تستعد تركيا والعراق والإمارات وقطر لعقد “قمة رباعية وزارية” بخصوص مشروع “طريق التنمية” الذي يربط العراق بأوروبا عبر الأراضي التركية، وتشارك فيه أبو ظبي والدوحة أيضاً.
وفي تصريحات أدلاها مؤخراً، قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، إن القمة الرباعية المرتقبة بين الدول المذكورة ستعقد خلال الشهرين المقبلين.
وحول مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخراً بخصوص المشروع نفسه بين الدول الأربع في بغداد، قال الوزير التركي إن “ذلك كان اتفاقاً ثنائياً، لكن بجهود تركية وعراقية شمل أيضاً الإمارات وقطر”.
وأضاف أورال أوغلو أن اجتماعات أسبوعية تجري بين مسؤولي كل من تركيا والعراق.
وفيما يتعلق بالخطوات لتنفيذ المشروع، ذكر أورال أوغلو أنهم سيفتتحون مكاتب في العراق وتركيا في إطار المشروع، في الأشهر المقبلة، مشيراً أنه مع تشغيل طريق التنمية سيرتفع حجم التجارة من 20 إلى 30-40 مليار دولار.
وقبل أيام وقعت تركيا والعراق وقطر والإمارات في بغداد، مذكرة تفاهم رباعية للتعاون حول مشروع “طريق التنمية”، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ومشروع “طريق التنمية” عبارة عن طريق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
وسيعمل المشروع على زيادة التجارة الدولية، وتسهيل التنقل، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي.
ومنذ آواخر عام 2023 وبداية العام الحالي كثّفت تركيا والعراق المباحثات المتعلقة بإنجاز مشروع طريق التنمية، وحصلت زيارات متبادلة بين مسؤولين كبار، آخرها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وتوقيع اتفاقية رباعية حول المشروع.
ووقع المذكرة عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، ومن قطر وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ومن الإمارات وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي.
وتتضمن المذكرة قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي: إن المشروع “سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب”.
ووفقاً للمكتب، سيعمل المشروع على زيادة التجارة الدولية، وتسهيل التنقل، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي.
يتضمن مشروع طريق التنمية تشييد مجموعة من المواني والطرق والسكك الحديدية التي من شأنها اختصار مسافة النقل بين آسيا وأوروبا عن طريق الأراضي التركية، وتبدأ شبكة النقل هذه من ميناء الفاو في مدينة البصرة العراقية (جنوباً) ويمر من كربلاء وبغداد إلى الموصل (شمالاً)، ثم إلى الأراضي التركية وصولاً إلى ميناء مرسين.
وسيُنفذ المشروع على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تنتهي مع حلول عام 2028، ما سيتيح لميناء الفاو استقبال السفن. أما المرحلة الثانية فتنتهي عام 2033 باستكمال بناء السكك الحديدية والطرق البرية كافة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فمن المقرر إنجازها مع حلول عام 2050 موعد الانتهاء من أعمال البناء كافة في ميناء الفاو.
ويبلغ طول السكك الحديدية والطرق البرية التي ستربط بين ميناء الفاو والأراضي التركية 1200 كيلومتر، وبتكلفة تصل إلى 17 مليار دولار أمريكي، وستتيح هذه الخطوط والطرق بالربط مع السكة الحديدية في تركيا نقل البضائع بين البلدين خلال ساعات باستخدام قطارات سريعة تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة.
اقرأ أيضا: الشؤون الدينية التركية: السعودية لا تقبل سوى تأشيرات الحج
اقرأ أيضا: الرياض.. إشلر يلتقي أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية السعودية-التركية