تحوّلت عملية المخلب – القفل التي أطلقتها تركيا ضد عناصر تنظيم بي كي كي الإرهابي في 17 نيسان/أبريل 2022، الى سدا منيعا بوجه العشرات من الإرهابيين الذين يحاولون التسلسل الى الأراضي التركية.
بدأت عملية المخلب ـ القفل العسكرية في عدة مناطق شمال العراق، بهدف تحييد العناصر الإرهابية التي تهدد أمن تركيا واستقرارها، وتوفير الأمن للحدود التركية مع العراق.
واستمدت العملية العسكرية التركية شرعيتها من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإرهابية والخارجية.
وتمكن الجيش التركي خلال عملية المخلب ـ القفل، من تحييد 506 إرهابيين وتدمير 575 كهفا، وضبط ألفي لغم متفجر يدوي الصنع، وحوالي 1200 قطعة سلاح و540 ألف ذخيرة.
لحظة انطلاق عملية المخلب ـ القفل
وفجر الاثنين بتاريخ 17/4/2022، أطلق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عملية “قفل المخلب” ضد العناصر الإرهابية في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان شمالي العراق.
وكان ذلك خلال اتصال مرئي بمركز عمليات القوات الجوية، أثناء زيارة أجراها مع رئيس هيئة الأركان يشار غولر وقادة الجيش لقيادة القوات الجوية.
وتلقى أكار معلومات حول الوضع الأخير للعمليات الجوية، وقال:” اعتبارًا من هذه الليلة، بدأت قواتنا المسلحة البطلة عملية مخلب القفل ضد الأهداف الإرهابية بغية منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا”.
وأكد: “وفقًا للخطة استهدفت القوات الجوية بشكل مكثف مواقع الإرهابيين في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان، حيث نجح طيارونا الأبطال في إصابة أهداف كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة وما يسمى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي”.
وأكد وزير الدفاع التركي استهداف المواقع الإرهابية بنيران المدفعية أيضا، مشيرًا إلى انتقال قوات النخبة والخاصة إلى المنطقة بدعم جوي من مروحيات أتاك والمسيرات العادية والمسلحة.
وشدد أن العملية تسير بنجاح وفق المخطط، وأن القوات التركية حققت الأهداف المحددة في المرحلة الأولى للعملية.
وأكد أن تركيا تنفذ جميع هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه.
وأردف:” أريد التأكيد مجددًا أن هدفنا الوحيد هم الإرهابيون ويتم إظهار الاهتمام الأقصى لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين، والبيئة، والمباني الثقافية والدينية”.
تقنيات متطورة في عملية المخلب – القفل العسكرية
يحقق الجنود الأتراك نجاحات متتالية ضمن عملية المخلب – القفل ضد العناصر الإرهابية، ويبعدون خطرهم وتهديدهم عن البلاد والمواطنين القاطنين في المناطق الحدودية، بفضل القواعد التي أنشأتها أنقرة في النقاط الحدودية وشمال العراق.
مع صعوبة جغرافيا المنطقة وتضاريسها وظروفها الجوية، يحيد الجيش التركي الإرهابيين الذين يحاولون التسلل عبر الحدود الى تركيا، بعد رصد وتعقب تحركاتهم بواسطة أنظمة الاستطلاع والمراقبة الحديثة المحلية والوطنية.
كما تستخدم مسيرات الاستطلاع والمراقبة والمسيّرات الهجومية المزودة بالأسلحة خلال العملية، بشكل فعّال من قبل القوات التركية.
نجاحات كبيرة في ضرب الإرهابيين
أفاد العقيد أركان شن، نائب قائد لواء الحدود الثاني التركي، خلال تقييمه لعملية المخلب ـ القفل أمام عدد من الصحفيين، بأن العملية تتواصل وفق الخطة المرسومة وتحقق نجاحات كبيرة في ضرب الإرهابيين داخل أوكارهم، بحسب الأناضول.
وأوضح أركان شن: “تم تحديد 47 كهفًا وملجأً يستخدمها عناصر “بي كي كي” في جبل ميلوني الذي أطلق عليه الإرهابيون اسم (قمة جهنم) بزعم أنه لا يمكن لأحد دخوله ولا يمكن أن يخرج منه حتى لو دخل”.
وأضاف: “القوات التركية تمكنت من تحييد 13 إرهابيًا في هذا الجبل، إلى جانب استسلام إرهابيين اثنين لقوات الأمن التركية”.
وأشار أركان شن إلى أن القوات التركية سبق لها أن نفذت عمليتي المخلب ـ البرق في منطقة أفشين، و”المخلب ـ الرعد” في منطقة زاب بشمال العراق.
وتابع: “ومع بدء عملية المخلب ـ القفل، باتت هذه المناطق شبه آمنة وأحكمت القوات التركية سيطرتها عليها وشلّت حركة الإرهابيين فيها”.
وأردف أركان شن: “قبل بدء المخلب ـ القفل نفذ الإرهابيون المتمركزون شمال العراق أكثر من 900 عملية تخريبية ضد تركيا باستخدام قذائف مضادة للدبابات وقذائف الهاون والصواريخ والقناصة والدرون”.
وأطلقت عملية المخلب ـ القفل من أجل القضاء على الهجمات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الأتراك وقوات الأمن من جانب شمال العراق، وقد تمكنت من تحقيق أمن الخط الحدودي، وتم من خلالها اقتحام جميع أوكار الإرهابيين وكهوفهم وتدميرها على رؤوسهم، وفقا لنائب قائد لواء الحدود الثاني التركي.
وتوجّه إلى الإرهابيين وداعميهم محذرا: “فليعلم الإرهابيون الخونة ومن يدعمهم جيدًا، أنه لا شيء يخيف الجيش التركي، سنستمر باقتحام مخابئهم حتى تحييد آخر إرهابي، وإذا متنا فسنرتقي شهداء بإذن الله وسيكمل زملاؤنا الكفاح من بعدنا”.
وتنفذ تركيا عمليات لمكافحة “بي كي كي” الذي يستهدف قواتها ومواطنيها، وينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران.
اقرأ أيضا: الدفاع التركية تنشر صور مغارتي أسلحة لتنظيم بي كي كي شمالي العراق
اقرأ أيضا: وزير الدفاع التركي: لا نستأذن أحدًا لتنفيذ عمليات ضد “واي بي جي” شمالي سوريا