أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة اليوم الأحد، استشهاد نحو 100 فلسطيني في مجازر إسرائيلية خلال آخر 24 ساعة في قطاع غزة، الذي يشهد إبادة جماعية منذ أكثر من عام.
وقال متحدث الدفاع المدني محمود بصل في بيان: “استُشهد نحو 100 فلسطيني في مجازر إسرائيلية خلال آخر 24 ساعة في أثناء عمليات القصف التي تعرض لها القطاع”.
وأشار إلى أن “أبرز هذه المجازر كان قصف منزل لعائلة الأعرج في تل الزعتر بجباليا شمالي القطاع، وكان يؤوي أكثر من 40 شخصاً”.
وأوضح أن “الدفاع المدني ما يزال معطلاً قسراً في مناطق شمال قطاع غزة كافة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك دون رعاية إنسانية وطبية”.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال هاجم طواقم الدفاع المدني شمال قطاع غزة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم.
واليوم الأحد، أفادت وكالة الأناضول باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة عدد آخر في غارات إسرائيلية متواصلة على أنحاء قطاع غزة، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المباني السكنية ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة.
وأفاد مصدر طبي للوكالة باستشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوبي القطاع، وأضاف أن طفلين استٌشهدا وأُصيب آخرون جراء قصف طائرة مروحية لخيمة تؤوي نازحين في جنوب منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس (جنوب).
وفي وسط القطاع، استُشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بأرض المفتي شمال مخيم النصيرات، وفق مسعفين فلسطينيين للأناضول.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية شرقي مدينة دير البلح، وأطلقت الآليات العسكرية النار صوب منازل المواطنين شرقي المصدر والمغازي، وفق شهود العيان.
أما في شمال قطاع غزة، تُواصل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف على منطقة الخلفاء في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وأضاف الشهود أن “الآليات العسكرية الإسرائيلية أطلقت النار غربي مخيم جباليا وفي منطقة الصفطاوي (شمال غرب مدينة غزة)، وأطلقت الطائرات المسيرة النار تجاه كل جسم متحرك”.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي مجدداً شمال قطاع غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
أكثر من 415 ألف نازح في مدارس “أونروا”
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” اليوم الأحد، إن أكثر من 415 ألف نازح يحتمون حاليا في مباني مدارسها في غزة، فيما يعيش مئات الآلاف الآخرين “في ظروف أسوأ داخل ملاجئ مؤقتة”.
جاء ذلك في منشور على منصة إكس أرفقته بمقطع فيديو صوّرته إحدى النازحات من مكان نزوحها، حيث روت الصعوبات والتحديات التي تواجه النازحين في هذه المباني المخصصة فقط للتعليم، وبخاصة بالنسبة للنساء.
وقالت أونروا: “أكثر من 415 ألف نازح في غزة يحتمون الآن في مباني مدارس أونروا.. مئات الآلاف الآخرين يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف أكثر سوءا داخل ملاجئ مؤقتة”.
استشهاد معتقلين من قطاع غزة
وفي سياق متصل، أعلنت 3 مؤسسات حقوقية فلسطينية اليوم، استشهاد اثنين من معتقلي قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جاء الإعلان في بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (أهلية).
وأكد البيان “استشهاد معتقلَين اثنين من قطاع غزة، وهما: محمد عبد الرحمن هويشل إدريس (35 عاماً)، ومعاذ خالد محمد ريان (31 عاماً)”.
وجاء في البيان: “أُبلغنا باستشهاد المعتقل إدريس عبر هيئة الشؤون المدنية أول أمس الجمعة، في سجن عوفر (غربي رام الله)، فيما تلقينا نبأ استشهاد المعتقل معاذ ريان بعد مراسلة جيش الاحتلال للفحص عن مصيره، وتبين أنه استُشهد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، دون الإفصاح عن مكان استشهاده”.
وبينت المؤسسات أن “المعتقل محمد إدريس، وحسب عائلته، لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية قبل فقدانه بتاريخ 25 أغسطس/آب 2024، أما المعتقل ريان فهو يعاني من شلل كامل قبل اعتقاله بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024”.
ولفت البيان إلى أن “عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع إلى 47، وهم فقط الشهداء الذين تلقت المؤسسات بياناتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد الحرب في سجون ومعسكرات الاحتلال”.
واعتبر أن “الكشف عن مزيد من الشهداء في صفوف معتقلي غزة، ممن ارتقوا خلال الشهور الماضية، ومن أيام، يعني أن الاحتلال ماضٍ في جرائم التعذيب الممنهجة، إلى جانب الجرائم الطبية، وجريمة التجويع، وجرائم الاغتصاب، والاعتداءات الجنسية بمختلف مستوياتها”.
ومنذ اندلاع الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، لا سيما في “سدي تيمان” جنوبي إسرائيل.
ووثقت مؤسسات معنية بشؤون الأسرى شهادات بشأن تعرض المعتقلين الفلسطينيين إلى الضرب المبرح والإذلال والتجويع، وسط ظروف إنسانية صعبة داخل سجون إسرائيل.
ويصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل إلى 11 ألفاً و900، دون معتقلي قطاع غزة الموجودين في المعسكرات التابعة للجيش الإسرائيلي، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
واعتقل الجيش الإسرائيلي منذ بدء معاركه البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023 آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وطواقم من الدفاع المدني والإسعاف، أطلق سراح عدد ضئيل منهم لاحقاً، وقد ظهرت على أجسادهم الهزيلة علامات التعذيب والتجويع والتنكيل بهم.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتُواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.