سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة الشواطئ والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية. 

 

وتسمح القوانين التركية بالإقامة في البلاد من 30 إلى 90 يوما، دون الحاجة إلى تأشيرة سياحية لعشرات الدول، وهذا له دور كبير في استقطاب السياح. 

 

وتشير بيانات رسمية، حصلت عليها الأناضول، إلى أن إيرادات السياحة في تركيا، بلغت في النصف الأول من العام الجاري، نحو 11.5 مليار دولار. 

 

ويتوزع المبلغ المذكور على 9.5 مليارات دولار، نفقات للسياح الأجانب البالغ عددهم 16 مليوناً، بالفترة نفسها، وملياري دولار، تمثّل عائدات السياحة الداخلية. 

 

 

 

وتشمل نفقات السياح الأجانب، 2.5 مليار دولار في المطاعم التركية، ومليارا و735 مليون دولار في النقل الدولي، ومليارا و413 مليون في المبيت. 

 

فيما بلغت إيرادت قطاع السياحة الصحية نحو 440 مليون دولار، وإيرادات النقل الداخلي بنحو 757 مليون دولار، والأنشطة الرياضية والتعليمية والثقافية بـ 135 مليونا. 

 

والعام الماضي، احتلت تركيا المركز السادس عالميا من حيث استقطاب السياح، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليونا. 

 

وفي العام نفسه، بلغت عائدات السياحة التركية نحو 26 مليار دولار. 

 

 

 

 

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *