• 29 مارس 2024

طلاب سوريون في تركيا يتطوعون للترجمة بين المرضى المهاجرين والأطباء

“كنت أشعر ببعض القلق لدى مجيئي للمستشفى، فأنا لا أجيد التركية ولا أعلم كيف أصف للطبيب حالتي المرضية، وفوجئت بأحدهم وهو يتكلم معي العربية ويساعدني، وأدخلني إلى عيادة الطبيب، ورافقني حتى باب الخروج، إن هذا عمل رائع”.

بهذه الكلمات عبرت اللاجئة السورية ياسمين إشيقلي، في حديثها للأناضول عن شكرها لجهود طلاب سوريين لاجئين دشنوا مشروعا يقومون من خلاله بمساعدة اللاجئين المرضى بمستشفيات تركية في التواصل مع الأطباء وتجاوز عائق اللغة.

“إشيقلي” التي تحدثت عما حدث معها في المستشفى الحكومي بولاية “سعرت” جنوب شرقي تركيا، عبرت عن امتنانها لتلقيها خدمة الترجمة المجانية في المستشفى.

ويقدم مجموعة من الطلاب السوريين اللاجئين، في ولاية “سعرت”، خدمات ترجمة مجانية للاجئين السوريين الذين يواجهون صعوبة التعبير عن حالتهم المرضية للأطباء الأتراك في المستشفى الحكومي بالولاية.
ودشن 15 طالباً سورياً يتلقون تعليمهم في جامعة “سعرت” بكليات مختلفة، مشروعاً من أجل مساعدة أبناء بلادهم اللاجئين المرضى بعض المستشفيات لتجاوز عائق اللغة.

ومنذ 4 أشهر، والطلاب السوريون، يتناوبون فيما بينهم بالذهاب إلى المستشفى (الحكومي بسعرت)، ويقدمون خدمة الترجمة للاجئين السوريين المرضى دون مقابل، وذلك بعد أخذ التصريح الرسمي من إدارة المستشفى.

وبالإضافة إلى السوريين، يقدم الطلاب المترجمون المساعدة للاجئين من العراق أيضا.

وإلى جانب الترجمة من اللغة العربية إلى التركية والعكس، يتقن بعض الطلاب العاملين بالمشروع التطوعي، اللغة الكردية ويساعدون من يتحدث بها سواء من العراق أو سوريا، في التواصل مع الكادر الطبي في المستشفى، حيث تتم الترجمة من الكردية إلى التركية والعكس.

وفي حديثه مع الأناضول، قال مجد السلوم، الطالب السوري في قسم إدارة الأعمال بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة “سعرت”، إن اللاجئين القاطنين في الولاية يواجهون صعوبات تتعلق باللغة، في التعبير عن حالتهم المرضية في المستشفى.

وأوضح السلوم أن مجموعة من زملائه رصدوا واقع مشكلة التواصل بين المرضى اللاجئين والأطباء، ما دفعهم إلى تحضير مشروع لمساعدتهم.

وأضاف: “سألنا أنفسنا، لماذا لا نساعد أخوتنا ما دمنا نتقن اللغة التركية؟ وبالفعل تحدثنا مع إدارة المستشفى، ونقوم حالياً بتقديم المساعدة في قسم الإسعاف”.

ولفت السلوم إلى أن 3 طلاب يتناوبون يومياً على مساعدة اللاجئين في المستشفى، مبيناً أن غالبية الطلاب يتلقون تعليمهم في المعاهد الصحية.

وأكد أن عمل هؤلاء الطلاب في المستشفى يجلعهم يكتسبون خبرة ميدانية ومصطلحات جديدة إلى جانب ما يتلقونه في الجامعة.

ولفت السلوم إلى أنه هو أيضاً كان يعاني من مشلكة التواصل مع الناس في تركيا في بداية مجيئه إليها.

وأردف: “لله الحمد لقد سخّر لنا الله تعلم اللغة التركية، وينبغي علينا بدورنا أن نساعد الآخرين، فهذا ديْن يتوجب إيفاءه”.

وفي نهاية حديثه، أعرب السلوم، عن شكره لتركيا رئيساً وحكومة وشعباً لاحتضانها اللاجئين السوريين.

بدوره قال غيث خضّورة، أحد الطلاب المترجمين للأناضول، إنه يلعب دور جسر التواصل ببين الطبيب والمريض، مبيناً أن ذلك يكون له بمثابة مرحلة تدريبية.

من جانبها قالت الطالبة أسماء العمران، للأناضول، إنها تأتي بشكل دوري إلى المستشفى وتساعد المرضى، معربة عن شكرها لإدارة المستشفى.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا 3 ملايين، بحسب أرقام رسمية.

 

وكالة الأناضول

فريق التحرير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *