تبذل رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)، ووكالة التعاون والتنسيق “تيكا”، جهودا لتقوية الروابط بين أتراك “الأهيسكا” ووطنهم الأم الذي اضطروا لمغادرته قبل 76 عاما.
وكان أتراك الأهيسكا، يقيمون بمنطقة تحمل اسمهم جنوب غربي جورجيا، ويبلغ تعدادهم أكثر من نصف مليون، حيث قامت الحكومة السوفيتية بزعامة ستالين بنفيهم عبر القطارات إلى آسيا الوسطى، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1944.
وطبقا لمعلومات جمعها مراسل الأناضول من رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى، فإنها تقوم بتنفيذ العديد من المشروعات لدعم أتراك الأهيسكا.
والعام الماضي نُظمت فعالية بمركز “بيش تبه” الثقافي بالمجمع الرئاسي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتركيز على معاناة أتراك الأهيسكا خلال المنفى وعلى المشاريع التي نفذت لدعمهم.
ونظمت الفعالية تحت شعار “برنامج إحياء الذكرى الـ75 لنفي أتراك الأهيسكا”، حيث التقى خلاله 3 آلاف من أتراك الأهيسكا مع الرئيس أردوغان.
وفي إطار البرنامج تم عرض فيلم وثائقي تم تصويره في إطار “مشروع التاريخ الشفوي”، الذي أنتج بدعم من رئاسة أتراك المهجر بغرض المحافظة على ذكريات المنفى ونقلها للأجيال القادمة.
كما أُهدي الحاضرون نسخة من الفيلم الوثائقي وألبوم موسيقي يضم مرثيات لأتراك الأهيسكا.
وفي هذا الإطار، أُعد مشروع “آخر الشهود على المنفى”، وأُجريت حوارات مع عدد من أتراك الأهيسكا ممن يعيشون في تركيا وجورجيا وكازاخستان وقيرغيزستان وأذربيجان وكانوا شهودا على أحداث النفي.
وإضافة إلى الفعالية الني نظمتها رئاسة أتراك المهجر، تم تنظيم برامج أخرى لإحياء ذكرى التهجير، منها فعالية أقيمت في جورجيا وحضرها نواب في البرلمان التركي ومسؤولون في جورجيا.
كما نُظمت مسابقة للرسم لزيادة الوعي على المستويين المحلي والدولي، حول تهجير الأهيسكا، فيما زوردت رئاسة أتراك المهجر، الأكاديميين بالمعطيات التي جمعتها خلال زياراتها لأماكن عيشهم.
وضمن هذا الإطار، أجريت زيارات لـ220 قرية في منطقة أهيسكا لتحديد الآثار التي تعود لهم مثل الجوامع والمقابر والحمامات والمدارس والأسبلة والأسواق المغطاة، بدعم من رئاسة أتراك المهجر.
كما أجريت أبحاث بالأرشيف في تركيا وجورجيا، وكنتيجة للمشروع نُشر كتاب “آثار معمارية إسلامية-تركية من منطقة الأهيسكا” ليستفيد منه الباحثون.
– دعم الأنشطة التعليمية
وفي إطار دعم الأنشطة التعليمية، تقوم رئاسة أتراك المهجر بتشجيع التحاق أتراك الأهيسكا بالتعليم العالي في جورجيا، حيث تخرج عشرات الطلاب بالفعل من مؤسسات التعليم العالي بفضل الدعم الذي قدمته.
كما نظمت رئاسة أتراك المهجر العديد من الندوات والفعاليات الثقافية بهدف تعزيز التواصل بين طلاب الأهيسكا، الذين يتلقون تعليمهم في جورجيا وأذربيجان وبين السكان المحليين بمنطقة أهيسكا.
إضافةً لذلك، تنظم رئاسة أتراك المهجر دورات تدريبية للتحضير للالتحاق بالجامعات في الدول التي يعيش بها طلاب الأهيسكا، بهدف رفع مستواهم التعليمي وزيادة اندماجهم بالمجتمعات التي يعيشون بها.
كما نظم برنامج المدارس الصيفية للغة التركية، لتدريب معلمي اللغة التركية من الأهيسكا.
وشارك العديد من شباب الأهيسكا من داخل تركيا وخارجها بورشة العمل القانونية الثانية، التي نُظمت بتركيا العام الماضي.
وتقام كل عام في الذكرى السنوية للتهجير، برامج زيارات لشباب الأهيسكا إلى وطنهم الأم، بهدف تقوية الروابط بين الأهيسكا وبين مطقتهم الأصلية إضافة إلى توعيتهم وتزويدهم بمعلومات حول مرحلة العودة إلى وطنهم الأم.
– الأهيسكا يزورون موطنهم الأصلي بدعم من “تيكا”
وبجانب رئاسة أتراك المهجر، تقوم وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” أيضا بتنفيذ العديد من المشاريع لدعم الأهيسكا.
ويجد العديد من الأهيسكا الفرصة لزيارة وطنهم الأم في إطار البرامج التي تنظمها الوكالة، كل عام بالتعاون مع الاتحاد العالمي للأهيسكا.
وزار العديد من الأهيسكا قراهم في منطقتهم الأصلية قادمين من عدة دول مثل كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان.
– مشاريع “تيكا” لدعم نساء الأهيسكا
نفذت الوكالة التركية، العديد من المشاريع بهدف خلق فرص عمل للمرأة لتحقيق اندماج نساء الأهيسكا بجورجيا في المجتمع.
ووزعت بالتعاون مع الاتحاد العالمي للأهيسكا، 80 آلة خياطة على نسائهم في الفترة ما بين 2015 و2016 ، بهدف خلق فرص عمل لهن وتحسين أوضاعهن الاقتصادية.
إضافةً لذلك، تم توفير مستلزمات لمشاريع تربية النحل وإنتاج العسل على المزارعين المحتاجين في إطار برنامج تطوير تربية النحل في أذربيجان وجورجيا، الذي أطلقته “تيكا” عام 2016. وتم تسليم 200 خلية نحل لـ30 أسرة تعيش في منطقتي أهيسكا وأجارا.
كما قامت الوكالة، بتحمل كافة نفقات إصلاح منزل دورسونوف سيف الدين (83 عاما)، أحد أتراك الأهيسكا، الذي عاد إلى وطنه واختار الإقامة بقرية فالا بمنطقة أهيسكا.
– تدريب مهني لشباب أتراك الأهيسكا
وتكفلت “تيكا” بتحمل نفقات بعض شباب الأهيسكا، ممن يعيشون بجورجيا، في الدورات التدريبية في بعض المجالات بهدف تنشئة عمالة مؤهلة وتوفير فرص عمل.
كما تنظم دورات في اللغة الجورجية للمساعدة على اندماج الأهيسكا هناك بالمجتمع.
وقدمت الوكالة أيضا، دعما للأهيسكا العائدين إلى وطنهم في السنوات الأخيرة بهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية وضمان اندماجهم بالمجتمع.
وفي هذا الإطار قامت بتأسيس بيوت زراعية (دفيئة) لـ43 عائلة تعيش في منطقة أهيسكا وغوري في الفترة من 2017 إلى 2019 .
– مساعدات غذائية للأهيسكا خلال تفشي كورونا
وضمن مكافحة فيروس كورونا، وزعت “تيكا”، 180 سلة مساعدات غذائية على عائلات في مناطق غوري وأهيسكا وسامتريديا.
كما تم توزيع مساعدات غذائية في كل جورجيا في إطار برنامج المساعدات للمسلمين في كل مناطق جورجيا.
وفي 14 نوفمبر 1994، قام الاتحاد السوفييتي بنفي أتراك من مناطق أهيسكا، وآسبينزا، وآهيلكلك، وباغدانوفكا، ومن 220 قرية تابعة لتلك المناطق، إلى دول مثل كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان.
وقامت إدارة الاتحاد السوفيتي بوضعهم في القطارات ونفتهم إلى آسيا الوسطى، وقد توفي 17 ألف شخص بسبب الجوع والبرد والأمراض.
وفي نهاية الرحلة تم إسكان الأهيسكا، في مناطق بكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، وبعد هجرتهم توفي أكثر من ألف آخرين بسبب الأوبئة والأمراض المعدية.
وعلى مدار 12 عاما، تم فرض الأحكام العرفية على الأهيسكا ومنعوا من مغادرة الأماكن التي تم نفيهم إليها.
وعقب تفكك الاتحاد السوفييتي اتضح أن نفيهم كان جزءً من عملية ستالين لترحيل كل الأتراك من سواحل البحر الأسود.
وعقب تفكك الاتحاد السوفيتي بدء الحديث عن عودة أتراك الأهيسكا إلى جورجيا.
وفي عام 1999، كان السماح بعودة أتراك الأهيسكا إلى موطنهم من شروط انضمام جورجيا إلى المجلس الأوروبي، وكان على جورجيا بدء مرحلة عودتهم في غضون 3 سنوات وإتمامها خلال 12 سنة، إلا أن العديد من المشاكل ظهرت أثناء تطبيق ذلك.
واليوم يعيش أتراك الأهيسكا في تركيا وأذربيجان وجورجيا وروسيا والولايات المتحدة وكازاخستان وقيرغيزستان وأوكرانيا وأوزبكستان وقبرص.